علامات التحذير واضحة تمامًا: درجات حرارة غير مسبوقة، تدهور في الصحة، اختفاء الألواح الجليدية، طقس أكثر تقلبًا. ومع ذلك، ما زلنا نضخ كميات متزايدة من الغازات الدفيئة -مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان- إلى الغلاف الجوي، ما يهدد بقاءنا ذاته.
دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الخبراء تسلط الضوء على كيفية ارتفاع انبعاثات غاز الميثان العالمية بسرعة منذ عام 2006، وخصوصًا منذ عام 2020، وهو اتجاه يُتوقع أن يستمر ما لم نقم بشيء جذري في القريب العاجل.
حدد مؤلفو الدراسة بعض الاستراتيجيات التي يمكن للدول اتباعها لاتخاذ إجراءات، وطوروا أداة إلكترونية لمساعدتها على ذلك.
يقول الباحثون إن هذا الارتفاع المستمر في انبعاثات غاز الميثان يرجع إلى الاستخدام المستمر للوقود الأحفوري بدلًا من البدائل الأكثر نظافة، وهو ناتج مباشرةً عن عمليات التنقيب عن النفط والغاز والفحم وتكريرها.
انبعاثات غاز الميثان المتزايدة من المستنقعات الطبيعية ومن المكبات الأرضية والتربة المتجمدة التي تذوب وحتى تربية الماشية، تساهم في الاحتباس الحراري أيضًا.
يقترح الباحثون، بقيادة الفيزيائي والمتخصص في المناخ درو شيندل من جامعة ديوك في الولايات المتحدة، أن هذه المصادر تعد مساهمات ثانوية في الوقت الحالي، رغم أنها تحتاج إلى متابعة دقيقة ولها بعض من أكبر إمكانيات التخفيف بتكلفة فعالة.
الجهود العالمية للحد من تغير المناخ تركز بشكل صحيح على ثاني أكسيد الكربون، الغاز الدفيء الرئيسي، وفقًا لما كتب الفريق في ورقتهم المنشورة.
ومع ذلك، نظرًا لأن البشرية فشلت في التعامل بشكل كافٍ مع تغير المناخ عدة عقود، فإن الحفاظ على درجة الحرارة دون الأهداف المتفق عليها يتطلب الآن أن نتعامل مع جميع الملوثات المناخية الرئيسية.
توجد حاليًا كمية أقل بكثير من غاز الميثان في غلافنا الجوي مقارنةً بثاني أكسيد الكربون، ولكن الميثان غاز دفيء أقوى.
نحن نعلم أن غاز الميثان هو مساهم رئيسي في تسخين العالم، إذ يحتجز الحرارة مثلما يفعل ثاني أكسيد الكربون. ويساهم في تكوين الأوزون على مستوى الأرض، ما يزيد من خطر الوفاة بسبب الأمراض التنفسية وأمراض القلب والأوعية الدموية.
تجد الدراسة أن جميع هذه المصادر المختلفة لغاز الميثان تحتاج إلى فحص عاجل: ينبغي تطبيق أهداف تقليل الميثان جنبًا إلى جنب مع أهداف تقليل ثاني أكسيد الكربون، ويجب إدخال تقنيات وسياسات جديدة.
كتب الباحثون: «التخفيضات السريعة في انبعاثات غاز الميثان خلال هذا العقد ضرورية لإبطاء الاحترار في المستقبل القريب، وتقييد التجاوز بحلول منتصف القرن، والحفاظ على نسبة الكربون منخفضة».
تحذيرات العلماء بشأن حالة مسار مناخ الأرض أصبحت الآن في مستوى صاخب للغاية. السؤال هو ما إذا كانت البشرية ستأخذ هذه التحذيرات بعين الاعتبار قبل فوات الأوان.
ما يجعل كل هذا أكثر إحباطًا هو أن تخفيف غاز الميثان غالبًا ما يكون فعّالًا من حيث التكلفة بالتأكيد مقارنةً بتكاليف التعامل مع عواقب تغير المناخ التي تقترب منا.
يقول الباحثون إن هناك حاجة إلى تغيير في التفكير من الحكومات والمنظمات. أنشأ الفريق أداةً إلكترونية جديدة للمساعدة على تخفيف انبعاثات الميثان بفاعلية ومراقبة التحسينات المتوقعة.
كتب الباحثون: «العديد من تكاليف التخفيف منخفضة مقارنةً بالأدوات المالية الحقيقية ومنخفضة جدًا مقارنةً بتقديرات أضرار غاز الميثان، لكن توجد حاجة إلى تنظيمات قانونية ملزمة وتسعير واسع النطاق لتشجيع اعتماد حتى الخيارات ذات التكلفة السلبية».
تم نشر هذه البحث في مجلة Frontiers in Science.
اقرأ أيضًا:
قد يكون غاز الميثان أول دليل على وجود حياة في كواكب أخرى
الذكاء الاصطناعي قد يساعد العلماء من الفضاء في رصد انبعاثات غاز الميثان
ترجمة: أمير المريمي
تدقيق: جعفر الجزيري