تقول دراسة صدرت مؤخراً أنّ أسماك المحيطات لا تستطيع العيش على عمق أكثر من 2800 متر.
لكل صنف من الأسماك مدى معيّن – فمن غير الممكن أن تجد أسماك القرش تسبح على عمق أكثر من 4 كيلومترات- ولكن يبقى من الغامض ألّا تجد أي نوع من الأسماك يسبح على عمق أكثر من 8 كيلومتر.
حدد فريق من الباحثين في مجال علم الأحياء الأسباب بعاملَين لمادة تُدعى أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين (TMAO)، وهي مادة كيميائية تتواجد في خلايا الأسماك حيث تمنع البروتين من الإنهيار تحت تأثير الضغط المرتفع في المياه العميقة.
في حين أن الأسماك تحتاح للمزيد من من هذه المادة لتستطيع الصمود في الأعماق السحيقة، إلا أنّ ارتفاع مستوى أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين يؤدي إلى انتقال كميات أكبر من ماء البحر إلى الخلايا – وهي العملية التي تنظم بها الخلايا محتوياتها من الماء – في الأعماق السحيقة، يؤدي التركيز المرتفع لأكسيد ثلاثي ميثيل الأمين إلى عكس عملية ضغط التناضح مما يؤدي إلى انتفاخ خلايا المخ إلى درجة توقفها عن العمل وهو ما يحدث ظاهرياً بإنفجار خلايا الدم الحمراء.
يقول الباحثون أنهم لا زالوا يبحثون عن عن الطريقة التي تتبعها بعض الأنواع البحرية الأخرى مثل شقائق النعمان و البكتيريا للنجاة من مصير كهذا في الأعماق السحيقة، لكنهم يتوقعون أن لهذه الأنواع الأخرى قدرة على إنتاج مواد كيميائية معززة للبروتينات بشكل أكبر.
لإثبات هذا الإدعاء، قام الخبراء بالبحث على عمق 7000 متر في أعماق خندق “كيرماديك” البحري بالمحيط شمال نيوزيلندا، حيث رصدوا وجود أنواع من الأسماك الحلزونية التي تحتوي على مستويات أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين وضغط تناضحي مشابه لما توقعه الباحثون جراء الدراسات التي أجريت على الأسماك التي تعيش على عمق ضحل.
بإستقراء بسيط وأبعد لهذه النتائج نجد أن على عمق 2800 متر تتحول عملية التناضح إلى تناضح عكسي – وهو العمق نفسه الذي لا تستطيع الأسماك أن تسبح خلاله.