بعد تحليل بيانات المرصد الفضائي “هيرشل”، نشر علماء أول اكتشاف مؤكّد لبخار ماء على أكبر كرة مستديرة في حزام الكويكبات في المجموعة الشمسية الذي يقع بين مداري المريخ والمشترى، الكوكب القزم يُسمّى سيريس. طبقًا للبحث المقدَّم، حين يكون سيريس في مداره قريبًا من الشّمس، تدفأ قليلا أماكن من سطح الكوكب المجمّد فينطلق بخار الماء من على سطح الكوكب دوريًا بمعدّل حوالي 6 كم/ثانية. يأتي البحث في وقتٍ مناسب حيث ستصل مهمة ناسا “دون” (Dawn) إلى سيريس في خريف 2015 لإلقاء نظرة هي الأقرب على سطحه.
قبل عام 2006، كان سيريس (Ceres) مصنف كأكبر كويكب في المجموعة الشمسية، حتّى أُعيد تصنيفه كـ”كوكبٍ قزم”؛ أي أكبر من الكويكبات وأصغر من الكواكب – إذ يبلغ قطره 950 كيلومتر. يعتقد العلماء أن سيريس يحتوي على صخر بداخله مغطاة بطبقة كثيفة من الثلج، والتي مع ذوبانها، قد توفّر كميّة من الماءِ العذب أكثر مما هو متوفر على كوكب الأرض كُله. قبل هذا البحث، كان يُعتقد أن الثلج يعم سيريس ولكن لم يكن هنالك أي دليلٍ مؤكد على هذا.
المواد التي تُكوّن سيريس على الأرجح تعود إلى بضع ملايين السنين بعد تكوّن المجموعة الشمسية وتجمعت قبل تكوّن الكواكب. لقد احتاج تيلسكوب هيرشل إلى استخدام الرؤية تحت الحمراء الثاقبة ليرى علامة طيفية واضحة تدل على وجود بخار الماء. لم يلاحظ هيرشل هذه العلامة في كل مرة ينظر لسيريس وذلك بسبب أن البخار لا يخرج إلا حين يكون قريب من الشمس في مداره. يُذكر أن هيرشل قد توقّف عن العمل في أبريل 2013 كما كان مُخططًا، والبحث يعتمد على النتائج التي أخذها هيرشل قبل توقّفه عن العمل.