شاع الحديث عن كارهي النساء في الآونة الأخيرة، ولدهشتك قد يكون أيٌّ ممن تعرفهم واحدًا منهم! فالسمات التي تميز شخصياتهم صعبة الاكتشاف، أحيانًا تبقى مواربة حتى عن العين الخبيرة. يتجاوز تخفي هذه السمات ذاك إلى أنك قد تجد من كارهي النساء من يشيع ذكره عند الحديث عن تأييد النساء ونصرتهنّ.
وفي معظم الحالات، يغفل كارهو النساء أنفسهم عن واقع بغضهم للنساء. عادةً ما تُحمل سمة كراهية المرأة على نحو غير واعٍ في وقت مبكر من نشوء الشباب، وغالبًا ما ترتبط بتعرض الشاب لصدمة تتعلق بأنثى عرفها أو وثق بها، يمكن لوجود سلبي لأنثى واحدة، كأم أو أخت، أو معلمة، أو خليلة مهملة أو مسيئة أن تزرع بذرة الكراهية عميقًا في باطن العقل البشري.
ما إن تدفن هذه البذور عميقًا، ستنتش وتبدأ بالإنبات، وسيبدأ الجذر الصغير رحلته نحو معالجة مشاعر الخوف وباحات الذاكرة في الدماغ، في حين تشق الساق طريقها نحو المناطق الجبهية من الدماغ، محكمةً قبضتها على باحات المشاعر واتخاذ القرارات العقلانية.
وبالكاد يمكنك أن تلحظ العلامات الأولى لكره النساء، لكن مع استفحال التعرض للإهمال، أو سوء المعاملة، دون التحدث عن علاج أو حل، فإن هذه البذرة السلوكية ستنمو على نحو غازٍ. وحين يصل كره النساء سن النضج، يميل كارهو النساء حينها إلى التصرف بما تمليه عليهم غريزتهم، أي التصرف بكراهية تجاه النساء دونما أدنى سيطرة على النفس. يصعب تحديد هذه الحالة أو تشخيصها في وقت مبكر وتتجلى عادةً الحقيقة العارية في وقتٍ متأخرٍ للغاية.
فيما يلي السمات التي تعد نموذجيةً لكارهي النساء:
- قد يهلّل ويحتفي بامرأة من اختياره، ويحددها هدفًا له. سيقلل من تحفظها الطبيعي بتغزله فيها، بحديثه الممتع، وروحه المرحة، وشخصيته النافذة.
- بمضيّ الوقت، تبدأ سلوكياته بالتأرجح ما بين الوقاحة والإغراء، تتناوب شخصيتا جيكل وهايد وتتصارعان على الظهور.
- يلي ذلك شروعه في قطع الوعود، التي لا تبصر نورًا في غالب الأحيان. بيد أنه لا ينكث بوعودٍ قطعها على أقرانه وأترابه من الذكور.
- يتعدى الأمر نكثه الوعود التي يقطعها على النساء إلى عدم التزامه مواعيده معهنّ، بيد إبقائه ساعته مضبوطةً عند ترتيبه المواعيد مع الذكور.
- يوصف سلوكه تجاه النساء عمومًا بأنه متكبر ومغرور، ويسعى إلى السيطرة، وأناني.
- يتسم بالتنافسية، وخاصة مع النساء. وتؤدي خساراته المنافسات مع النساء إلى شعوره بالسوء. بيد أن خسارته أمام رجل لا تشعره بالسوء ذاته فإنه قد يتجاوز أي مشاعر سلبية قد يشعر بها إزاء خسارته هذه.
- تتفاوت معاملته الرجال والنساء في ميادين العمل، والأوساط الاجتماعية، ويسوغ للرجال حرياتٍ يحرّمها على النساء أو ينتقدهنّ بسببها.
- هو بأتمّ الاستعداد -بغير وعي- لتسخير أي شيء ضمن حدود سلطته لإحباط النساء. قد يطالبهنّ بممارسة الجنس معه أو يمتنع قصدًا عن ممارسته مع شريكته، لا يتوانى عن إلقاء النكات التي تحطّ من قدر النساء على عامّ من يسمع، أو «يقترض» منهنّ أفكارهن في سياقات مهنيّة وينفرد بالثناء والتقدير، وقد يتجاوز الموضوع ذلك إلى اقتراضه المال منهنّ دون إرجاعه.
- خلال المواعيد الغرامية، يعامل النساء بطريقة مناقضة لما يرغبن في أن يتلقينه من معاملة. إن كانت المعنية من بيئة تقليدية تفضل أن تُقابل بسلوك مهذب، وتعتقد بوجوب أن يفتح الرجل لها الباب لتعبر، وأن يختار أطباق العشاء وأن يدفع الفاتورة بكاملها، فسيعاملها كواحدٍ من أصدقائه الرجال، سيختار أطباقه دون أطباقها، ولن يرفض عرضها أن تدفع ثمن العشاء كاملًا (وحتى إن لم تقترح ذلك). أما إذا كانت من النوع الأكثر استقلالية ممن يفضلن دفع ثمن الوجبة التي اخترن بأنفسهن، فسيختار الأطباق لكليهما أو يدفع ثمن الوجبة كاملًا في أثناء ذهابها إلى دورة المياه.
- من الناحية الجنسية، يهوى السيطرة على النساء، ولا يعنيه إشباع شريكاته جنسيًا. المداعبة قبل الجنس؟ إن شغلت حيزًا من وقته، فما هي إلا وسيلة ضرورية لتحقيق غايته. يعجبه من الجنس الفموي تلقيه فقط. ويحب من الوضعيات ما يبعد المرأة عن ناظريه، متجنبًا النظر في عينيها.
- لا يتوانى عن خيانة النساء التي يواعد أو شريكاته العاطفيات. ولا يشعر بأنه مدين لامرأة بالإخلاص أو أن يرتبط بهنّ بزواج أحادي.
- قد ينفصل عن شريكته دون إعلامها بذلك، وقد يزورها بعد مضي شهورٍ طويلة مقدمًا أعذاره المصممة خصيصًا لإغوائها مرةً أخرى.
لا تجتمع هذه الصفات في أحدهم إلا ما ندر، ما يصعب عملية تقفي أثرهم. أضف إلى ذلك قدرته على إغراء النساء وامتلاكه من الجاذبية والسحر ما يطغى على الموقف فيخيل لمن حوله أنها لباقة وكياسة لا غير.
مصدر متعة كارهي النساء هو سوء معاملته للنساء حوله (أحيانًا غير واعين). وكلما نهر امرأة أو أساء معاملتها، يعمل نظام المكافآت في دماغه مطلقًا جرعةً من الدوبامين ما يؤدي إلى تكراره السلوك ذاك مرارًا.
اقرأ أيضًا:
كيف يبالغ الرجال في إثبات رجولتهم عندما تتعرض للتهديد؟
هل تعد وصمة العار على صحة الرجال العقلية قضية ذكورية أم مشكلة اجتماعية؟
ترجمة: بشرى عيسى
تدقيق: عون حدّاد
مراجعة: آية فحماوي