عملية استئصال اللوزتين أو (Tonsillectomy)، هي عملية جراحية تستأصل فيها اللوزتان الصغيرتان الواقعتان على جانبي الجدار الخلفي من الحلق لمنع تكرار الالتهاب، إذ تعد اللوزتان من الأنسجة اللمفاوية في الجسم وتتمثل وظيفتها بالدفاع عن الجسم والوقاية من العدوى في سنوات الحياة الأولى.

لكن إذا كنت المرء غير محظوظ، قد يضطر إلى إزالتهما مرتين.

تفاجأت امرأة تبلغ من العمر 45 عامًا عندما اكتشفت أنها مصابة بالتهاب اللوزتين وتحتاج إلى إزالتهما جراحيًا، مع أن العملية شائعة وبسيطة، فقد استغربت لأنها كانت قد أزالتهما بالفعل قبل 40 عامًا عندما كانت تبلغ من العمر 5 سنوات.

قالت السيدة كاتي غولدن، من الولايات المتحدة الأمريكية: <<شعرت بوجود شيء ما غريب في فمي لسنوات لكنني لم أكن أدرك ما هو، فأنا لست طبيبة ولا أعرف الكثير عن بنية الفم>>.
أضافت أنها عندما كانت تشعر بألم في حلقها أو بصعوبة في البلع كانت تستبعد التهاب اللوزتين، إذ كانت تعلم أنهما غير موجودتين لديها، وظنت أنه مجرد التهاب في الحلق.

بعد تكرار حدوث هذه الأعراض عدة مرات، أخبرها الطبيب خلال زيارتها أن لوزتيها متورمتان، وأنها مصابة بالتهاب اللوزتين.

إذًا ماذا يحدث؟

تظهر بعض الدراسات أن اللوزة قد تكون مفيدة في وقت لاحق من الحياة حتى بعد استئصالها جراحيًا سواء كليًا أو جزئيًا من قبل الأطباء، وذلك عندما يعاني المريض التهاب اللوزتين المزمن أو صعوبة في التنفس في أثناء النوم، ومع أن هذا الإجراء قد يبدو خطوة جذرية، فإن اللوزتين جزء من الجسم يمكن التعايش بدونه، تمامًا مثل عمليات استئصال الزائدة الدودية Appendectomy.

لا تكون الغدد الليمفاوية مكتملة النمو في المراحل الأولى من الحياة، وتعتمد أجسامنا على اللوزتين لاحتجاز الجراثيم والأجسام الغريبة التي نستنشقها أو نبتلعها، وذلك عبر محاصرتها وتمكين الجسم من التعرف عليها بوصفها أجسامًا مؤذية ما يؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة للقضاء عليها، حتى لا تسبب ضررًا عند دخولها مجددًا إلى الجسم، وبعد ذلك تتولى الأنسجة اللمفاوية الأخرى المهمة الدفاعية وتتوقف اللوزتان عن أداء هذا الدور.

تتميز أنسجة اللوزتين بقدرتها العالية على احتجاز هذه الجسيمات، إذ تحتوي على جيوب ضيقة شبيهة بالثقوب (تعرف بالخبايا أو الجيوب اللوزية) التي تزيد من مساحة سطحها وتعمل على احتجاز الأجسام الغريبة داخلها، هذا ما أوضحه سيمون كارني، أستاذ طب الأنف والأذن والحنجرة (جراحة الرأس والرقبة في جامعة فليندرز) في مقال نُشر على موقع conversation.

مع أن معظم المرضى يظهرون تحسنًا في عملية التنفس بعد استئصال اللوزتين، إلا أن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد بالنسبة للبعض.
وجدت الدراسات التي تتبّع حالة المرضى أن اللوزتين قد تنموان مجددًا لدى عدد قليل، إذ بينت الإحصائيات أن واحدًا من 82 مريضًا أو نحو 6.1% (أي خمسة أطفال إجمالًا) شهدوا عودة نمو اللوزتين من الأنسجة المتبقية بعد الجراحة.

وجدت دراسة أخرى نظرت في النظام الغذائي وأيضًا الوظيفة المناعية، أن أنسجة اللوزتين المتبقية بعد استئصال اللوزتين الجزئي عند الأطفال لديها ميل ملحوظ للنمو مرة أخرى، مع نظام غذائي غني بالسكريات وتاريخ مليء بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي المتكررة.

بالنسبة إلى العمر، فقد وجدت دراسة أن إعادة نمو اللوزتين مرتبطة بالعمر وتزيد نسبة حدوثها أكثر لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 7 سنوات، ووجدت دراسة آخرى أنه كان أكثر شيوعًا لدى المرضى الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وقد يعود هذا الاختلاف إلى صغر حجم العينة في الدراسات وربما لعوامل أخرى.

من المثير للاهتمام أيضًا أنه قد عُثر على مرضى نمت لوزاتهم مرة أخرى بعد عملية استئصال كلي وليس جزئي، وأن استئصال اللوزتين كان مرتبطًا بظهور الحمى والأعراض الالتهابية، ومع ذلك فقد نمت اللوزتان من جديد لدى العديد من المرضى الذين لم تظهر عليهم الأعراض، رغم أنهم جميعهم خضعوا للاستئصال الكامل.

ختامًا، مع أنها عملية مزعجة بالتأكيد، فإنه في حال إصابة اللوزتين بالالتهاب مجددًا وعودة الأعراض، قد يكون من الضروري استئصالهما جراحيًا للمرة ثانية لتخفيف الأعراض.

اقرأ أيضًا:

التهاب البلعوم و التهاب اللوزتين : الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

قد يكون لاستئصال اللوزتين في الطفولة تأثير كبير على الحياة

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: وسام صايفي

مراجعة: ميرڤت الضاهر

المصدر