تجربة رسم خرائط كثافة الهيدروجين الكندية -اختصارًا (CHIME)- هي مرصد راديوي ضخم لمراقبة الظواهر الراديوية الكونية، يقع في وادي أوكانجان في مدينة بينتيكتون، في كولومبيا البريطانية- كندا.
يتخذ المرصد شكل قطع مكافئ أسطواني، وهو جزء من مرصد دومينيون اللاسلكي الفلكي، الذي يشرف عليه المجلس القومي للبحوث.
صُمِمَ المرصد أساسًا لاكتشاف موجات الراديو من خطوط الهيدروجين في الكون المبكر، ويُستخدم حاليًا لأهداف أخرى، مثل دراسة التدفقات الراديوية السريعة.
صنف علماء (CHIME) تريليونات من البيانات، لتحديد الإشارات بدقة منذ بدء العمل، ويعثرون غالبًا على العديد من البيانات في اليوم.
إذ تضافرت جهودهم مع المراكز الأخرى في جميع أنحاء العالم، للمساعدة في تنسيق واكتشاف هذه البيانات، ما دفع علماء جامعة مكغيل لتطوير نظام جديد، لمشاركة الكمية الهائلة من البيانات الصادرة من (CHIME).
اكتشف دونكان لوريمر وزملاؤه في جامعة وست فيرجينيا أول تدفق راديوي سريع، المعروف بتدفق لوريمر عام 2007، بواسطة مرصد باركس الراديوي، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه النبضات الراديوية المؤقتة لأجزاء من الثانية لغزًا أثار اهتمام علماء الفلك.
اكتشف علماء الفلك عشرات التدفقات الراديوية السريعة قبل (CHIME)، ومنذ بدأ العمل عام 2018 رصد أكثر من 1000 إشارة. ولا يزال هناك الكثير من الجدل حول مصدر هذه الإشارات. مما يجعل هذا المرصد فعالًا أنه لا يعتمد على وجود أجزاء متحركة، بل يعتمد على دوران الأرض لرصد مساحات واسعة من السماء الشمالية كل يوم.
يُعد المرصد مثاليًا تقريبًا لاكتشاف التدفقات الراديوية السريعة ودراستها، إضافةً إلى مجال الرؤية ونطاق التردد الواسع، لكنه يتطلب الكثير من العمل.
ينتج (CHIME) تريليونات البيانات يوميًا، ما يتطلب الكثير من الباحثين والكثير من الحوسبة لتحليل البيانات، بحثًا عن إشارات محتملة.
نظرًا إلى أن معظم التدفقات الراديوية السريعة لا تدوم سوى بضعة أجزاء من الثانية ولا تتكرر، فمن الصعب جدًا على المراصد التقاط إشارة المصدر قبل اختفائها. مع وجود نظام مشاركة البيانات الجديد، يمكن إرسال التفاصيل الأساسية حول كل تدفق إلى المراصد في جميع أنحاء العالم في الوقت الفعلي.
يُعرف هذا النظام باسم خدمة أحداث المراصد الافتراضية، التي طورها علماء جامعة مكغيل في مونتريال- كيبيك.
يعتمد النظام على صيغة موحدة لحدث المرصد الافتراضي المستخدم منذ عام 2006، للإبلاغ عن الأحداث الفلكية المؤقتة، مثل المستعرات العظمى، وعدسات الجاذبية الصغرى، وانفجارات أشعة جاما.
قال أندرو زوانيغا، الباحث في قسم الفيزياء في جامعة مكغيل: «ستسمح خدمة رصد التدفقات الراديوية السريعة بواسطة مرصد (CHIME) للفلكيين بالتقاط إشارة مصدر التدفق الراديوي السريع، وجمع المزيد من الأدلة، ما سيساعد على حل هذا اللغز. الكم الهائل من البيانات الصادر من عملية رصد التدفقات الراديوية السريعة بواسطة مرصد (CHIME)، والعدد الكبير من التدفقات الراديوية الجديدة المكتشفة يوميًا، هو بمثابة كنز للعلماء المتحمسين، لتوجيه المراصد الأخرى لرصد التدفق الراديوي التالي».
يتوافق النظام مع أحد أهم المصادر لدى علماء الفلك اليوم، وهو مشاركة المعلومات بكثافة بين المراكز في جميع أنحاء العالم، ما يمثل خطوة رئيسية لحشد موارد مجتمع البحث الدولي، إذ يمكن استخدام البيانات الصادرة عن مشروع رصد التدفقات الراديوية السريعة بواسطة مرصد (CHIME) بفعالية.
يتوافق ذلك أيضًا مع هدف الفريق، المتمثل في إتاحة الوصول إلى البيانات، لتتمكن المراصد الأخرى من إجراء دراسات المتابعة في أقرب وقت.
قالت إميلي بتروف، الباحثة في جامعة مكغيل: «تعزز مساعدة المجتمع الدولي مجال (CHIME) إلى حد بعيد. منذ أن بدأ (CHIME) العمل عام 2018، كان كمّ البيانات الواردة كبيرًا، ببساطة لا نستطيع الإحاطة بكل شيء، فنحن بحاجة إلى مساعدة العالم».
اقرأ أيضًا:
اندفاع سريع لموجات راديو يتكرّر بنمط ثابت، ما زلنا نجهل سببه
مرصد الموجات الثقالية يلتقط إشارات غريبة هي الأولى من نوعها
ترجمة: عمرو أحمد حمدان
تدقيق: تسبيح علي