استئصال الحنجرة عملية جراحية تهدف إلى إزالة الحنجرة كليًا أو جزئيًا، وتُجرى هذه العملية لعلاج سرطان الحنجرة أو عند تعرضها لرض شديد.

يمكن للأشخاص الذين يخضعون لجراحة استئصال الحنجرة أن يحافظوا على جودة حياة مرتفعة، لكن يجب عليهم اتباع طرق جديدة للتنفس والتحدث والبلع.

لماذا نلجأ إلى استئصال الحنجرة؟

نلجأ إلى استئصال الحنجرة في الحالات التالية:

  •  سرطان الحنجرة.
  •  كسر في الحنجرة.
  •  تخرب شديد في الحنجرة ناجم عن رض أو أذية.
  •  نخر في غضروف الحنجرة «حالة نادرة إذ يسبب العلاج الشعاعي تخرب الحنجرة».

بناءً على شدة الحالة، قد يوصي الطبيب باستئصال جزئي أو كامل للحنجرة.

ما مدى شيوع عملية استئصال الحنجرة؟

بلغ عدد الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال الحنجرة في الولايات المتحدة حتى عام 2013 نحو 60000 شخص، لكن تشهد هذه الأيام انخفاضًا في هذا العدد نظرًا إلى انخفاض عدد المدخنين «يُعد التدخين أحد أسباب سرطان الحنجرة»، وأيضًا بسبب تطبيق طرق جراحية حديثة قد تعالج الحالات أحيانًا دون الحاجة إلى استئصال الحنجرة.

تفاصيل العملية

ماذا يحدث قبل عملية استئصال الحنجرة؟

قبل إجراء عملية استئصال الحنجرة، سيجري الطبيب فحصًا جسديًا شاملًا، ويوصي بإجراء الفحوصات التالية:

  •  تعداد دم كامل أو اختبارات الدم الروتينية الأخرى.
  •  صورة صدر شعاعية بسيطة (X-ray).
  •  تخطيط كهرباء القلب (EKG) لفحص نظم القلب.

سيحيل الطبيب المعالج أيضًا المريض إلى مختصين آخرين، مثل مختص النطق ومختص البلع، الذين يساعدون على استعداد المريض للتعافي والحياة بعد استئصال الحنجرة.

إذا لزم الأمر، تتوفر خدمات الإرشاد النفسي للمساعدة في التوقف عن التدخين قبل إجراء عملية استئصال الحنجرة، ويقدم معظم مقدمي الرعاية الصحية خدمات الإرشاد الغذائي لتعزيز العادات الصحية بعد الجراحة.

قبل إجراء العملية، يقدم الطبيب لمريضه قائمة مفصلة بالتعليمات اللازمة قبل العملية.

عمومًا، يجب التوقف مؤقتًا عن تناول المميعات، ويجب الصيام في الليلة السابقة للعملية.

كيف تُجرى عملية استئصال الحنجرة؟

يجري الجراح العملية تحت التخدير العام، وفور أن يستقر المريض، يجري الجراح ما يلي:

  •  إجراء شق جراحي: يجري الجراح شقًا في العنق بحرص شديد.
  •  إزالة الحنجرة: بعد إجراء الشق الجراحي، يزيل الجراح جزءًا من الحنجرة أو كامل الحنجرة، وأحيانًا يستأصل جزءًا من البلعوم وبعض العقد اللمفاوية.
  •  فغر الرغامى: يُجري الجراح شقًا في مقدمة الرغامى، ثم يُدخل أنبوبًا عبر هذه الفتحة ليساعد على التنفس بعد الجراحة.
  •  إجراء خزع رغامي – مريئي: فتحة اصطناعية تصل ما بين الجدار الخلفي للرغامى والجدار الأمامي للمريء، ويُزرع صمام بطريق واحد في منطقة الخزع يسمح للهواء بالعبور من الرغامى للمريء، يسمح هذا الإجراء باستعادة الصوت بعد استئصال الحنجرة، لكن قد لا يكون هذا الإجراء مناسبًا للجميع، لذا تُفضل استشارة الطبيب.
  •  إغلاق الشق الجراحي: يغلق الجراح بعد انتهائه من العملية الشق باستخدام القطب الجراحية.

بعد إجراء استئصال الحنجرة، يبقى معظم الأشخاص في المستشفى مدةً تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، يتابع الفريق الطبي خلال هذه الفترة تعافي المريض.

خلال الأيام الأولى، سيحصل المريض على الغذاء عبر أنبوب التغذية، وفور أن يصبح المريض قادرًا على البلع، يزيل الطبيب الأنبوب.

هل يمكن التكلم بعد استئصال الحنجرة؟

تؤدي جراحة استئصال الحنجرة إلى إزالة الأحبال الصوتية، لذا يحتاج المريض إلى تعلم طرق جديدة للتحدث والتواصل، قد يساعد مختص النطق واللغة في اختيار الطريقة الأنسب للشخص.

 الجهاز الصوتي

جهاز صوتي اصطناعي يُثبت على العنق فوق مكان فغر الرغامي، وبالتدريب، يتعلم الشخص كيفية نقل الهواء من الرئتين إلى المريء، ثم تنتقل الاهتزازات إلى البلعوم والتجويف الفموي فينتج الكلام.

توجد أنواع مختلفة من الأجهزة الصوتية، ينبغي للمريض استشارة الطبيب المعالج بشأن مناسبة هذا الخيار له.

 الحنجرة الاصطناعية

يثبت المريض النهاية المهتزة للجهاز على عنقه لتحسين قدرته على الكلام.

يستطيع الشخص استخدام الحنجرة الاصطناعية بعد بضعة أيام فقط من استئصال الحنجرة، ما يجعلها واحدة من أسرع طرق التعلم.

الصوت الذي ينتج يكون صوتًا غير بشري كأنه صوت روبوت، ولكنه حل فعّال على المدى القصير أو الطويل بعد استئصال الحنجرة.

 الكلام المريئي

يلجأ بعض الأشخاص إلى الكلام المريئي للتواصل بعد استئصال الحنجرة، يُوجه الهواء من الفم، ويُجمع في البلعوم والمريء فيُستخدم في تشكيل الكلام.

التواصل غير اللفظي

بعد إجراء عملية استئصال الحنجرة، يعتمد الشخص أحيانًا على التواصل غير اللفظي خلال فترة شفائه، وقد يشمل التواصل غير اللفظي مايلي:

  •  الإيماءات.
  •  نطق الكلمات.
  •  تعابير الوجه.
  •  الكتابة باليد.
  •  الكتابة على الحاسوب أو الأجهزة اللوحية.
  •  لغة الإشارة.

ما المضاعفات المترتبة على عملية استئصال الحنجرة؟

مثل أي عملية جراحية، توجد مخاطر مرتبطة بجراحة استئصال الحنجرة، تشمل:

  •  الإنتان.
  •  جلطات دموية.
  •  مشكلات في القلب.
  •  مشكلات تنفسية.

تشمل المضاعفات:

  •  ضرر في الرغامى أو المريء.
  •  قصور الغدة الدرقية.
  •  صعوبة في تناول الطعام والبلع والتحدث.
  •  تحد الحركة في الرقبة والكتفين.
  •  ناسور «اتصال غير طبيعي بين الحلق والجلد».
  •  مشكلات في فغر الرغامى بعد استئصال الحنجرة.

التحسن والتوقعات المستقبلية

ما المدة اللازمة للتعافي بعد استئصال الحنجرة؟

وسطيًا، يستغرق التعافي بعد استئصال الحنجرة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، لكن يتحكم في هذه المدة عدة عوامل، يشمل ذلك حجم الجراحة وقدرة الجسم على الشفاء، وقد يحتاج بعض الأشخاص وقتًا أطول للتعافي.

ما النصائح الطبية الخاصة بالعناية بعد استئصال الحنجرة؟

في معظم الحالات، تكون عملية استئصال الحنجرة ناجحة في إزالة السرطان، لكن قد نحتاج إلى علاجات أخرى، مثل العلاج الكيماوي أو العلاج الشعاعي لتقليل خطر نكس السرطان، ويحتاج المريض إلى زيارة الطبيب المعالج لإجراء فحوصات دورية.

بعد إجراء استئصال الحنجرة، سيساعد الفريق الطبي المريض على تعلم طرق جديدة للتنفس والتحدث والبلع، يشمل ذلك التعاون مع مختص اللغة والنطق الذي سيساعد على التواصل بفعالية، وكيفية العناية بفغرة استئصال الحنجرة.

يقدم الطبيب المعالج قائمة مفصلة بتعليمات ما بعد العملية الجراحية. من المهم إتباع هذه الإرشادات بعناية في أثناء عملية التعافي.

ما متوسط العمر المتوقع بعد إجراء عملية استئصال الحنجرة الكاملة؟

العديد من الأشخاص الذين أجروا استئصال الحنجرة الكاملة يتمتعون بجودة حياة مرتفعة.

بالنسبة إلى من يتعافون من سرطان الحنجرة، تعتمد فرص البقاء على قيد الحياة فترةً طويلة على عدة عوامل، مثل مرحلة الورم ومكانه، ومدى انتشار السرطان والحالة الصحية العامة.

متى تجب زيارة الطبيب؟

بعد الخضوع لاستئصال الحنجرة، يجب التواصل مع الطبيب المعالج حال ظهور حمى، أو قيح قرب الجرح، أو ظهور أي علامات أخرى تدل على وجود إنتان.

اقرأ أيضًا:

الحنجرة أو صندوق الصوت: التشريح والوظيفة والاضطرابات

شلل الحبل الصوتي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: حسن السعيد

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر