نشر علماء من معهد كارولينسكا ومن كلية الطب في هانوفر دراستين تقدمان معلوماتٍ حول كيفية استجابة الجهاز المناعيّ، ومساعدته في التخلص من عدوى فيروس التهاب الكبد B بعد إيقاف العلاج.
تقدم نتائج هاتين الدراستين هيكلًا لاستراتيجيات العلاج الجديدة المصممة والمخطط لها، ونُشرت هذه الدراسات في مجلة الأمراض المعدية ومجلة أمراض الكبد.
التهاب الكبد المزمن B يحدث بسبب فيروس التهاب الكبد B ويصيب 250 مليون شخصٍ حول العالم، والأشخاص المصابون بالعدوى عرضة لخطر الإصابة بتشمع الكبد وسرطان الكبد.
(مماثلات النيكيلوزيدات/النيكلويتيدات – NA) هي أكثر الأدوية المستخدمة شيوعًا لعلاج التهاب الكبد B، ولكن هذه المعالجة هي معالجةٌ مثبطةٌ للفيروس فقط، ومن النادر أن تؤدي إلى التخلص من العدوى بشكلٍ كامل، ولهذا السبب فإن هذا العلاج يكون لمدى الحياة عند معظم المرضى.
الجهاز المناعي يتعافى عند بعض المرضى:
ولهذا السبب فإن استراتيجيات العلاج الجديدة تُقيَّمُ بشكلٍ مستمرٍ بهدف الوصول إلى القضاء على فيروس التهاب الكبد B، إحدى الاستراتيجيات تنطوي على إيقاف العلاج المنظم بالـ NA عند المرضى الذين تمت معالجتهم لمدة سنتين، ولدى 20-30 % من مرضى التهاب الكبد B يتعافى الجهاز المناعي من استنزافه من قبل العدوى المزمنة بالفيروس، ويكتسب القدرة على مكافحة الفيروس بكفاءة، وذلك عندما يبدأ في التكاثر من جديدٍ بعد إيقاف العلاج.
في دراسةٍ سريريةٍ خضع لها خمسة عشر مريضًا من مرضى التهاب الكبد B ، وتم إيقاف العلاج المنظم بالـ NA، ورُوقب هؤلاء المرضى، وأُخذت عيناتٌ حيويةٌ لهم قبل وخلال وبعد إيقاف العلاج، وجُمعت هذه العينات ونُظِّمت بشكلٍ مستمرٍ لتحليلها لاحقًا باستخدام التدفق الخلويّ (1).
كان تركيز الباحثين على أجزاء الجهاز المناعي التي تمتلك القدرة على التعرف على خلايا الكبد المصابة بالفيروس والقضاء عليها.
تقول طالبة الدكتوراه في كلية الطب كريستين زيمر في معهد كارولينسكا في هودينغ: «إيقاف العلاج بمماثلات النيكلويتيدات يعزز بشكلٍ كبيرٍ قدرة الخلايا المناعية على قتل الخلايا المصابة بفيروس التهاب الكبد B، وهذا التنشيط كان مشتركًا أيضًا مع الشفاء الوظيفي للمرضى، وبالنسبة للمرضى الذين يتخلصون من العدوى، فنحن وجدنا أيضًا أن الجهاز المناعي كان أقل استنفادًا والخلايا المناعية الخاصة بالفيروس توسعت وازدادت في الجسم الحيّ».
نحتاج إلى المزيد من الدراسات:
على الرغم من أن توظيف المرضى في هذا النوع من الدراسات السريرية هو أمرٌ بالغ الصعوبة، فإن النتائج تحتاج إلى أن تُؤكَّد بتجارب أكبر.
يقول الطبيب والأستاذ المساعد في كلية الطب في معهد كارولينسكا هودينغ، وأحد المؤلفين الرئيسين للدراسة الدكتور Niklas Björkström: «العديد من الأسئلة ما زالت تحتاج إلى جوابٍ مثل تحديد العنصر المعين من الجهاز المناعي الذي نحتاج له للوصول إلى الشفاء الوظيفي من التهاب الكبد B بعد إيقاف العلاج بمماثلات النيكلويتيدات، وأيضًا تحديد المرضى الذين سيستفيدون من إيقاف هذا العلاج».
(1) التدفق الخلوي: (FCM)
هي تقنيةٌ لعـدّ وفحص الجسيمات المجهرية الخلايا والكروموسومات، عن طريق تعليق تلك الجسيمات في تيارٍ من السوائل وتمريرها عبر جهاز كشفٍ إلكترونيّ.
- ترجمة: أنس حاج حسن
- تدقيق: تسنيم المنجّد
- تحرير: زيد أبو الرب