كواكب خارجية عملاقة، كما يُطلق عليها “المشتري الحار” والتي تشبه خصائصها لتلك التي لدى أكبر كواكب مجموعتِنا الشمسية وتدور في مدار قريب جدًا نسبةً لنجومها، تُعتَبر هدفًا مثاليًا لعلماء الفلك خِلالَ بحثِهم عن العوالم الخارجية. حجم وقرب هذه الكواكب يمكن تحديده بسهولة لأن هذه الكواكب تقوم بتقليل سطوع نجومها بشكل كبير. مؤخرًا فريق دولي مِن الباحثين أعلن إكتشاف خمس كواكب خارجية جديدة، موسعًا بِذلك قائمة “المشتريات الحارة” المعروفة. حيث قاموا بنشر دراستهم يوم الرابع مِن شهر فبراير الحالي.
الفريق، بقيادة بيري ماكستيد (Pierre Maxted) مِن جامعة كيلي في مقاطعة ستانفورد، المملكة المتحدة، كان يبحث عن عبورات كوكبية بإستخدام معدات (Wide Angle Search for Planets-South “WASP-South”) – عِبارة عن مصفوفة من ثمان كاميرات تراقب مناطق محددة مِن الجزء الجنوبي للسماء. كانت هذه المعدات تستخدم لدراسة خمس نجوم تُظهِر ما يبدو أنه عبور كوكبي في منحني ضوئها. للتأكد مِن الطبيعة الكوكبية للأهداف المرصودة، الباحثون إستعملوا مجموعة معدات في مرصد La Silla في تشيلي.
الكواكب المكتشفة حديثًا تتراوح كُتَلُها بين 0.3 إلى 1.2 مِن كُتلة المشتري، ولديها أقطار تتراوح بين 1 إلى 1.5 مِن قطر المشتري، ومدارات بين 2.17 إلى 5.75 يومًا.
يُعتبر الكوكب WASP-119b، بكتلة 1.2 مِن المشتري ومدار مقداره يومين ونصف، “مشتريًا حارًا” مِثاليًا. نجمه الذي يبدو بكتلة تقارب كتلة شمسنا لكنه عمر أكبر كما يظهر مِن كثافته وحرارته. WASP-124b الأقل كُتلة مِن المشتري (0.6 مِنها) يدور بِمدار 3.4 يوم حول نجم أكثر شبابًا.
WASP-126b قد يكون الأكثر جذبًا للإنتباه حيث جاذبيته السطحية القليلة ونجمه اللامع يجعله هدفًا جيدًا للتحليل الطيفي. ايضًا لهذا الكوكب أقل كتلة بين هذه الخمس كواكب.
“WASP-126b يعتبر الكوكب الأكثر إثارة للفضول بسبب دورانه حول النجم الأكثر لمعانًا بين هذه الخمسة. هذا يعني أنه يمكن أن يكون هدفًا لتحليل ووصف الغلاف الغازي، تحليل التفاوت والإختلاف في طبيعة الغلاف الغازي عن طريق دراسة مفصلة، كقراب هابل او مقراب جيمس ويب على سبيل المثال،” كويل هيلير (Coel Hellier)، أحد المشاركين في البحث.
لدى WASP-126b جحم مقارب للمشتري وأطول مدار. جاذبيته السطحية أكبر مِن باقي “المشتريات الحارة” المعروفة. WASP-133b يمتلك أقصر مدار بين هذه الكواكب الخمسة واكبر واثقل بقليل مِن كوكب المشتري (1.2 مِن كتلته ونصف قطره).
أوضح هيلير أن هذه الكواكب الخمسة تم رصدها على أساس بيانات WASP حول التغير الطيفي لنجومها. وأضاف بأن هذا المرصد هو الأنجح (مِن حيث تحديد الكواكب مِن على سطح الأرض) مِن بعد مرصد Kepler التابع لناسا، حيث كان الأخير هو الوحيد الذي استطاع اكتشاف كواكب اكثر مِن WASP.
“لدينا برنامج ضخم يربط البيانات مِن WASP-South والذي يستمر بالعمل مِن 10 سنوات لحد الآن، مع البيانات الضخمة المُحصلة مِن Euler/CORALIE للتحليل الطيفي ومقياس TRAPPIST الآلي للفوتونات. البرنامج يتطلب نظامًا ضخمًا لإكتشاف هذه الكواكب. لقد وجدنا 100 مِنها، كانت هذه الخمسة اخر المكتشفات.”
إستنتج الفلكيون ان هذه الأنظمة الكوكبية تعتبر أهداف جيدة لمواصلة المراقبة بواسطة معدات أرضية لدراسة جوها والتغييرات الديناميكية فيها. يعتقدون أيضًا بأن المعدات الجديدة للكشف عن الكواكب الخارجية كـقمر ناسا الجديد Transiting Exoplanet Survey Satellite يمكن أن تكون مفيدة جدًا في البحث وربما تكشف كواكب لم نعرفها لحد الآن.
“TESS ربما يستطيع إيجاد الكواكب الخارجية الأصغر، حيث سقوم بمراقبة كل كواكب WASP تقريبًا” كما قال هيلير.