من الأمطار وحتى حرائق الغابات، كان عام 2017 سنةً قياسيةً في الكوارث البيئية.
في آب وأيلول من العام الماضي خلفت أعاصير إيرما وهارفي وماريا نسبة وفياتٍ كبيرةٍ وأغرقت منازل كثيرةً وحطمت خطوط تغذيةٍ كهربائيةٍ.
من المكسيك وحتى الحدود العراقية الإيرانية، مات مئات البشر حول العالم بسبب الزلازل، و خلال الأمطار الموسمية في جنوب آسيا قُتل حوالي 1400 شخصٍ.
دمرت الحرائق عدة مواقعٍ حول العالم، لعل أكثرها ملاحظةً كان في كاليفورنيا، حيث أنفقت الحكومة ما يقارب عشرة أضعاف إنفاقها في السنوات العشرين الأخيرة في مواجهة حرائق الغابات.
أغلب هذه الكوارث البيئية سببها ارتفاع درجات حرارة الأرض والبحر، إذ يعتقد خبراء المناخ أن هذه الأحداث ستصبح أسوأ في الأعوام المقبلة.
في بعض الحالات يستطيع الناس أخذ الأسبقية في ملاحظة هذه الكوارث والإسراع باتخاذ إجراءات إخلاء المدن، لكن بعض الحالات الأخرى كانت صادمةً ومن المستحيل ملاحظتها.
فقط ثلاثة من أصل عشرة أمريكيين يمتلكون عدة طوارئ ويقول 42% من الأمريكيين أنهم غير مستعدين تمامًا لمواجهة الكوارث الطبيعية بحسب استطلاع رأيٍّ حديثٍ.
إليك بعض النصائح للبقاء آمنًا خلال الكوارث الطبيعيّة.
تجنب استخدام الماء الملوث للشرب أو للنظافة الشخصيّة
رُبّما لا يكون الماء متوفرًا للشرب أو آمنًا للاستخدام، خصوصًا بعد الفيضانات التي من الممكن أن تلوث الماء بالمواد الكيماوية وبمياه المجاري وبالنفايات الحيوانيّة.
يجب عليك استخدام المياه المعلبة أو المغليّة والمعالجة للشرب وللطبخ.
الطريقة الأفضل لجعل المياه آمنةً للشرب هي غلي المياه؛ لأنّ ذلك سيقتل البكتيريا المسببة للأمراض والطفيليات، أمّا إذا كان الغلي غير ممكن فبإمكانك استخدام المطهرات كمبيض الكلور المنزلي غير المعطر واليود وحبوب ثاني أكسيد الكلور.
خذ بعين الاعتبار أن الماء الملوث بالمواد الكيميائية السامة لن يصبح آمنًا للاستعمال باستخدام الغلي أو المطهرات.
قلل من التعرق في حالة كون مستوى المياه منخفضًا لديك
إذا كان الماء على وشك النفاد، اتخذ خطواتٍ من شأنها تقليل التعرق، ففي مقابلة على ناشيونال جيوغرافيك ينصح الشريك المؤسس لشركة المياه الجوفية جيف ماسترز بالتقليل من النشاط الحركيّ والاحتماء من الشمس.
وقال ماسترز: «على الناس تغطية أجسامهم بالملابس الخفيفة والفضفاضة والتي من شأنها التقليل من التبخر وخسارة الماء، كما أنّ لبس النظارات الشمسية أو القفازات من الممكن أن يساعدك أيضًا».
احتفظ بالطعام غير القابل للتلف لمدةٍ لا تقل عن ثلاثة أيام
يمكن أن يستمر انقطاع الكهرباء لعدة أيامٍ بعد الكارثة، لذا تأكد من وجود مخزونٍ كافٍ من الطعام المعلب والخلطات الجافة التي لا تحتاج للتبريد؛ لأنّ الطعام المحفوظ في البرادات والمجمّدات يمكن أن يصبح ضارًا عند انقطاع الكهرباء؛ حيث تنشأ البكتيريا بسرعةٍ كبيرةٍ عند درجات الحرارة ما بين 40 و 140 درجة.
توصي وكالة إدارة الطوارئ الفيدراليّة بتخزين طعامٍ غير قابلٍ للتلف لمدة لا تقل عن ثلاثة أيامٍ.
المواد المقترحة تشمل اللحم والخضار المعلّبة والمعدّة للأكل فورًا وألواح البروتين والحبوب الجافة وزبدة الفول السوداني والفواكه المجففة.
بحسب وكالة إدارة الطوارئ الفيدراليّة يجب عليك ألاّ تأكل معلباتٍ مطعوجةً أو منتفخةً أو صدئةً.
ألقِ بأيّ طعامٍ لامس المياه الملوثة ولا تأكل طعامًا موضوعًا في الغرفة لمدةٍ تتجاوز الساعتين.
إذا خرجت أبراج التغطية عن العمل يمكن للراديو أن يفيدك بمعرفة المعلومات المهمة
من المهم وجود بطارياتٍ احتياطيّةٍ للأجهزة الإلكترونيّة، لكنّ أبراج التغطية يمكن أن تخرج عن العمل خلال الكارثة البيئيّة.
لذلك توصي قائمة وكالة إدارة الكوارث الفيدراليّة باقتناء راديو يعمل بالبطارية من أجل الطقس، والذي من شأنه تزويد الشخص بمعلوماتٍ يمكن أن تنقذ حياته كتعليمات الإخلاء أو الاحتماء بالبيوت.
في مقابلة على ناشيونال جيوغرافيك يقول خبير الإنقاذ تيم ماك ويلش أن راديوهات الطقس هي الخيار الأفضل لأنّها تُضبط على حِزَم راديو الطقس المحلي، والتي توفر أخبار الطوارئ الموثوقة.
إذا كنت في ظروفٍ مناخيّةٍ باردةٍ أو رطبةٍ، فاتخذ خطوات لتبطين ملابسك
يقول ماك ويلش أن حشو ملابسك بموادٍ عازلةٍ هو أفضل خيارٍ لتبقى دافئًا، هنالك عدة موادٍ يمكنك استخدامها مثل الأوراق المجعدة أو أوراق الأشجار أو حتى أكياس الفقاعات – أي الأكياس التي تغلف وتصدر صوت فرقعةٍ عند ضغطها -.
تدفئة الجسم عن طريق العناق مع الآخرين لكسب الحرارة هي طريقةٌ آخرى للحفاظ على الدفء في حال كنت محتجزًا في ظروفٍ مناخيةٍ باردةٍ أو رطبةٍ.
وإذا استطعت الوصول إلى حجرٍ كان بقرب النار أو إلى زجاجة ماءٍ حارٍ فضعها بين طبقات ملابسك، هذا خيارٌ مهمٌ لمساعدة مرضى نقص حرارة الجسم.
تجنب الخوض في مياه عميقة
يمكن لغزارة الطوفان أو العاصفة أن تلوّث الماء بالبكتيريا وعدة مواد كيميائيّة، فإذا كان لديك جرح أو أُصبت خلال الكارثة احصل على ماءٍ نظيفٍ أو كحولٍ لتنظيف الجرح.
أمّا إذا كنت في الخارج ولا تستطيع رؤية قاع الماء فتجنب الخوض فيه؛ لأنه يمكن أن يوجد فيه بعض المسامير أو أدواتٌ حادةٌ لا تستطيع رؤيتها عند النظر، بالإضافة إلى أنّ الجروح المفتوحة من الممكن أن تؤدي إلى الكزاز أو التهابات أخرى.
اعرف كيف تغلق منفذ الغاز الخاص بمنزلك
من الممكن لتسرب الغاز المنزلي أن يوّلد حرائق، لذا عليك أن تعرف كيف تغلق منفذ الغاز الطبيعي بمنزلك.
توصي وكالة إدارة الطوارئ الفيدراليّة أن تتواصل مع شركة الغاز المنزلي عندما تنتقل إلى منزلٍ جديدٍ من أجل تعليمات إغلاق منفذ الغاز المنزلي.
إذا شممت رائحة غازٍ أو سمعت هسيسًا خلال الكارثة، افتح النافذة واهرب فورًا.
إذا كان بمقدورك فأغلق الصمام الرئيسي ولا تحاول إعادة تفعيل منفذ الغاز.
لا تربط الحيوانات الأليفة داخل المنزل
أخبر وارين فايدلي خبير الإنقاذ ومصور الظروف الجوية القاسية ناشيونال جيوغرافيك: «يجب على الناس عدم ربط الحيوانات الأليفة داخل أو خارج منازلهم، فإذا لم تستطع توفير مكانٍ آمنٍ لحيوانك الأليف فدعه طليقًا فهو الحل الأخير».
لهذا فإن فايدلي يقول أنّ الحيوان الطليق له فرصةٌ أكبر في النجاة خلال الكارثة الطبيعيّة لانّهم سيتمكنون من السباحة أو التسلق نحو بر الأمان.
حتى إذا نجوت من الفيضان، فالحيوان الأليف المربوط لن يتمكن من الخروج من تحت الحطام أو الهروب ليُصبح مكشوفًا لعواملٍ أخرى.
ربما عليك ترك منزلك و البحث عن مأوى في أيّ مكانٍ
إذا كنت تعتقد أنك لن تستطيع النجاة في المكان الذي أنت فيه، فعليك إيجاد مكانٍ آخر فيه ماءٌ ومأوى.
يوصي فايدلي بالزحف نحو المطارات والمستشفيات؛ حيث تذهب أغلب المعونات إلى هناك.
احتفظ بمؤن الطوارئ في أماكن متعددة
لن تعرف أين ستكون حينما تبدأ الكارثة الطبيعيّة، لذا احرص على أن تستطيع الوصول إلى مؤن الطوارئ في المنزل وفي العمل وفي سيارتك أيضًا.
يمكن لعدة الطوارئ أن تنقذ حياتك وتنهي حالة الحصار المفروضة عليك، والعدّة في المنزل يجب أن تكون جاهزةً في حال أردت المغادرة بسرعةٍ قصوى، فإذا كنت في العمل و حصلت كارثة ما فيمكن أن تعلق هناك لساعاتٍ عديدةٍ، لذا يجب أن تحتوي عدتك على الطعام والماء وعدة الإسعافات الأوليّة وخرائطٍ محليّةٍ وفتّاحات علبٍ يدويةٍ وأقنعةٍ للغبار ومناشفٍ رطبةً وراديو يعمل على البطارية ومصباحٍ يدويٍّ وأدويةٍ موصوفةٍ.
- ترجمة: مازن سفّان.
- تدقيق: رند عصام.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر