أفاد الخبراء أن ارتداء الأقنعة والقفازات تدبيرًا وقائيًا من فيروس كورونا يعد إجراءً غير فعال وليس من الضروري أن يفعله أكثر الناس، كما بإمكانه أن يساهم في نشر العدوى بشكل أسرع.
بينما فرضت عمليات الإغلاق والتوقيف الكامل في إيطاليا وإسبانيا ومؤخّرًا فرنسا، لم تتغير توصية منظمة الصحة العالمية منذ بداية انتشار هذا الفيروس عالميًا ومفادها: غسل اليدين وعدم لمس الوجه وعدم الاختلاط.
أفادت منظمة الصحة العالمية أنه من الموصى به ارتداء قناع واقٍ في الأماكن العامة في حال الشك بالإصابة الشخصية أو إصابة المقربين، وفي هذه الحالة توصي المنظمة التزام المنزل عند القدرة على ذلك.
قال مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك راين: «هناك محددات لكيفية حماية القناع من العدوى، كما أننا أشرنا إلى أكثر الإجراءات أهمية التي بإمكان الجميع القيام بها وهي غسل الأيدي وعدم لمس الوجه والحفاظ على النظافة الشخصية بشكل دقيق».
تعتبر النصيحة الأكثر إلحاحًا بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية أن العاملين في المجال الصحي حول العالم بحاجة إلى ما لا يقل عن 89 مليون قناع شهريًا لعلاج حالات الإصابة بفيروس COVID-19.
وسبق وبدأ النقص في عدد الأقنعة التي يفترض استخدامها من قبل الاختصاصيين الطبيين حول العالم، المعضلة التي قد تتفاقم مع استمرار تفشي الجائحة. إلا أن الرسالة لم تصل إلى الجميع.
قال وزير الصحة الفرنسي أوليفر فيران: «إنني متفاجئ بأن أشاهد من خلال نافذة مكتبي في الوزارة، العديد من الأشخاص في الطريق يرتدون الأقنعة بينما لا يتطابق هذا الفعل مع توجيهاتنا».
أفادت مريم، ذات الـ 35 عامًا، لوكالة فرانس برس، أنها ترتدي القناع لأن والدتها كبيرة في السن، بحسب قولها «تحسبًا فقط»، مع الإشارة أنها كانت ترتدي قفازات اللاتيكس أيضًا. قالت مريم، التي رفضت الإفصاح عن كنيتها أنها حصلت على القناع من والدة صديقتها التي تعمل في مستشفى.
الأقنعة الملوثة
مع تزايد استهلاك المخازن والمستلزمات التي يحتاجها الكادر الطبي بشدة، أشار الخبراء إلى أن ارتداء الأفراد الأقنعة قد يمنحهم إحساسًا زائفًا بالأمان. على سبيل المثال، معظم الأفراد الذين يرتدون الأقنعة لا يتبعون توصية غسل اليدين جيدًا قبل وضعها، ضامنين أنه ضيق بشكل لا يسمح بتسرب الهواء وعدم لمسه حال ارتدائه.
قال رئيس الصحة الفرنسي جيروم سالومون: «يُعيد الناس ضبط أقنعتهم بشكل دائم، الأمر الذي قد يؤدي إلى تلوثها». وبنفس الطريقة، لا تؤمِّن القفازات الحماية وقد ينتهي المطاف بنقل العدوى.
قال أميش أدالجا من مركز جون هوكنز للأمن الصحي: «إن لم يستطع الناس وقف لمس أوجههم، لن يخدمهم ارتداء القفازات».
وجدت دراسة منشورة في الدورية الأمريكية لضبط العدوى عام 2015، أن الناس يقومون بلمس أوجههم عشرين مرة وسطيًا خلال الساعة الواحدة.
ينتقل فيروس كورونا الجديد عن طريق التماس الجلدي، ناقلًا كريات المخاط الحاملة للفيروس عن طريق الأذن والعين والأنف.
وأضاف أدالجا: «لا يُعد ارتداء القفازات بديلًا لغسل اليدين»، مشيرًا إلى أن ارتداء القفازات يجب أن يقتصر على السياق الطبي.
اقرأ أيضًا:
بماذا أعقم يديّ من فيروس كورونا؟ إليك ما يجب معرفته عن المطهرات
نصائح عملية للوقاية من فيروس كورونا.. الوقاية بسيطة ولسنا بحاجة إلى الهلع
ترجمة: مريم عيسى
تدقيق: فارس سلطة