حذرت الجهات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي منصة “إكس” التابعة لإيلون ماسك من أنهم قد يحسبون الغرامات بناءً على الإيرادات من شركات ماسك الأخرى، بما فيها “سبيس إكس”، وفقًا لمقال نشرته بلومبرغ مؤخرًا. كانت إكس قد اتُهمت سابقًا بانتهاك قانون الخدمات الرقمية (DSA)، ما قد يؤدي إلى فرض غرامات تصل إلى 6% من إجمالي الإيرادات السنوية العالمية. ستُفرض الغرامة على مقدمي الخدمة لمنصة إكس، وهو ما قد يشمل شركات ماسك الأخرى.
كتبت بلومبرغ: «يدرس المنظمون ما إذا كان يجب تضمين مبيعات من سبيس إكس، ونيرالينك، وإكس إيه آي وذا بوريغ كومباني، إضافةً إلى الإيرادات التي تولدها الشبكة الاجتماعية، لتحديد الغرامات المحتملة ضد إكس، وفقًا لما ذكرته مصادر على دراية بالموضوع لم تشأ الكشف عن هويتها لأن المعلومات غير علنية». وتقول بلومبرغ إن إيرادات تسلا ستُستثنى من هذه الحسابات لأنها مدرجة في البورصة وليست تحت السيطرة الكاملة لماسك.
وتشير مصادر بلومبرغ إلى أن الهيئة التنظيمية تدرس أساسًا في حال النظر في إيرادات شركاته الأخرى ما إذا كان ينبغي عد ماسك نفسه هو الكيان الذي يجب فرض الغرامة عليه بدلاً من إكس نفسها.
في حال حدوث ذلك، سيؤدي هذا إلى زيادة كبيرة في الغرامات المحتملة، خاصةً في ظل المشاكل التي تواجهها إكس في مجال الإعلانات. وقد عاملت البرازيل بالفعل شركات ماسك على أنها كيان اقتصادي موحد وفرضت غرامة على إكس، إذ صادرت حوالي مليوني دولار من حساب مصرفي تابع لـ ستارلينك لتغطية الغرامات.
تعريف “مقدم الخدمة”
صرح متحدث باسم الاتحاد الأوروبي لموقع Ars بأن مقدم الخدمة لمنصة إكس هو المسؤول عن الامتثال للالتزامات المنصوص عليها في قانون الخدمات الرقمية (DSA). تُحسب الغرامات بناءً على إجمالي الإيرادات السنوية العالمية لمقدم الخدمة. ومن الضروري تحديد مقدم الخدمة النهائي في مرحلة اتخاذ القرار النهائي.
ويشير بيان الاتحاد الأوروبي المقدم لـ Ars إلى مدى المرونة التي يتمتع بها المنظمون في تعريف “مقدم الخدمة”.
وجاء في البيان: «تُوجه الالتزامات بموجب قانون الخدمات الرقمية إلى مقدم الخدمة للمنصة الكبيرة جدًا عبر الإنترنت أو لمحرك البحث الكبير جدًا عبر الإنترنت. وينطبق ذلك بغض النظر عن ما إذا كان الكيان الذي يمارس تأثيرًا حاسمًا على المنصة أو محرك البحث شخصًا طبيعيًا أو اعتباريًا».
في يوليو، أعلنت المفوضية الأوروبية عن نتائجها الأولية التي تفيد بأن منصة إكس انتهكت قانون الخدمات الرقمية لأن التغييرات التي أدخلها ماسك على نظام التحقق في تويتر تضلل المستخدمين.
قالت الهيئة التنظيمية للاتحاد الأوروبي حينها بأن منصة إكس تصمم واجهتها وتديرها لحسابات التحقق بعلامة التحقق الزرقاء بطريقة لا تتوافق مع الممارسات الصناعية وتضلل المستخدمين.
وأضافت بأنه نظرًا لأن أي شخص يمكنه الاشتراك للحصول على حساب موثق، فإن ذلك يؤثر سلبًا على قدرة المستخدمين في اتخاذ قرارات حرة ومستنيرة بشأن مصداقية الحسابات والمحتوى الذي يتفاعلون معه. وهناك أدلة على أن جهات خبيثة تستغل حالة الحساب الموثق لتضليل المستخدمين.
ماسك يتعهد بـ معركة قضائية علنية جدًا:
اتهم الاتحاد الأوروبي أيضًا منصة إكس بانتهاك القواعد التي تتطلب الشفافية في الإعلانات وإتاحة البيانات للباحثين. وتتيح العملية لمنصة إكس فرصة الرد قبل اتخاذ قرار نهائي، وقد تعهد ماسك بمواجهة أي عقوبات عبر معركة علنية جدًا في المحكمة لكي يعرف شعب أوروبا الحقيقة.
عند الإعلان عن النتائج الأولية، انتقد المفوض الأوروبي لشؤون السوق الداخلية تييري بريتون ماسك لتقليله من أهمية علامة التحقق الزرقاء، قائلاً إن هذه الرموز على الحسابات الموثقة كانت تعني مصادر معلومات موثوقة. وقد استقال بريتون لاحقًا.
بعد استقالة بريتون في سبتمبر، ترك صلاحياته المتعلقة بالغرامات إلى مارجريت فيستاجر، المُنافسة ورئيسة القسم الرقمي. وستكون القرارات بشأن العقوبات وكيفية حسابها في نهاية المطاف بيد فيستاجر، وفقًا لما كتبته بلومبرغ. وسيكون للمفوضية الأوروبية القول الفصل.
وذكرت بلومبرغ، نقلاً عن مصادرها المجهولة، أن المفوضية لم تقرر بعد ما إذا كانت ستعاقب منصة إكس، ولا يزال حجم أي غرامة محتملة قيد المناقشة. وأضافت: «يمكن تجنب العقوبات إذا وجدت إكس طرقًا لمعالجة مخاوف الجهات الرقابية».
إكس تقول إن إيرادات سبيس إكس يجب أن تكون خارج الحسابات
مع أن منصة إكس تواجه غرامات محتملة بموجب قانون الخدمات الرقمية، ستتجنب العقوبات بموجب قانون الأسواق الرقمية (DMA) التابع للاتحاد الأوروبي. أعلنت المفوضية الأوروبية أمس أن منصة اكس ليست مؤهلة لِتُؤمن على معلومات زبائنها فيما يتعلق بخدماتها الاجتماعية عبر الإنترنت، نظرًا لأن التحقيق كشف أن إكس ليست بوابة مهمة لمستخدمي الأعمال للوصول إلى المستخدمين النهائيين.
لكن الوثائق المتعلقة بتحقيق قانون الأسواق الرقمية في منصة إكس تثير احتمال التعامل مع الشركات التي يديرها ماسك بصفتها وحدة واحدة تُسمى مجموعة ماسك لأغراض الامتثال.
في رسالة أرسلت إلى ماسك وشركة إكس هولدينغز كروب، في مارس 2024، أوضحت المفوضية وجهات نظرها الأولية حول إمكانية تصنيف السيد إيلون ماسك والشركات التي يسيطر عليها (مجموعة ماسك) ناظمًا للمجموعة، وفقًا لوثيقة موقعة من بريتون.
زعمت منصة اكس أنه من غير المنطقي تضمين شركات ماسك الأخرى في حساب الإيرادات عند فرض العقوبات. وذكرت الوثيقة أن إكس هولدينغز كروب ترى أن القيمة السوقية الإجمالية لمجموعة ماسك لا تعكس بدقة قدرة منصة إكس على تحقيق الأرباح في الاتحاد الأوروبي أو قدرتها المالية. وأوضحت بالخصوص أن إكس وسبيس إكس تقدمان خدمات مختلفة تمامًا لمستخدمين مختلفين تمامًا، لذا لا يوجد تأثير بوابة، وأن الشركات التي يسيطر عليها إيلون ماسك لا تشكل جبهة مالية واحدة، كما يفترض قانون الأسواق الرقمية.
اقرأ أيضًا:
انخفاض قيمة تويتر بنسبة 72% منذ شرائه من قبل إيلون ماسك
تويتر يوثق حسابًا مزيفًا لديزني، ويشير إلى أن بعض الأموات تحققوا من رموز هواتفهم!
ترجمة: حمداش رانية
تدقيق زين حيدر
مراجعة: باسل حميدي