تشير الدراسة إلى أن استئصال الثدي المزدوج، إضافةً إلى الطرق الجراحية الأخرى، تقدم النتائج الجيدة ذاتها المتمثلة بخفض معدلات الوفيات للنساء المصابات بسرطان في أحد الثديين.
تمتلك النساء المصابات بسرطان الثدي في أحد الثديين خيار الاستئصال الجراحي لكليهما، إجراءً احترازيًا. لكن بحثًا جديدًا اكتشف أن هؤلاء المريضات لسن أقل عرضة لخطر الوفاة بسبب سرطان الثدي مقارنةً بمن استؤصل لديهن الثدي المصاب بالسرطان فقط.
شملت الدراسة بيانات أكثر من 660000 امرأة من أعراق عدة، في السجل الضخم للسرطان في الولايات المتحدة. بمتوسط عمر 58 سنة، شُخصن جميعًا بسرطان الثدي وحيد الجانب، أي في ثدي واحد.
بعد التشخيص، اختارت كل مريضة أحد الإجراءات الجراحية المعيارية الثلاثة: استئصال الورم فقط في الثدي المصاب، أو الاستئصال التام أحادي الجانب للثدي المصاب، أو الاستئصال التام ثنائي الجانب لكلا الثديين. كانت لديهن نفس المظاهر السريرية فيما يتعلق بالسرطان.
راقب الباحثون خلال 20 عامًا هل ستطور النساء سرطانًا في الثدي الآخر؟ وهي حالة تسمى سرطان الثدي ثنائي الجانب. قد يظهر السرطان لدى الأشخاص الذين خضعوا لاستئصال الثدي المزدوج بسبب احتمالية بقاء بعض نسيج الثدي أو بعض الخلايا السرطانية على جدار الصدر.
تبلغ خطورة حدوث سرطان الثدي ثنائي الجانب نحو 0.4% خلال عام من تشخيص الإصابة بسرطان الثدي أحادي الجانب. سجل الفريق أيضًا هل توفيت أي من النساء بسبب سرطان الثدي خلال فترة المتابعة؟
عمومًا، كانت لدى النساء اللائي خضعن لاستئصال الثدي المزدوج خطورة أقل للإصابة بسرطان الثدي ثنائي الجانب (بنسبة 0.7%) مقارنةً بالمجموعات الأخرى (6.9%). لكن لم يظهر فرق ذو دلالة إحصائية في معدلات الوفاة الإجمالية بين المجموعات. كانت النسبة 16.3% لاستئصال الورم فقط و 16.7% لكلا نوعي استئصال الثدي.
ذلك رغم من حقيقة امتلاك مرضى سرطان الثدي ثنائي الجانب ضعفي خطورة الوفاة (32.1%) مقارنةً بمرضى سرطان الثدي أحادي الجانب (14.5%).
التفسير المحتمل أن السرطان الأساسي هو المسبب الأول للوفيات لدى هؤلاء المريضات، وليس سرطان الثدي ثنائي الجانب.
شخص سرطان المرضى الأساسي في عمر مبكر، إذ كانت خطورة الوفاة بسرطان الثدي أعلى، وعولجن بالوسائل القديمة قليلة الفعالية.
لذلك فإن خطر الوفاة بسرطان الثدي ثنائي الجانب قد يكون أقل من خطر الوفاة بالورم الأساسي. ما ينطبق بوضوح حال شُخص السرطان الآخر في مراحل مبكرة لدى الناجيات اللائي يملن لالتزام الفحص بعد العلاج.
على هذا فإن انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي ثنائي الجانب لا يؤثر بالضرورة في معدلات الوفيات الإجمالية لسرطان الثدي.
يُعد قرار استئصال الثدي المزدوج قرارًا شخصيًا بحتًا. تقول الطبيبة ميهرا جوالشان، جراحة السرطان في مدرسة ييل للطب: «نحن ممتنون أن النساء يمتلكن خيارات لها معدلات نجاة متماثلة، لعلاج سرطان الثدي في الوقت الحالي».
يقول الباحث الأول للدراسة الطبيب فاسيلي جيانكيس: «الإصابة بسرطان الثدي ثنائي الجانب صادم لبعض النساء، لذلك قد يكون استئصال الثدي الآخر مطمئن لهن فلا يخضعن للفحص الدوري، وقد يزيد من الرضا الذاتي بجعل الصدر متناظرًا، وغالبًا يُطرح على المريضات خيار إجراء جراحة ترميمية للثدي بعد استئصاله».
«من المهم تثقيف الأطباء للنساء بشأن هذه المشكلة، بعد الحصول على جميع الحقائق. الأوراق البحثية كهذه قيمة للغاية في مساعدة الأطباء على نصح مرضاهم فيما يتعلق مخاطر وفوائد جراحة استئصال الثدي المزدوج».
اقرأ أيضًا:
ما هي عملية استئصال الثدي وكيف تتم؟
ما صلة العقد اللمفاوية الإبطية بسرطان الثدي؟
ترجمة: حيان الحكيم
تدقيق: أكرم محيي الدين