استئصال البروستات هو عملية جراحية تُزال فيها البروستات كاملةً أو يُزال جزء منها.
البروستات هي غدة صغيرة تمثل جزءًا من الجهاز التناسلي الذكري، تحيط بالإحليل -الأنبوب الذي يتدفق عبره السائل المنوي أو البول إلى خارج الجسم- وتزيد السوائل في أثناء القذف.
يدخل السائل المنوي من البروستات إلى مجرى البول في أثناء القذف، وتضغط العضلات المحيطة بالإحليل لدفع السائل خارج مجرى البول عند بلوغ النشوة الجنسية.
ما أنواع عمليات استئصال البروستات؟
يوجد نوعان أساسيان:
استئصال البروستات البسيط:
تتكون غدة البروستات من جزئين: جزء داخلي ينمو مع التقدم في السن، وجزء خارجي يشبه الكبسولة.
الجزء الداخلي مثل ثمرة البرتقال، والجزء الخارجي مثل قشرتها.
في أثناء عملية استئصال البروستات البسيطة، يجري الجراح شقًا عموديًا في أسفل البطن، مزيلًا الجزء الداخلي من البروستات مع ترك الجزء الخارجي سليمًا.
يزيل الجراح الجزء الداخلي بطريقة مشابهة لكيفية تناول البرتقال. إذ يُستخرج الجزء الداخلي مع ترك الجزء الخارجي سليمًا.
يمكن إجراء العملية بالمنظار أيضًا، وتُعد الجراحة بالمنظار أقل تداخلًا من الجراحة المفتوحة التقليدية. يُجري الجراح شقين إلى أربعة شقوق صغيرة بمسافة نصف بوصة أو أقل في البطن. ثم يُدخل بعد ذلك أنبوبًا رفيعًا مزودًا بكاميرا في نهايته -منظار البطن- في شق واحد لرؤية ما بداخل الجسم. يُدخل الجراح الأدوات الجراحية في الشقوق الأخرى، ثم يزيل الجزء الداخلي من البروستات.
استئصال البروستات الكلي:
تُزال البروستات كاملةً في أثناء عملية استئصال البروستات الكلي، وعادةً ما تُزال الدهون والأنسجة حول البروستات أيضًا، يشمل ذلك الحويصلات المنوية -الغدد التي تساعد على القذف- والغدد الليمفاوية.
ثم يعيد الجراح توصيل مجرى البول بالمثانة مستخدمًا القُطب ويقطع الأسهر -الأنبوب الذي ينقل السائل المنوي من الخصيتين إلى مجرى البول.
قد تكون عملية استئصال البروستات الكلي عملية جراحية مفتوحة، وقد تُجرى بالمنظار.
في أثناء عملية استئصال البروستات الكلي المفتوحة، يُجري الجراح شقًا رأسيًا بين سرة البطن وعظمة العانة لإزالة البروستات، أما في أثناء عملية استئصال البروستات الكلي بالمنظار، يُجري الجراح عدة شقوق صغيرة يُدخل من خلالها منظار البطن لرؤية داخل الجسم، ثم تُدخَل الأدوات الجراحية في الشقوق الأخرى.
هل عملية استئصال البروستات عملية جراحية كبرى؟
عمومًا، يعد الأطباء استئصال البروستات عملية جراحية كبرى، سيزيل الجراح جزء من البروستات أو كلها جراحيًا. بعض تقنيات الجراحة أقل تداخلًا من غيرها، ويشرح الجراح التقنية التي يوصي بها وسبب اختياره لها.
مع أن عملية استئصال البروستات عملية جراحية كبرى، فإن المتخصصين يعدونها آمنة للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون مشكلات في القلب أو الرئة.
من يحتاج إلى إجراء عملية استئصال البروستات؟
يوصي الأطباء أحيانًا بإجراء استئصال كلي لعلاج سرطان البروستات لدى الرجال.
قد يوصي الطبيب أيضًا بإجراء استئصال بسيط للبروستات إذا كان الرجل يعاني حالة تسد مجرى البول، وتؤثر في كيفية التبول، مثل تضخم البروستات الحميد.
ما مدى شيوع عمليات استئصال البروستات؟
تُعد عملية استئصال البروستات عملية جراحية شائعة جدًا لسرطان البروستات الذي لم ينتشر خارجها، إذ يُجري الأطباء نحو 90.000 عملية استئصال للبروستات سنويًا في الولايات المتحدة.
يُعد سرطان البروستات ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال بعد سرطان الجلد، إذ يصيب نحو 1 من كل 8 رجال، بمتوسط عمر 66 عامًا.
ما تأثيرات استئصال البروستات لدى الرجال؟
يُعالج إجراء استئصال البروستات سرطان البروستات، وتمكن ممارسة الجنس طبيعيًا بعد الشفاء. مع ذلك، قد يُصعب على الرجل تحقيق الانتصاب، وقد تقل كمية السائل المنوي أو تزول تمامًا عند بلوغ النشوة الجنسية.
تفاصيل الإجراء:
ماذا يحدث قبل استئصال البروستات؟
قبل استئصال البروستات، يناقش الطبيب الإجراء الجراحي الأفضل للحالة، إذ قد يخضع المريض لعملية استئصال البروستات البسيطة أو الكلية.
يفحص الطبيب صحة المريض العامة، وتُؤخَذ أيضًا العلامات الحيوية متضمنةً درجة الحرارة والنبض وضغط الدم.
يجب إخبار الطبيب عن أي أدوية مُتناولة بموجب وصفة طبية أو دونها، ويشمل ذلك المكملات العشبية والمسكنات البسيطة والأدوية المضادة للالتهابات، ومميعات الدم التي قد تزيد من خطر النزيف. قد يحتاج المريض إلى التوقف مؤقتًا عن تناول بعض الأدوية قبل الجراحة، و يجب التحقق من مراجعة الطبيب للحصول على إرشادات قبل إيقاف أي دواء.
يجب إخبار الطبيب أيضًا عن أي رد فعل تحسسي تجاه أي نوع من المواد الكيميائية مثل الأدوية أو المطهرات أو الأطعمة.
يعطي الطبيب أيضًا توجيهات محددة متعلقة بالأكل والشرب قبل استئصال البروستات، إذ يجب عدم تناول أو شرب أي شيء بعد منتصف الليلة السابقة للجراحة، وإذا كان لا بد من تناول الأدوية، فيجب تناولها مع رشفة صغيرة من الماء.
ماذا يحدث في أثناء استئصال البروستات؟
يجري فريق خاص من مقدمي الرعاية الصحية عملية استئصال البروستات، ويتضمن الفريق عادةً:
- طبيب مسالك بولية.
- طبيب تخدير.
- فريق من التمريض.
يُخدَّر الطبيب المريض تخديرًا عامًا، إذ لن يكون مستيقظًا ولن يتحرك أو يشعر بأي ألم في أثناء العملية، وقد يُدخل الطبيب قسطرة بولية. وهي أنبوب صغير مرن يصرّف البول من المثانة إلى كيس خارجي.
عملية استئصال البروستات المفتوحة:
في أثناء عملية استئصال البروستات المفتوحة، يستخدم طبيب المسالك البولية مبضعًا معقمًا لإجراء شق رأسي بعناية بين سرة البطن وعظم العانة، أي فوق العانة.
قد يختار طبيب المسالك البولية في بعض الحالات إجراء شق في الجلد بين فتحة الشرج وكيس الصفن أي العجان، وهو نهج أقل شيوعًا.
يتراوح حجم الشق عادةً بين 6 و12 بوصة. يمنح الشق الكبير طبيب المسالك البولية نظرة واضحة على البروستات والأنسجة المحيطة بها. سيُغلَق الشق بقُطب أي خيوط جراحية، أو بدبابيس معدنية صغيرة، وقد يُدخَل أيضًا أنبوب سيليكون صغير، ما يسمى تصريف جراحي، لإزالة الدم أو السوائل من داخل الجسم. عادةً ما يستخدم الأنبوب بضعة أيام بعد الجراحة مباشرةً، قبل أن تُزال.
إزالة الأنبوب الجراحي ليست مؤلمة عادةً، ولا يتطلب الأمر أي مسكنات ألم إضافية أو تخدير.
ما الوقت الذي تستغرقه عملية استئصال البروستات؟
تستغرق عملية استئصال البروستات عادةً نحو ساعتين إلى أربع ساعات.
ماذا يحدث بعد استئصال البروستات؟
بعد استئصال البروستات، يغطي الطبيب مواقع الشقوق بالضمادات، وبعد زوال أثر التخدير يستعيد المريض المريض وعيه في غضون دقائق قليلة، لكن من المحتمل أن يظل يشعر بالترنح.
عادةً ما يسبب التخدير الغثيان على المدى القصير بعد الجراحة، فإذا كان المريض يعاني الغثيان، يقدم له الطبيب دواءً لعلاجه.
يجب الحفاظ على نظام غذائي مكون من سوائل مدة يوم أو يومين بعد الجراحة. يساعد هذا النظام الغذائي على منح الجسم وقتًا للتعافي. في أثناء التعافي، سيستعيد المريض قدرته على تناول الأطعمة الصلبة.
في اليوم التالي للجراحة، قد يطلب الطبيب من المريض النهوض من السرير والمشي. يساعد المشي على الشفاء، ويعزز تدفق الدم ويعيد الوظيفة إلى المناطق المصابة، ويساعد أيضًا على منع تكون جلطات الساقين ويقي من المضاعفات الأخرى.
يخضع جميع الأشخاص تقريبًا لقسطرة بولية بعد استئصال البروستات، ويعتمد وقت بقاء القسطرة البولية في مكانها على نوع الجراحة التي أجراها المريض، والمدة التي يعتقد الجراح أن المثانة ستستغرقها للشفاء.
في عملية استئصال البروستات البسيطة، قد تُستخدم القسطرة البولية مدة يومين إلى ثلاثة أيام، أما في استئصال البروستات الكلي، قد يستمر العلاج مدة تتراوح من 10 إلى 14 يومًا.
بعد تعافي المريض، يقرر الأطباء خروجه من المستشفى. يعود بعض الأشخاص إلى منازلهم في اليوم نفسه من إجراء العملية، في حين يبقى آخرون مدة يوم أو يومين. قد يشعر المريض بالتعب عدة أسابيع بعد العملية، ويجب تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة عدة أسابيع لضمان شفاء مواقع الشق بصورة صحيحة.
يصف الطبيب عادةً الأدوية قبل العودة إلى المنزل، وقد تشمل هذه الأدوية مسكنات الألم والملينات والمضادات الحيوية ومميعات الدم.
ما مدة الإقامة في المستشفى بعد إجراء عملية استئصال البروستات؟
تتراوح مدة الإقامة النموذجية لإجراء عملية استئصال البروستات المفتوحة من ثلاثة إلى أربعة أيام.
ما فوائد عملية استئصال البروستات؟
الميزة الرئيسية لاستئصال البروستات هي علاج سرطان البروستات أو تضخم البروستات الحميد، إذ قد يكون سرطان البروستات -خاصةً سرطان البروستات الخطير والمنتشر- مميتًا إذا لم يُعالج.
المخاطر والمضاعفات:
لجميع العمليات الجراحية مخاطر، وتشمل بعض مخاطر استئصال البروستات:
- مخاطر التخدير.
- مشكلات الشفاء.
- احتمال الحاجة إلى نقل الدم.
- الإصابة بالعدوى.
- ظهور ورم دموي.
- جلطات الدم.
- تراكم السوائل في موقع الجراحة.
تشمل المخاطر الأخرى لاستئصال البروستات:
- سلس البول.
- الضعف الجنسي لدى الرجال.
- قذف قليل أو معدوم عند النشوة الجنسية، ما يُسمى النشوة الجافة.
- ضمور القضيب بسبب انخفاض وظيفة الانتصاب.
- اكتئاب.
كيف تتغير الحياة بعد إزالة البروستات؟
يعاني العديد من الأشخاص سلس البول المؤقت بعد استئصال البروستات، وتكون معدلات سلس البول أعلى بعد استئصال البروستات الكلي مقارنةً باستئصال البروستات البسيط.
تشمل أنواع سلس البول:
- سلس البول الإلحاحي: حاجة مفاجئة لا يمكن السيطرة عليها.
- سلس البول الإجهادي: هو التبول اللاإرادي في أثناء القيام بمجهود بدني، مثل ممارسة الرياضة أو السعال أو العطس.
- سلس الجماع: هو تسرب البول عندما يكون الرجل مستثارًا. وقد يحدث تبول أيضًا عند الوصول إلى النشوة الجنسية.
يتمتع العديد من الأشخاص بتحكم ممتاز في البول عند إزالة القسطرة البولية، لكن قد يحدث سلس عند البعض بكميات متفاوتة لعدة أسابيع. يتمتع معظم الرجال بالتحكم الجيد في البول بعد نحو ستة إلى 12 أسبوعًا من استئصال البروستات.
يمكن للكثيرين استئناف ممارسة الجنس عند شفائهم، في غضون أربعة إلى ستة أسابيع.
هل يحدث الانتصاب بعد استئصال البروستات؟
ليست مشكلات الانتصاب شائعة بعد استئصال البروستات البسيط لعلاج تضخم البروستات الحميد، لكن يعاني جميع الأشخاص تقريبًا ضعف الانتصاب بعد استئصال البروستات الكلي لعلاج سرطان البروستات.
يحدث ضعف الانتصاب لأن الإجراء يسبب كدمات أو يلحق الضرر بالأعصاب التي تسمح بالانتصاب، والتي تكون قريبة جدًا من غدة البروستات. أحيانًا يزيل الطبيب جزءًا من العصب أو كله لعلاج سرطان البروستات.
قد لا يتمكن معظم الرجال من الانتصاب بعد عدة أشهر من إجراء استئصال البروستات، حتى لو تمكن الأطباء من الحفاظ على جميع الأعصاب. يجب أن تتحسن وظيفة الانتصاب تدريجيًا بعد نحو ستة أشهر من الجراحة، ومع ذلك، قد يستغرق الأمر عامين كاملين بعد الجراحة لاستعادة القدرة على الانتصاب التام والوظيفة الجنسية.
حتى لو لم يتمكن الرجل من تحقيق الانتصاب بعد الجراحة، فسيبقى بإمكانه تجربة النشوة الجنسية والحصول على إحساس طبيعي، لكن القذف قد يكون قليلًا أو معدومًا.
من المهم أن يستعيد الرجل نشاطه الجنسي وذلك للحفاظ على تدفق الدم إلى القضيب، ولأن ذلك يساعد على منع التليف.
التليف هو تطور أنسجة سميكة بعد الإصابة، ما قد يجعل تحقيق الانتصاب أصعب.
تشمل العلاجات التي تساعد على استعادة الانتصاب:
- أدوية مثبطات مستقبلات PDE-5.
- العلاج بالحقن.
- الأجهزة المساعدة على الانتصاب.
وقت التعافي:
يمكن لمعظم الأشخاص استئناف أنشطتهم الطبيعية بعد نحو ثمانية أسابيع من عملية استئصال البروستات المفتوحة، مع ذلك، يعتمد التعافي على نوع استئصال البروستات، والتاريخ الصحي، وأي حالات أخرى يعانيها المريض.
متى يمكن العودة إلى العمل؟
يعتمد هذا جزئيًا على نوع العمل الذي يمارسه المريض، ويجب أن يكون قادرًا على العودة إلى العمل بعد نحو أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من استئصال البروستات، لكن إذا كان العمل يتطلب جهدًا بدنيًا، فقد يحتاج إلى أخذ راحة من العمل مدة أربعة إلى ستة أسابيع.
عند إجراء استئصال البروستات لعلاج سرطان البروستات، قد يجري الطبيب اختبارات منتظمة للتحقق من زوال السرطان، مثل اختبارات الدم للتحقق من ارتفاع مستويات مستضد البروستات النوعي، عدة مرات خلال السنة الأولى بعد إزالة سرطان البروستات، للتحقق من عدم عودته. إذا ارتفعت مستويات المستضد البروستاتي النوعي بعد الجراحة، فقد تُطلب من المريض اختبارات تصوير أو إجراءات إضافية.
يجب الاتصال بالطبيب فورًا عند مواجهة أي أعراض غير طبيعية، قد تشمل:
- نزيف حاد في موضع الشق.
- تصريف متغير اللون من شقوق العملية.
- حمى بدرجة 38 مئوية أو أعلى.
- عدوى.
- رائحة كريهة حول موقع الجراحة.
- زيادة الألم.
هل من الأفضل استئصال البروستات أو العلاج الإشعاعي عند الإصابة بسرطان البروستات؟
العلاج الإشعاعي هو نوع آخر من أنواع علاج السرطان، إذ يستخدم الطبيب في هذا العلاج الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية.
توجد مخاطر ومضاعفات للعلاج الإشعاعي، إذ يعد ضعف الانتصاب خطرًا شائعًا، إن سلس البول أقل خطورة مع العلاج الإشعاعي. ومع ذلك، قد يسبب العلاج الإشعاعي تهيج المستقيم والمثانة أي التهاب المثانة الإشعاعي.
قد يختلف تهيج المثانة في شدته، وقد يواجهه المريض فقط في أثناء تلقي العلاج الإشعاعي، أو يعاني منه لسنوات بعد توقف العلاج.
تتطلب عادةً العديد من أنواع العلاج الإشعاعي علاجًا لمدة خمسة أيام في الأسبوع تمتد لسبعة أسابيع أو أكثر. قد تكون عملية استئصال البروستات وفترة التعافي منها مكثفة، لكن العديد من الأشخاص يتعافون في غضون أقل من أربعة أسابيع في المنزل.
يعد استئصال البروستات والعلاج الإشعاعي من الخيارات العلاجية الفعالة لسرطان البروستات، ومن المهم التحدث إلى طبيب المسالك البولية وطبيب الأورام عند التفكير في خيارات العلاج، إذ يمكنهم الإجابة على جميع الأسئلة التي تمكن المريض من اتخاذ القرار الأفضل لخطة العلاج الخاصة به.
اقرأ أيضًا:
العلاجان المناعي والموجه لسرطان البروستات: طرق جديدة ونتائج واعدة
تضخم البروستات الحميد: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: فاطمة الرقماني
تدقيق: نور حمود
