قد تقلل الأدوية الموصوفة في حالة ارتفاع ضغط الدم خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ، وفقًا لبحث جديد نُشر في دورية تابعة لجمعية القلب الأمريكية.
توصف مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE-i أو مضادات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARB) لحالات مثل الفشل القلبي أو ارتفاع ضغط الدم أو الأمراض القلبية. يصف الأطباء عادةً هذه الأدوية للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بهدف ارتخاء وفتح الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم.
واستنادًا إلى نتائج هذه الدراسة الكبيرة، يمكن لتناول هذه الأدوية أن يخفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. يُعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا وثاني أكثر أسباب الوفيات المرتبطة بالسرطان حول العالم.
يقول كاتب الدراسة واي ك. لونغ، بروفيسور في الطب السريري في جامعة هونغ كونغ في الصين: «إن أدوار مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE-i) ومضادات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARB) في تطور السرطان، مثيرة للجدل. وتتعارض النتائج في بعض الحالات. حددت بعض العوامل نتائجَ العديد من الدراسات السابقة، بما فيها عدد المرضى المنخفض والبيانات التي تتناول متابعةً قصيرة الأمد فقط.
فيما تسلط هذه الدراسة الضوء على دور محتمل لهذه الأدوية في خفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وهي الدراسة الأولى التي تظهر تأثيرات مفيدة محتملة لهذه الأدوية في الوقاية من تطور سرطان القولون والمستقيم استنادًا إلى مجموعة واسعة من المرضى الذين لم يكونوا مصابين بالسرطان عند بدء الدراسة».
راجع الباحثون سجلات صحية لـ 187,879 مريضًا بالغًا في هونغ كونغ بين عامي 2005 و2013، لم يكونوا مصابين بسرطان القولون والمستقيم وفقًا للتشخيص باستخدام تنظير القولون. فوجدت الدراسة النتائج التالية:
- المرضى الذين تناولوا الأدوية الخافضة لضغط الدم مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ومضادات مستقبلات الأنجيوتنسين كانوا أقل عرضة لتطوير سرطان القولون والمستقيم بنسبة 22% في السنوات الثلاث الأولى.
- لوحظت فوائد هذه الأدوية على المرضى بعمر 55 عام أو أكبر، مترافقة مع تاريخ إصابة ببوليبات في القولون.
- حُددت الفوائد المرتبطة بهذه الأدوية بالسنوات الثلاث الأولى بعد سلبية تشخيص سرطان القولون.
يقول لونغ: «تُعطى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ومضادات مستقبلات الأنجيوتنسين لمرضى ارتفاع ضغط الدم والفشل القلبي وأمراض الكلية، وقد يُشكل دورها في خفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عاملًا إضافيًا للأطباء في توجههم لوصف هذه الأدوية لخفض ضغط الدم».
تُعد هذه دراسةً تستعيد الأحداث، وتنظر لماضي المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية فيما إذا تطور لديهم سرطان قولون ومستقيم. أشار الباحثون إلى وجوب التحقق من هذه النتائج بدراسة استباقية مضبوطة مُعشّاة، تتابع المرضى بفاعلية لتحديد الفوائد المحتملة من هذه الأدوية في إبعاد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
اقرأ أيضًا:
اختبار منزلي لكشف سرطان القولون والمستقيم
دراسة دولية كبيرة تربط بين فيتامين (د) و سرطان القولون والمستقيم
ترجمة: مريم عيسى
تدقيق: جعفر الجزيري
