ما اضطراب الشخصية الوسواسية؟
اضطراب الشخصية الوسواسية (OCPD) هو اضطراب في الشخصية يتميز بالرغبة الشديدة في الوصول إلى المثالية وتحقيق النظام. يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية بالحاجة الماسة إلى فرض معاييرهم الخاصة على بيئتهم الخارجية.
يتصف المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية بما يلي:
- يصعب عليهم التعبير عن مشاعرهم.
- يصعب عليهم تكوين علاقات وثيقة مع الآخرين أو المحافظة عليها.
- يعملون بجد، لكن هوسهم بالكمال قد يجعل عملهم غير فعال.
- غالبًا يشعرون بالسخط والغضب.
- غالبًا ما يعانون عزلةً اجتماعية.
- يعانون قلقًا مترافقًا مع الاكتئاب.
غالبًا ما يتم الخلط بين اضطراب الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري (OCD). مع ذلك، فهما حالتان مختلفتان.
لا يدرك المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية أن هناك شيئًا خاطئًا في طريقة تفكيرهم أو سلوكهم، بل يعتقدون أن طريقة تفكيرهم وفعلهم للأشياء هي الطريقة الصحيحة والوحيدة وأن الآخرين مخطئون.
ما أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية؟
ما زال السبب الدقيق الذي يؤدي إلى اضطراب الشخصية الوسواسية غير معروف بعد؛ إذ لم تحدّد أسبابه ولا كافة جوانبه، ولكن قد ينتج اضطراب الشخصية الوسواسية عن مزيج من الوراثة وخبرات الطفولة.
في بعض الدراسات المتعلقة بالاضطراب، تمكن بالغون من إعادة سرد تجارب تدل على اضطراب الشخصية الوسواسية في سن مبكرة جدًا؛ إذ تربوا على المثالية والطاعة والالتزام بالقوانين، ومن ثم انتقلت معهم هذه الحاجة إلى اتباع القواعد إلى مرحلة البلوغ.
من الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية؟
وفق مؤسسة الوسواس القهري الدولية (OCDF) فإن الرجال أكثر عرضة من النساء بمرتين للإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية.
وفقًا لمجلة تقييم الشخصية، يعاني ما بين 2 إلى 7 في المئة من السكان اضطرابَ الشخصية الوسواسية، ما يجعله من أكثر اضطرابات الشخصية انتشارًا.
من المرجح أن يُشخّص الأفراد الذين يمتلكون تشخيصات سابقة متعلقة بصحتهم العقلية باضطراب الشخصية الوسواسية. لكن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث كي يُثبت الدور الذي يؤديه اضطراب الشخصية الوسواسية في هذه التشخيصات.
إضافة إلى ذلك، من المرجح تشخيص اضطراب الوسواس القهري الحاد مع اضطراب الشخصية الوسواسية.
ما أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية؟
تشمل أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية ما يلي:
- الكمال إلى درجة تُضعِف القدرة على إنهاء المهام.
- سلوكيات صارمة أو رسمية جدًا.
- الاقتصاد الشديد بالمال.
- الحاجة الملحة إلى الالتزام بالمواعيد.
- الاهتمام الشديد بالتفاصيل.
- التفاني المفرط في العمل على حساب الأسرة أو العلاقات الاجتماعية.
- اكتناز العناصر البالية أو عديمة الفائدة.
- عدم القدرة على مشاركة العمل بسبب الخوف من أنه لن يتم بشكل صحيح.
- الالتزام الصارم بالقواعد.
- الشعور بالقلق حول الطريقة التي يجب أن تتم بها الأمور.
- الالتزام الصارم بالقواعد الأخلاقية.
يتم تشخيص اضطراب الشخصية الوسواسية عندما تؤثر هذه الأعراض في قدرة الفرد على العمل والتفاعل مع الآخرين.
كيف يعالج اضطراب الشخصية الوسواسية؟
إذا كان الشخص مصابًا باضطراب الشخصية الوسواسية، فمن المرجح أن يستخدم المعالِج نهجًا ثلاثي المحاور للعلاج، يتضمن هذا النهج ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع شائع من علاجات الصحة العقلية.
في أثناء العلاج المعرفي السلوكي، يلتقي المريض مع اختصاصي الصحة العقلية وفقًا لجدول زمني منتظم، تتضمن هذه الجلسات التحدث عن أي قلق أو توتر أو اكتئاب. وهنا يشجع معالج الصحة العقلية المريضَ على أن يقلل التركيز على العمل ويزيد التركيز على الترفيه والأسرة والعلاقات الشخصية الأخرى.
العلاج الدوائي:
قد يفكر الطبيب في وصف مثبط انتقائي لاستعادة السيروتونين (SSRI) كي يقلل من بعض القلق المحيط بالمريض، ولكن لا يُنصح باستخدام وصفة طبية طويلة الأمد لاضطراب الشخصية؛ لذلك يجب على المريض أن يرفِق علاجه الدوائي مع مجموعات الدعم ووسائل العلاج الأخرى.
التدريب على الاسترخاء:
يتضمن تدريب الاسترخاء تقنيات محددة للتنفس والاسترخاء تساعد على تقليل الإحساس بالتوتر والقلق؛ لأن هذه الأعراض شائعة في اضطراب الشخصية الوسواسية.
من أمثلة ممارسات الاسترخاء الموصى بها: اليوغا والبيلاتس.
التوقعات المستقبلية
قد تكون النظرة المستقبلية إلى شخص مصاب باضطراب الشخصية الوسواسية أفضل من النظرة المستقبلية لاضطرابات الشخصية الأخرى؛ إذ يساعد العلاج على زيادة الوعي حول كيفية تأثير أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية على الآخرين سلبيًا.
من الجدير بالذكر أن المصاب باضطراب الشخصية الوسواسية، قد يكون أقل عرضة للإدمان على المخدرات أو الكحول (وهو أمر شائع لدى مرضى اضطرابات الشخصية الأخرى).
كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى، فإن العثور على العلاج المناسب هو أساس النجاح. قد يساعد العلاج السلوكي المعرفي على تحسين القدرة على التفاعل والتعامل مع أحبائنا.
كيف للزوج أو أحد أفراد الأسرة أن يدعم شخصًا مصابًا باضطراب الشخصية الوسواسية؟
إذا كان هناك شك في أن الزوجة أو الشريك أو أحد أفراد الأسرة مصاب باضطراب الشخصية الوسواسية، يجب الانتباه إلى هواجسهم وسلوكياتهم القهرية. ومن المرجح أن يكون الشخص مصابًا بالوسواس القهري أو أي اضطراب شخصي آخر ليس له علاقة باضطراب الشخصية الوسواسية.
غالبًا ما تتصف هذه الهواجس بأنها:
- تتحفز عند الشعور بالخطر.
- تقتصر على مجالين أو ثلاثة مجالات محددة في الحياة.
- غير عقلانية أو غريبة.
عادةً ما يتردد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية في تغيير سلوكياتهم وغالبًا ما يرون الآخرين على أنهم هم المشكلة. لكن من الممكن أن يشجع الزوج أو أحد أفراد الأسرة الشخصَ المصاب على تلقي العلاج. مع ذلك، قد يصعُب التحدث مع شخص مصاب باضطراب الشخصية الوسواسية حول سلوكياته.
اقرأ أيضًا:
هل تحيرك اضطرابات الشخصية؟ إليك طريقة سهلة للتمييز بينها
اضطراب الشخصية الاعتمادية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: ميس الفالوجي
تدقيق: فاطمة جابر
مراجعة: تسنيم الطيبي
