اختارت وكالة الفضاء الأوروبية الفريق الذي سيصمم، ويبني أول حمولة تجريبية لوضعها بمركبة الفضاء لاستخراج الأكسجين من سطح القمر.
حسبما كشفته إحدى منشورات وكالة الفضاء الأوروبية، وقع الاختيار على فريق تابع لشركة تاليس إلينا سبيس بالمملكة المتحدة، بعد احتدام المنافسة للحصول على أفضل جهاز لاستخراج الأكسجين، وقد اختارت إدارة الاستكشاف البشري والروبوتي التابعة لوكالة الفضاء فريقًا بقيادة تاليس، بعد تقييم ثلاثة تصميمات منافسة.
قد تساعد هذه الأجهزة في تزويد البعثات المستقبلية بالأكسجين اللازم للتنفس على القمر بالإضافة إلى الدفع الصاروخي.
حققت وكالة ناسا في أبريل من العام الماضي، إنجازًا تاريخيًا عندما استخرجت الأكسجين من المريخ بفضل جهاز يسمى (موكسي MOXIE)، فقد وُضع الجهاز على متن مركبة بيرسفيرانس لتشق طريقها نحو الكوكب الأحمر.
استخلاص الأكسجين من تراب القمر:
سيطور فريق تاليس أداةً صغيرة، تتنبأ بواسطتها وكالة الفضاء بمدى فاعلية النماذج الأكبر على القمر، وسيتمكن تصميم الفريق من استخراج من 50 إلى 100 جرام من الأكسجين من الثرى القمري، ما يعني استخراج نحو 70% من كل الأكسجين المتاح، وللتذكير تكفي 5 غرامات من الأكسجين ليتنفس رواد الفضاء 10 دقائق كاملة.
سيتعين على جهاز استخراج الأكسجين التابع لوكالة الفضاء جمع كل الأكسجين خلال 10 أيام تقريبًا، لأنه يعمل بالطاقة الشمسية المحدودة جدًا، إذ يستمر النهار القمري أسبوعين فقط، ثم يحل ليل قمري لأسبوعين.
قال ديفيد بينز، مهندس النظم من مرفق التصميم المتزامن الأول من نوعه: «يجب أن تكون الحمولة مضغوطةً، ومنخفضة الطاقة، وقادرةً على الطيران فوق مجموعة من مركبات الهبوط القمرية المحتملة، مثل وحدة الهبوط اللوجيستية الأوروبية الكبيرة EL3 التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية»، واستطرد الباحثون: «إن القدرة على استخلاص الأكسجين من الصخور القمرية، إلى جانب المعادن الصالحة للاستخدام، ستغير قواعد اللعبة في استكشاف القمر، ما يسمح للمستكشفين الدوليين الذين يستعدون للعودة إلى القمر بأن يعيشوا بعيدًا عن سطحه، دون الاعتماد على خطوط الإمداد المرتبطة بالثرى القمري، التي عادةً ما تكون طويلةً، وذات كلفة عالية».
نموذج بالحجم الطبيعي يزور القمر في ثلاثينيات القرن الحالي:
إذا سارت الأمور وفقًا للخطة، فقد نرى نموذجًا بالحجم الطبيعي مُرسلًا إلى القمر، على متن وحدة الهبوط اللوجيستية التابعة لوكالة الفضاء في أوائل عام 2030.
أوضح جورجيو ماجستراتي قائد فريق من وكالة الفضاء الأوروبية، أن جهاز فريق تاليس يمهد الطريق لـ «إنشاء مصنع ISRU بالحجم الطبيعي، على أن يتبوأ مكانه على القمر في أوائل العقد القادم».
ترتكز الفكرة التي بُني عليها الجهاز الجديد على مفاهيم مثبتة بالفعل، ما يضع فريق تاليس على أرض صلبة، ويسمح لهم بمباشرة العمل، فقد أكدت العينات المُعادة من القمر أن الثرى القمري يتكون من 45 -40 % من الأكسجين في هيئة أكاسيد.
يعمل النموذج بالتحليل الكهربائي، إذ يفصل تراب القمر إلى أكسجين ومعادن، ما سيشكل اللبنات الأساسية لاستيطان الفضاء في المستقبل.
اقرأ أيضًا:
سطح القمر يحتوي على كمية كافية من الأكسجين لاستضافة مليارات البشر!
ترجمة: عصماء عصمت
تدقيق: ميرفت الضاهر