ذكرت دراسة أن مركبة صينية عثرت على أدلة جديدة تدعم النظرية القائلة بأن المريخ كان ذات يوم موطنًا لمحيط شاسع، تشمل الأدلة تتبع بعض السواحل القديمة حيث كانت المياه تتدفق ذات يوم.

كانت النظرية القائلة بأن المحيط غطى ما يصل إلى ثلث الكوكب الأحمر منذ مليارات السنين موضع نقاش بين العلماء لعقود من الزمن، وأعرب أحد الباحثين عن بعض الشكوك حول أحدث النتائج.

هبطت المركبة الفضائية الصينية زورونغ على سهل في منطقة يوتوبيا في نصف الكرة الشمالي للمريخ، حيث رُصدت مؤشرات سابقة على وجود مياه قديمة.

كانت المركبة تستكشف السطح الأحمر منذ ذلك الحين، وكشفت عن بعض النتائج الجديدة من المهمة في الدراسة الجديدة.

قال المؤلف الرئيسي للدراسة بو وو من جامعة هونغ كونغ للعلوم التطبيقية: تشير مجموعة متنوعة من السمات إلى وجود المحيط في الماضي، وقد رُصدت حول منطقة هبوط زورونغ، ومنها المخاريط والتدفقات المحفورة والأحواض متعددة الأضلاع.

اقترحت الأبحاث السابقة أن المخاريط المحفورة التي تشبه الحفرة قد تأتي من البراكين الطينية، وغالبًا تكونت في المناطق التي كان فيها مياه أو جليد.

أشارت المعلومات الواردة من المركبة إضافةً إلى بيانات الأقمار الاصطناعية والتحليلات على الأرض، إلى أن الخط الساحلي كان قريبًا من المنطقة، وفقًا للدراسة.

قدّر فريق الباحثين أن المحيط نشأ من فيضانات منذ ما يقرب من 3.7 مليار سنة، ثم تجمد المحيط وحفر خطًا ساحليًا، قبل أن يختفي منذ أكثر من 3.4 مليار سنة.

لا يزعم الفريق أن النتائج تقطع بوجود محيط على المريخ. من المرجح أن يتطلب هذا المستوى من اليقين مهمة لإعادة بعض الصخور المريخية إلى الأرض لفحصها من قرب.

قال بنيامين كارديناس، العالم الذي حلل أدلة أخرى عن وجود محيط على المريخ، إن لديه شكوك بشأن نتائج الدراسة الجديدة.

وفقًا لكارديناس، لم يأخذ الباحثون في الحسبان بدرجة كافية مدى الرياح المريخية القوية التي هبت حول الرواسب، وتآكل الصخور على مدى مليارات السنين القليلة الماضية.

قال كارديناس: نميل إلى التفكير في أن المريخ ليس نشطًا جدًا مثل القمر، لكنه يظل نشطًا.

أشار إلى أبحاث النمذجة السابقة التي اقترحت أنه حتى معدلات التآكل البطيئة للمريخ من شأنها أن تدمر علامات الخط الساحلي على مدى فترة طويلة.

أقر بو بأن الرياح ربما سببت تآكل بعض الصخور، لكنه قال إن تأثير النيازك التي تضرب المريخ قد يحفر الصخور والرواسب تحت الأرض لتظهر على السطح من وقت إلى آخر.

لا تزال النظرية العامة مثيرة للجدل، ومع ذلك قال كارديناس إنه يميل إلى الظن بوجود محيط على المريخ.

قد يساعد اكتشاف الحقيقة على كشف لغز أكبر: ما إذا كانت الأرض هي الكوكب الوحيد في النظام الشمسي القادر على استضافة الحياة.

قال كارديناس: يظن معظم العلماء أن الحياة على الأرض نشأت إما تحت المحيط حيث وصلت الغازات والمعادن الساخنة من باطن الأرض إلى قاع البحر، أو قرب سطح الماء والهواء، في برك مد وجزر صغيرة. لذا فإن الدليل على وجود محيط يجعل الكوكب يبدو أكثر ملاءمة للحياة.

اقرأ أيضًا:

كيف اختفت المحيطات عن سطح كوكب المريخ؟

دراسة تشير إلى أن المريخ قد يخفي محيطات تحت قشرته

ترجمة: لور عماد خليل

تدقيق: ميرڤت الضاهر

المصدر