تُعتَبر المجرات قليلة المعادن ذات أهمية خاصة بالنسبة للفلكيين، ذلك انها ممكن ان تعطي رؤى حاسمة حول التطور الكيميائي للنجوم والعمليات الفيزيائية الفلكية التي حدثت مع بداية الكون.
الان، مجموعة من الباحثين بقيادة اليك هيرشور (Alec Hirschauer) من جامعة انديانا اكتشفوا المجرة التي تحتوي اقل كمية من المعادن في كوننا الحالي, وقد تم نشر هذا الاكتشاف في مجلة arXiv في الحادي عشر مِن آذار.
المجرة المكتشفة المُعَرَفة بالرمز ( AGC 198691) عِبارة عن مجرة قزمة زرقاء مضغوطة تقع ضمن حدود 23-52 مليون سنة ضوئية عن الارض وبقطر 1000 سنة ضوئية. اكثر النجوم لمعانًا في المجرة هي الزرقاء مما يعطي اللون الازرق للمجرة عمومًا. نظام الرصد يُظهِر المجرة بشكل مضغوط مع لمعان ازرق من المحتمل ان يكون لنجوم حديثة التكون.
لقد تم اكتشاف المجرة بواسطة نظام بحث عشوائي لما هو خارج المجرة باستخدام ذرات الهيدروجين يسمى (Arecibo Legacy Fast) في محطة بورتو ريكو للرصد. تمت المباشرة بالعمل به في عام 2005 والهدف منه رصد 25,000 مجرة تسمى المجرات المظلمة والتي غالبًا ما تكون مُشكلة من المادة المظلمة والتي لايمكن رصدها بواسطة التلسكوبات البصرية الاعتيادية.
القائد هورشيور وزملائه اعتمدوا نظام مراقبة طيفي لاكتشاف طيف المجرة (AGC 198691)، واستخدموا لهذا الغرض اثنين مِن التلسكوبات في محطة اريزونا للرصد: الاول يسمى تلسكوب ماي اول بطول 4 امتار في مرصد كيت بيك الدولي للارصاد والثاني تلسكوب متعدد المرايا بطول 6 امتار ونصف المتر، ان الصور الطيفية الماخوذة من هذه التلسكوبات سمحت بمعرفة المكونات الكيميائية للمجرة وبالتالي تم الكشف عن كونها مجرة قليلة المعادن.
اوضحت المشاهدات بانها مجرة وافرة بالاوكسجين للغاية لذلك فهي قليلة المعادن، ولقد توقع الباحثون بانها تحتوي على معادن اقل ب 29% من المجرة SBS0335-052W والتي كانت تصنف الاقل من حيث المعادن سابقًا، انه من الجيد معرفة ان كمية الاوكسجين السديمي في هذه المجرة يعادل 3% من الاوكسجين في المجموعه الشمسية.
ان طبيعة المجرة القليلة المعادن والغنية بالغازات هو موضوع نقاش مستمر، حيث ان التفسير الوحيد الذي قدمه فريق الرصد بان المجرة (AGC 198691) قد تعرضت الى عملية نقص الغازات، حيث اكد العلماء بانهم بحاجة الى قياسات دقيقة اكثر من اجل فهم صحيح ودقيق لطبيعة هذه المجرة مثل بعدها الدقيق عن مجرتنا.
واوضح الفلكيون ان معرفة البعد الحقيقي عن مجرتنا سيساهم في فهم دقيق عن طبيعة هذه المجرة من خلال معرفة الظروف المحيطة بها بدقة
فريق الرصد اعلن عن خطته المستقبلية في متابعة هذه المجرة؛ حيث سيستخدمون نظام متابعة طيفي عالي الدقة بواسطة تلسكوب كبير ثنائي النواة في اريزونا لمعرفة مستوى وفرة الهيليوم في المجرة.
واوضح الباحثون بان الصور الطيفية الواصلة لنا من المجرة غير واضحة تماما مما يعطينا نتائج غير دقيقة عن وفرة الهيليوم هناك، متأملين الحصول على معلومات ادق في المستقبل.
إعداد: احمد طلال أحمد
تدقيق: منتظر حيدر