على الرّغم من أنّنا نسمع دائمًا عن المساوئ الإقتصاديّة، الإجتماعيّة، وأحيانًا البيئيّة للهندسة الوراثيّة، إلاّ أنّ قلّة منّا يُدرك أهميّتها ودورها الحقيقي في العالم وفي مواجهة المشكلات الحقيقيّة التي تواجه جنسنا البشريّ. هذا الفرع من الهندسة أحدث تغييرًا إيجابيًّا في حياة الملايين من البشر في فترة زمنيّة لا تتعدّى نصف القرن. وليس هنالك مثال أفضل لتوضيح خيرات وإيجابيّات مثل هذه الهندسة من الأرز الذّهبي.
الأرز الذّهبي هو فصيلة من الأرز الآسيوي الذي تمّ هندسته وراثيًّا ليقوم بإنتاج مركّب كيميائي حيويّ يُسمّى بالبيتا-كاروتين، وهو السّلف الكيميائي الذي يستخدمه الجسم لإنتاج فيتامين أ. هذه الفصيلة من الأرز تمّ تصميمها خصّيصًا للمناطق المعدمة التي تفتقر لموارد غذائيّة غنيّة بفيتامين أ، وذلك لخلق بديل زهيد الثمن ومتوافر لسكّان هذه المناطق.
بحسب الإحصاءات، يموت في كلّ عام أكثر من 670 ألف طفل تحت عمر الخامسة فقط لأنّ غذائهم يفتقر لفيتامين أ. ولذلك، خلق مثل هذه البدائل يمنح الأطفال وأهاليهم في هذه المجتمعات الفقيرة فسحة أمل للعيش بصحّة جيّدة نسبيًّا، مقارنة بأسلافنا الذين عاشوا قبل قرن أو قرنين من الزّمن على الأقلّ.