الآثار الإيجابية لتأخير ساعة بداية الدوام المدرسي
في أيلول (سبتمبر) الماضي التحقت مدينةDobbs Ferry في نيويورك بركب المدارس اللاَّتي قمنَ بتأخير موعد بدأ الدَّوام في المدراس المتوسطة و الإعدادية من أجل تقليل تعب الطلاب في الصباح.
وقد جاءَ هذا القرار تزامناً مع دراسات كثيرة في مجال علم النوم، تُفيد أنَّ المراهقين و الأشخاص في مرحلة ما قبل المراهقة هم أكثر الفئات المحرومة من النوم، و أن أداءَهُم المدرسي سيتحسن إذا ما حصلوا على المزيد من الراحة، لذلكَ وببساطة؛ سمحوا لأطفالهم بالنوم لفترة أطول.
ماذا سيحصل إذا بدأت يومكَ بوقت متأخر؟
صرحت (ليزا برادلي) (Lisa Brady) مشرفة دوبز فيري إلى مجلة (Business Insider) الدورية، أنَّهُ في العام الدراسي 2016-2015 كانت بداية اليوم المدرسي للمدارس المتوسطة 8.15 صباحًا، وللإعدادية 7.30 صباحًا إما الآن بعد تطبيق السياسة الجديدة فسيبدأ اليوم الدراسي و ينتهي بعد 45 دقيقة من الموعد القديم، وهذا التغيير أظهر نتائج إيجابية، واضحة.
بعد دراسة نُشرت عقب إنتهاء السنة الدراسية الماضية قالت برادلي: «كان الأمر واضحًا لدى الطلاب و أولياء الأمور أنَّ التوتر قد قل لديهم بشكل كبير».
«وقد أصبح للعديد من الطلاب وقتٌ كافٍ لتناول الفطور، و الاستعداد للمدرسة و ذكر أولياء الأمور أنَّهُم ليسوا مضطرين لسحب الأطفال بالقوة من السرير صباحًا، أو للصياح عليهم لكي يهرَعوا للاستعداد، مما جعَلَ الطلاب يشعُرونَ بالنشاط فور وصولهم للمدرسة، كما لم يتغير موعد ذهاب الطلاب إلى الفراش على الرغم من وجود 45 دقيقة إضافية صباحًا».
وفي ولاية سياتل ستقوم 85% من المدارس المتوسطة و الإعدادية بإبدال موعد اليوم المدرسي مع المدارس الابتدائية في 2017-2016 حيث سيبدأ اليوم الدراسي للطلبة الأكبر في 8.45 صباحًا و للطلبة الأصغر 7.55 صباحًا.
ذكرت كيرا هوفمان (Kira Hoffman) طالبة في الصف الثامن (الصف الثاني ثانوي) في مدرسة جاين آدمز (Jane Addams) المتوسطة بأنها « لم تَعد تشعر بالعجلة و القلق حيال عدد ساعات نومها و إذا ما كانت ستذهب للمدرسة أو ستتأخر عليها.»
أمل جديد لولاية بنسلفانيا
و دُعمت هذه الظاهرة الجديدة في السنوات القليلة الماضية فقامت مجموعة الدعم لبدء اليوم المدرسي في وقت متأخر (Start School Later) بتجميع لائحة بالمدارس الأمريكية و المناطق التعليمية التي قامت بتأخير اليوم المدرسي و لحد الآن وافقت مدارس في 44 ولاية على هذا القرار.
إحدى هذه المدارس هي مدرسة (سولبري) (Solebury School) في نيوهوب ( New Hope) في ولاية بنسلفانيا حيث قام مدير الدراسات ريك توني (Rick Tony) بعمل مجموعة كبيرة من التغييرات على ساعات الدراسة الاعتيادية.
حيثُ سيبدأ اليوم الدراسي في مدرسة سولبري الخاصة في الساعة 8.30صباحًا، و في يوم الأربعاء في التاسعة صباحًا بينما بدأ اليوم الدراسي في السنة السابقة في الثامنة صباحًا.
و في الوقت ذاته فقد قام بتغيير أوقات و أعداد الحصص الدراسية من ست حصص تستغرق 50 دقيقة إلى أربع حصص تستغرق ثمانين دقيقة، و مع تقليل الواجبات المنزلية أصبح بإمكان الطلاب الاستمتاع بوقتهم ليلًا حتى ولو تأخروا في الرجوع إلى البيت.
و قال ريك لمجلة ( Business Insider): « في كل مرة نسأل فيها عن نتائج التجربة وجدنا أنَّها 10 إيجابية و 1 سلبية.»
بينَما يقول توني مدرس للرياضيات في المدرسة: «إنَّ الطلاب ينتجون عملًا أفضل على أسس مستمرة على الرغم من بدأ الجدول منذ شهر فقط، و يبدو الطلاب أكثر استرخاءً في الحرم المدرسي بسبب تقليل حجم العمل الذي يؤدونه في الصباح.»
و قال:« لقد قل التوتر بالفعل هذه السنة!» و أضاف بأنَّه سيتابع نتائج الجدول مع المدرسين للحصول على معلومات أكثر دقًة حيال إنجازات الطلبة.
سلبيات تأخير موعد اليوم المدرسي
على الرغم من ندرة سلبيات المواعيد الجديدة لليوم المدرسي لكنها تحدث فعلًا.
قالت برادلي: « إن بعض الآباء في دوبس فيري يواجهون صعوبًة في إكمال أعمال الصباح اللازمة و الذهاب إلى إعمالهم اليومية في الوقت المحدد، و في الوقت ذاته قالت إنَّ المشكلة لدى دوبس فيري هي إيجاد باصات كافيًة لنقل الطلاب».
لكنَّ المسؤولين ردُّوا على هذهِ الحجَّة, بأنَّه في كلتا الحالتين يمكن لأولياء الأمور إيصال أولادهم إلى المدرسة قبل بدء اليوم الدراسي، لكِي يستطيعوا تناول الإفطار أو شحن أجهزتهم المحمولة أو حتَّى للتسكُّع في مكانٍ ما.
ولكن من وجهة نَظَر أخرى وجدت برادلي بعض المشاكل مع الرياضين، و نوادي بعد الدوام المدرسي، ففي السنوات السابقة لم تواجه فرق المدرسة مشاكل عند اللعب في مباريات خارج المدرسة إما الآن فلديهم وقت أقل للوصول إلى المباريات بالإضافة للتعرض لزحمة الطرق السيئة.
و قالت: «يبدو أنَّ الأطفال يشعُرونَ بالعجلة أيضًا.»
لأنَّ العديد من الطلبة يعانونَ فور وصولهم للمنزل من قلِّة الوقت اللازم لعمل الواجبات المنزلية التي أعطِيَت لَهُم في المدرسة، و بأن المسؤولين في المدرسة يقومون بعرض آرائهم لإيجاد تغييرات في مواعيد اليوم الدراسي بما يُشبه التغييرات التي قامت بها مدرسة سولبري.
يتطلب الأمر العديد من الناس لأحداث التغيير
في احدى المقاطعات التي لم تواكب بعد صيحة تأخير الدوام، عبَّر بعض الآباء عن رأيهم الذي نشرتهُ دورية (Los Angeles Times) في افتتاحيَّتِها، والذينَ بدوا محبطين، و طفح بهم الكيل بسبب محاولة إقناع المراهقين ذوي الأعين الغائمة أن يرتدوا ملابسهم و أن يذهبوا إلى المدرسة.
قالت باولا ديل والدة أحد الطلاب : « لقد قلت لسنوات أنَّهُ لا يجب على الطلاب و بالأخص طلاب المدرسة الإعدادية أن يكونوا في مقاعدهم الدراسية في محاولة لتعلم شيء في ساعات الصباح المبكرة. »
وفي النهاية، أوضحت برادلي عن سبب رفض مدارس مقاطعتها اتخاذ هذه الخطوة قائلًة إن الأمر معلَّق بسبب كبرياء الأجيال السابقة،، فعلى الرغم من صحة الأبحاث العلمية إلا إن العديد من الآباء و الإداريين لا يشفقون على المراهقين المرهقين، وهم مقتَنِعون أنَّ الاستيقاظ مبكرًا أمرٌ صعب و لكنه جزء من الحياة.
و أضافت برادلي: «أعرف إننا اعتدنا على المشي لمئة ميل في الثلج للوصول إلى المدرسة، لكننا الآن نعرف طبيعة دماغ المراهقين، و اختلاف إيقاعات النوم الاعتيادية للمراهقين عن الراشدين.»
ترجمة: زينب الانصاري.
تدقيق: هبة أبو ندى