خلايا دماغية نوعية للجنس. إذا دخلت إلى مكتبةٍ ما، يمكنك أخذ الكتاب الذي تريد وترك بقية كتب المكتبة التي لا تناسب غرضك. تتصرف خلايا جسمنا بالطريقة نفسها وسنوضح ذلك فيما يأتي. تحتوي خلايانا على نواة بداخلها أشرطة الـ DNA. يتألف الشريط الواحد من الملايين من النيوكليوتيدات التي تؤلف الجينات. لكل جين وظيفة مسؤول عنها. حينما تريد الخلية صنع بروتين معين فستفتش عن الجين المناسب لوظيفتها وتترك بقية الجينات. الـ DNA هو المكتبة والجينات هي الكتب والخلية هي أنت.
توجد أنواع عديدة من الخلايا في جسمنا، ولكل نوع وظيفة خاصة تختلف عن بقية الخلايا، لذا فكل خلية تفعِّل الجينات المناسبة لوظيفتها وتترك الباقي. تبدو الجينات هنا نقطةَ كهرباء تُشغّل عند الحاجة.
يعرف العلماء هذا الأمر من سنين عديدة فمثلًا البنكرياس مختص بإنتاج الإنسولين لذا فهو يفعِّل جينات مختلفة عن الجينات المفعلة في نخاع العظم المختص بإنتاج خلايا الدم.
إذن، ما الجديد؟
اكتشف الباحثون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وكذلك معهد آلين لعلوم الدماغ في سياتل وجود اختلافات في خلايا الدماغ بحسب الجنس أي أن منطقة واحدة في الدماغ تحتوي خلايا معينة عند الذكر وخلايا أخرى مختلفة عند الأنثى، مما يجعلها خلايا دماغية نوعية للجنس.
ركز هؤلاء الباحثون على منطقة في دماغ الفئران تُدعى VMHvl. تتألف هذه المنطقة من 4000 خليةٍ تلعب دورًا مهمًا في الأيض والعديد من السلوكيات الجنسية والاجتماعية المعقدة.
نظر العلماء إلى الجينات المفعلة في هذه الخلايا باستخدام تقنية قراءة الـ single cell RNA reading technology. تحدد لنا هذه التقنية فقط الجينات المتطورة إلى RNA.
النتائج
وجدوا 17 نوعًا مختلفًا من الخلايا في هذه المنطقة. لعلك قلت فورًا إنه أمر طبيعي أن نجد أنواعًا مختلفة من الخلايا وهو صحيح. إذن ما الجديد بالضبط؟
توصلوا إلى أن بعض هذه الأنواع قد تكون متوفرة في أدمغة أحد الجنسين أكثر من الآخر. بل بعض الخلايا التي تشفر إنزيمات معينة وجدت في الإناث فحسب وكذلك خلايا أخرى وجدت في الذكور فقط.
بالتأكيد لا يعني هذا أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة. إلا أنه يُرينا جزءًا من تعقيد الجينوم.
ينبغي التذكير بأن هذه الدراسة الصادمة أُجريت على الفئران ما يفتح المجال لبحوث على الإنسان في المستقبل القريب.
اقرأ أيضًا:
لماذا يحتاج الذكور إلى الكروموسوم X؟
معلومات عن الزيادة في الطول بين الذكور و الإناث
ترجمة: جعفر قيس
تدقيق: الياس عباس
