ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن هو سرطان يصيب خلايا الدم البيضاء. تتقدم هذه الحالة ببطء على مدى سنوات عديدة. يصيب ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن غالبًا الناس ممن تجاوزوا الستين من العمر، ويندر تحت سن الأربعين، ولا يصيب الأطفال أبدًا.
ينتج نخاع العظم -المادة الإسفنجية التي توجد داخل بعض العظام- في هذا المرض خلايا دم بيضاء تدعى الخلايا اللمفاوية أكثرَ من حاجة الجسم. لا تنمو هذه الخلايا نموًا كاملًا ولا تقوم بوظيقتها على نحوٍ سليم.
قد يسبب هذا مع مرور الوقت مجموعة من المشاكل منها: قابليةٌ أكبر لالتقاط العدوى، وتعب مستمر، وانتفاخ في غُدد العنق والإبط والفخذ ، وتكدُّم ونزيف غير معتادين.
تختلف هذه الحالة عن الأنواع الأخرى من اللوكيميا، كاللوكيميا المزمنة المتعلقة بنخاع العظم، واللوكيميا الأرومية اللمفاوية الحادة، واللوكيميا الحادة المتعلقة بنخاع العظم.
أعراض ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن
لا يسبب ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن عادةً أية أعراضٍ في البداية، ويُكشف عنه عادة عند إجراء فحص دم أجريَ لسبب مختلف.
قد تتضمن الأعراض عند ظهورها:
- فقر الدم، والتعب المستمر وقصر النفس بالإضافة إلى بهتان البشرة.
- التعرض للتكدم والنزيف بشكل أسهل من الطبيعي.
- حرارة مرتفعة.
- انتفاخ في غدد العنق أو الإبط أو الفخذ.
- انتفاخ وعدم ارتياح في البطن.
- فقدان وزن بغير عمد.
تجب زيارة الطبيب في حال اختبرت أعراضًا مستمرة أو مقلقة، وقد تكون لهذه الأعراض أسبابٌ غير السرطان، لكنه من الأفضل أن تحصل على الفحوصات.
العلاج
قد لا تحتاج إلى بدء العلاج على الفور؛ لأن الحالة تتقدم ببطء وغالبًا لا تكون مصحوبة بأعراض.
إذا اكتُشفت الحالة مبكرًا، فإنها تُتابع دوريًا خلال الأشهر والسنوات التالية للتحقق من عدم اشتداد الحالة.
إذا بدأت الأعراض بالظهور أو كُشف المرضُ في مرحلة متأخرة، فتشمل العلاجات الرئيسية لها:
- العلاج الكيميائي: يتضمن إعطاء الدواء على شكل قرص أو حقن في الوريد لتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاج المستهدف للخلايا السرطانية: يتضمن إعطاء دواءٍ يعمل على تغيير طريقة عمل الخلايا ومساعدة الجسم على التحكم في نمو السرطان.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم موجات عالية الطاقة شبيهة بالأشعة السينية، لقتل خلايا السرطان.
يوجد نوعٌ جديد من العلاج يتضمن الخلايا الجذعية وزراعة نخاع العظم، وفيه تُزرع الخلايا المتبرع بها والمسماة بالخلايا الجذعية في جسمك لتبدأ في إنتاج خلايا دم بيضاء سليمة. ويعد هذا علاجًا اختراقيًا ولا يلائم جميع المرضى.
لا يشفي العلاج المريض تمامًا، لكن بإمكانه أن يبطئ تقدم المرض ويعطي المريض فترات يرتاح فيها من الأعراض.
وقد يعاد العلاج من جديد في حال رجوع الحالة مرة أخرى.
الآفاق والتوقعات
تعتمد توقعات ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن على مدى تقدم المرض عند تشخيصه، وعمر المريض عند التشخيص، وصحة المريض العامة.
غالبًا يتعافى نحو 7 أشخاص من كل 10 من سرطان الدم لمدة 5 سنوات أو أكثر بعد تشخيصهم. وتكون الفرصة أفضل عند الأشخاص الأصغر سنًا، والأفضل صحةً عندما يُشخَّصون بالإصابة .
على الرغم من أنه لا يمكن علاج ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن عادة، إلا أنه في المراحل المبكرة من الإصابة يمكن للعلاج أن يساعد في السيطرة على الحالة لسنوات عديدة.
أسباب ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن
إن الأسباب المؤدية إلى ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن غير واضحةٍ، فلا علاقة مثبتة له بالإشعاع أو التعرض للمواد الكيميائية أو النظام الغذائي.
ولا ينتقل بالعدوى من شخصٍ لآخر. لكن وجود جينات معينة يمكن أن يزيد من فرصك في الإصابة بابيضاض الدم اللمفاوي المزمن، وقد تكون فرصة إصابتك بالمرض أكبر بقليل إذا كان أحد أفراد الأسرة المقربين مصابًا، لكنها تبقى فرصةً صغيرةً.
اقرأ أيضًا:
الابيضاض النقوي الحاد: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
الصيام يقضي على الخلايا السرطانية في حالة الابيضاض اللمفاوي الحاد
ترجمة : محمد أبو غزالة
تدقيق: الياس عباس