وجد العلماء أدلة جديدة على أن الأدمغة التي تعاني من الفصام قد تكون قادرة على إعادة تنظيم نفسها ومحاربة هذا المرض. إنها وسيلة جديدة وواعدة لفهمنا لمرض انفصام الشخصية، ويمكن أن تشير في يوم ما نحو علاج للمرض الذي يؤثر على أكثر من 21 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وجدت الدراسة أنه تبعاً لحجم المادة الرمادية، فإن وسيلة الإصلاح والتجديد هذه تجعل أدمغة مرضى الفصام تنمو لتكون أشبه بأدمغة الأشخاص المعافين مع الوقت، وهذا قد يساعدنا على ابتكار طرق جديدة لتطوير علاجات لهذه الحالة.
قامت الدراسة بتحليل 98 شخصاً يعانون من الفصام، و 83 شخصاً طبيعياً. ووجد الباحثون زيادة صغيرة في الأنسجة في أجزاء معينة من الدماغ في مجموعة الفصام بعد إجراء فحوصات الرنين المغناطيسي. وقد لوحظت هذه الزيادة بالإضافة لكميات قليلة من المادة الرمادية في مناطق أخرى.
هذا يتعارض مع وجهة النظر الراسخة والمقبولة عموماً بأن الفصام مرض يؤدي إلى أضرار دائمة لأنسجة المخ في مراحله الأولية، ولا يمكن شفاؤها.
وعلى الرغم من أنها دراسة صغيرة تفحص عدداً قليلاً نسبياً من المرضى، إذا تمت دراسة هذه النتائج على نطاق أكبر، فمن الممكن أن يؤدي هذا لتغيير جذري في الطريقة التي ينظر فيها العلماء والأطباء إلى هذا المرض.
وقالت لينا بالانيابان (Lena Palaniyappan) من معهد لوسون للبحوث الصحية في كندا: «نتائجنا تسلط الضوء على أنه على الرغم من شدة تلف أنسجة دماغ المريض المصاب بالفصام؛ فإن الدماغ يحاول باستمرار إعادة تنظيم نفسه، ربما لإنقاذ نفسه أو للحد من الضرر».
وفقاً لمركز لندن لعلوم الصحة في كندا فإن مثل هذه العلاجات المحتملة يمكن أن “تسخر التغيرات التعويضية الخاصة بالدماغ في مواجهة هذا المرض”.
إعداد: إلهام حج علي
تدقيق: حسين قاسم