تُطلق عبارة أثر الفراشة في الفيزياء ويراد بها الأثر الكبير الذي يمكن أن ينتجه تغيير بسيط، ويُضرب في العادة مثال عن إمكانية حدوث زلزال في دولة بسبب رفرفة أجنحة فراشة صغيرة في دولة في قارة أخرى!
باستخدام نفس المفهوم، استخدمت عبارة أثر الفراشة على بروتين يؤثر على عملية نسخ تتابعات التيلومير، وهي تتابعات توجد في نهايات الكروموسوم وتساهم في حمايته. يساعد هذا الجين في التشفير لبروتينات معينة تحفز انقسام الخلايا الجذعية متعددة القدرات.
قد يبدو الأمر مُبهمًا فلنحلل أكثر.
ما هي الخلايا الجذعية متعددة القدرات وما علاقتها بهذا الجين؟
الخلايا الجذعية متعددة القدرات هي الخلايا التي لها القابلية على الانقسام والتخصص لأي نوع من أنواع خلايا الجسم.
هل يمكنك التفكير قليلًا بأهمية معرفة طرق تحفيز هذه الخلايا؟ إذ سيساعدنا ذلك في تقنيات الطب المتجدد وزراعة الأعضاء.
ما يزال العلماء يبحثون عن العوامل التي تفعّل جينات الخلايا الجذعية هذه وتحثها على الانقسام.
الرحلة طويلة والتقدم صعب في هذا المجال لكنه ممكن، فقد اكتشف العلماء واحدًا من الجينات المسؤولة عن تفعيل جينات الخلايا الجذعية متعددة القدرات.
كانت البداية من ملاحظة جينات تدعى TRF1. لاحظ العلماء أن تفعيل هذه الجينات يرافقه تفعيل جينات متعددة القدرات بشكل كبير كما أن تثبيط هذا الجين أدى إلى توقف جينات متعددة القدرات عن التشفير.
انتقل العلماء إلى خطوة أخرى.. كيف يرتبط الجين TRF1 بجينات متعددة القدرات؟
يُشفّر TRF1 لبروتين يدعى أيضًا TRF1 الذي يؤثر بدوره على التشفير لبروتين ثان يدعى TERRA. يرتبط هذا البروتين ببروتين ثالث اسمه Polycomb ومن ثم يفعل جينات الخلايا الجذعية متعددة القدرات.
ختامًا، أكدت الدراسة المعلومات السابقة حول أن تفعيل هذا الجين يسبب آثارًا، 80% منها لتحفيز جينات الخلايا الجذعية.
روابط ذات صلة :
ما الذي يتحكم بتكاثر الخلايا الجذعية؟
إمكانية زراعة الخلايا الجذعية العصبية المطبوعة بتقنية 3D
ترجمة: جعفر قيس
المدقق : سلمى عفش
