اختناق الشبق الذاتي أو لعبة التحكم بالتنفس
من تسلية للأطفال إلى موتٍ محتّم
يُعرف اختناق الشبق الذاتي أيضًا بالولع بالاختناق أو «لعبة التحكم بالنفس»، وهو المنع المًتعمَّد لوصول الأوكسيجين إلى الدماغ بهدف تحريض الإثارة الجنسية.
ويجد بعض الأشخاص أن تقليل أو قطع التهوية عن الدماغ عبر الخنق أو الشنق يزيد من الإثارة الجنسية ولذة النشوة، ويدعى الشخص الذي يمارس هذه العملية بـ (السيجارة-(gasper . حيث يمكن لاختناق الشبق الذاتي أن يُنفَّذ مع الشريك، لكنه غالبًا يُنفذ بشكل منفرد.
تحذير!
يُعتبر اختناق الشبق الذاتي فعل غايةً في الخطورة، فقطع الأوكسجين عن الدماغ يمكن أن يؤدي إلى تلف في الدماغ أو حتى الموت.
ويوصَّى بالابتعاد عن هذا النوع من الممارسة الجنسية بشدة.
يبقى السبب الرئيسي لقيام الأشخاص بهذا النوع من الممارسات غير معروف.
على الرغم من أن الاستجابة الفيزيولوجية لنقص الأوكسجين في الجسم والدماغ قد تفسر الرغبة بهذا النشاط الجنسي الخطير.
وقد كتب المؤلف (جون كورا- John Curra) قائلًا:
«يحمل الشريان السباتي (على جانبيّ الرقبة) الدم الغني بالأوكسجين من القلب إلى الدماغ، فعندما تُضغط الشرايين كما في الخنق أو الشنق، سيؤدي الفقدان المفاجىء للأوكسجين في الدماغ وتراكم ثاني أكسيد الكربون لزيادة الشعور بالدوار واللذة، مما يزيد الإحساس الإستمنائي».
كما وصف الكاتب (جورج شومان- George Shuman) التأثير أيضًا بقوله:
«يُحرِّض نقص الأوكسجين في الدماغ حالة صفاء شبه مهلوسة تدعى (نقص الأكسجة- hypoxia)، {وهو نقص الوارد المناسب من الأوكسجين إلى الجسم ككل أو لمنطقة محددة منه}، مرافقة للنشوة، ومؤدية لحالة لاتقل قوةً عن الكوكائين، وتُعرِّض الشخص للإدمان عليها بشدة».
وتعد حالة الهلوسة الناجمة عن نقص الأكسجة المزمن شبيهة بالهلوسة التي يتعرض له مُتسلقو المرتفعات، فقد تكون السبب الذي يجعل من تسلق الجبال إدماني بشكل كبير.
وقد وثِّـقت ممارسة اختناق الشبق الذاتي منذ أوائل القرن السابع عشر، فاستُخدِمت بدايةً كعلاج لاضطراب الانتصاب، فقد نصت النظرية على أن قطع الأوكسجين ومن ثم تدفقه المفاجئ قد يساعد على ملء أوعية القضيب الدموية.
كما واستُخدِمت وسائل عدة لتحقيق النقص اللازم في مستوى الأوكسجين، كالشنق والخنق باستخدام كيس بلاستيكية فوق الرأس، الشنق الذاتي، الغاز أو المحاليل الخطيرة، ضغط الصدر، أو مزيج مما سبق.
وتُستخدم أحيانًا أدوات معقدة للحصول على التأثيرات المرغوبة.
يرتب الممارسون عادةً بعض أنواع من «آليات الإنقاذ» كمنفذ أمان في حال فقدان الوعي.
وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان لا تعمل منافذ الأمان بشكل صحيح أو لا يتمكن الفرد من القياس الدقيق لمدى الحرمان من الأوكسجين، مما يؤدي لأذية دماغية خطيرة أو الموت.
وكتبت (Uva) عام 1995: «يُقدَّر معدل الوفيات فيما يتعلق باختناق الشبق الذاتي بـ 250 إلى 1000 وفاة سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية».
ويُشكِّل الذكور الغالبية العظمى من الوفيات المعروفة المتعلقة باختناق الشبق، وماتزال هذه الغالبية غير معروفة السبب أيضًا، لكن يَنسِب بعض الخبراء ذلك لحقيقة أن الرجال يشتركون بالتصرفات الخطيرة أكثر من النساء عمومًا.
ومن الشائع أن المراهقين هم الفئة الأكثر إقدامًا على الانتحار، لذا يُصنَّف اختناق الشبق الذاتي في بعض الحالات خطأً على أنه انتحار.
وننوه مرةً أخرى لكون اختناق الشبق الذاتي فعل غاية في الخطورة، ولا يجب ممارسته لتحقيق الإشباع الجنسي.
فإذا كنت تمارس هذا النوع من الألعاب الجنسية أو تعرف من يمارسها يُنصح بالتوقف عنها فالنتائج قد تكون مميتة.
إعداد: وئام عز الدين
تدقيق: هبة فارس