دخل فتًى فتىً -في السابعة عشرة من عمره في كوينزلاند في أستراليا- إلى غرفة الطوارئ عندما عانى صعوبات تنفسية حادة. اتضح فيما بعد أنه أُصيب بما يُسمى «رئة الحوض الساخن»، وهو التهاب ناتج عن استنشاق الميكروبات من البخار، وعادةً تنتقل العدوى من أحواض الاستحمام الساخنة.

كتب الأطباء في تقرير الحادثة إن المراهق لم يلتقط العدوى من حوض ساخن، بل من حوض السباحة الداخلي الرطب لعائلته، وذلك بعد أن بدؤوا باستخدام «بديل غير الكلور» لتعقيم المياه.

اشتكى كل أفراد العائلة الآخرين -والداه وأخاه الأصغر وجدّته- من مشكلات تنفسية أرجَع الأطباء سببها إلى نفس المصدر (علمًا بأن الجدة لا تعيش مع العائلة، لكنها كانت تزورهم باستمرار). عانت الجدة والأخ ذو الأربعة عشر عامًا نوبات من ضيق التنفس، وظهر سعال مستمر لدى كل أفراد العائلة منذ ثلاثة أشهر فقط.

إصابة مراهق برئة الحوض الساخن بسبب حوض السباحة الداخلي في منزله، إليك تفسير ما حصل - التهاب ناتج عن استنشاق الميكروبات من البخار - رئة الحوض الساخن

يقول التقرير إن الفتى خضع لعملية إصلاح مفصل الركبة قبل عشرة أيام من نقله إلى غرفة الطوارئ. وعند عودته إلى المنزل بعد بضعة أيام، أمضى معظم وقته في غرفة الترفيه المجاورة لحوض السباحة الداخلي. ومع أن تاريخه المرضي خالٍ من المشاكل التنفسية، ظهر لديه فجأة ضيق في التنفس، وصاحب ذلك سعال وارتفاع طفيف في الحرارة؛ وتدهورت الحالة الصحية سريعًا.

ينتج مرض رئة الحوض الساخن HTL عن متفطرات متطايرة، وهي جنس من الميكروبات يضم العوامل الممرضة المسببة للجذام (الجرثومة الفطرية الجذامية) والسل (المتفطرة السليّة).

يصاب معظم الناس برئة الحوض الساخن عند استنشاق البخار الحامل للمتفطرات غير السلية مثل المتفطرات الطيرية، وهو ما كتبه فريق آخر من الباحثين في تقرير في صحيفة European Respiratory Review عام 2013.

كشفت الخزعة النسيجية لرئة الشاب وجود صنف من المتفطرات (وهو المتفطرات بين الخلوية). وكذلك احتوت العينات المأخوذة من حوض السباحة على المتفطرات بين الخلوية أيضًا، إضافةً إلى المتفطرات الطيرية والمتفطرات البحرية. وحسب التقرير، لم تحتوِ أي عينة ماء أخرى في المنزل على أيٍّ من أصناف المتفطرات هذه.

ذكر مؤلفو الدراسة: «كشف لنا البحث الدقيق عن استخدام نظام غير معتمد على الكلور لتنقية الماء (بيروكس ومولد الأوزون) بدلًا من المعقمات الكلوريدية».

تؤدي هذه الطريقة البديلة في تعقيم أحواض السباحة إلى اندماج بيروكسيد الهيدروجين مع الأوزون -وهو غاز مؤلف من ثلاث ذرات من الأكسجين لكل جزيء- بهدف زيادة نسبة الأكسجين في الماء.

قال الأطباء: «تولت سلطات الصحة المحلية تنظيف المنزل ومحيطاته وتعقيم حوض السباحة متّبعةً إجراءات التصدي لعينات الماء غير الملائمة للمعايير القانونية».

عند مراجعة العائلة بعد عامين، أظهرت الاختبارات زوال الأعراض التنفسية؛ لكن قدرة الرئتين على معالجة أحادي أكسيد الكربون انخفضت.

قد يدوم الضرر اللاحق لرئة الحوض الساخن في بعض الحالات، ولكن عندما يكون المرضى في حالة صحية جيدة عمومًا، تكون «النتائج مبشرة على المدى البعيد»، وهذا ما جاء به التقرير.

اقرأ أيضًا:

السل الرئوي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ألم الظهر: الأسباب والعلاج

ترجمة: ربا كيال

تدقيق: علي البيش

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر