إشارات غامضة من عنقود مجري، هل تكون المادة المظلمة؟
يعتقد العلماء أن المادة المظلمة تهيمن على الكون ولكنها لا تصدر ولا تعكس الضوء لهذا لا نلاحظها، ولكنهم يعتقدون بوجودها من خلال تأثيراتها الجذبوية على النجوم والمجرات، ولهذا دراسة العناقيد المجرية هو أمر مناسب إذْ تحتوي على أكبر تجمع كوني كبير للمادة معًا بالجاذبية. العناقيد المجرية لا تحتوي فقط على مئات المجرات ولكن أيضا كميات هائلة من الغاز الساخن الذي يملأ الفراغات بينها – بدرجة حرارة أكثر من 10 مليون درجة مئوية، هذا الغاز يُشع أشعة سينية. مع ذلك، قياس التأثير الجذبوي لهذه التجمعات يقول بأنّ المجرات والغازات تمثل فقط خُمس الكتلة الكلية لها، الباقي يُعتقد أنه المادة المظلمة.
إن هذا الغاز الساخن يتكوّن أساسًا من الهيدروجين، ولكن يوجد عناصر أخرى قليلة تساهم في “خطوط” أشعة سينية أخرى عند أطوال موجية معينة.
عن طريق فحص هذه الخطوط المميزة في ملاحظات من المراصد الفلكية من ESA وNASA على 73 عنقود مجري، وجد الفلكيون أنفسهم أمام خط خفيف لم يتمّ ملاحظة أي مما يشبه قبلا. هذه الإشاراتٍ الغامضة قادمة من العنقود المجري رأس الغول – Perseus Cluster. حتى الآن لم يستطع العُلماء معرفة السر الكامن وراء هذه الإشارات.
إحدى نظرياتهم المُثيرة للإهتمام قد تكون هذه الإشارات من نِتاجات “النيوترونات العقيمة وهي إحدى الجسيمات المُقترحة كأساس للمادة المُظلمة.” تقول إسراء بُلبل من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية في كامبريدج، ماساشوستس: “نحن نعلم أن تفسير المادة المُظلمة هو أمر بعيد المنال، لكن ما قد نحصل عليه من تفسيرها سيكون شيئاً ضخماً إن كُنّا محقين”.
العمل جارٍ الآن للعثور على تأكيد لهذا التفسير الذي سيكون إنجازاً كبيراً، خصوصاً أنّ لا أحد قادر حتى الآن على كشف ماهيّة المادة المُظلمة، حتى في الوقت الذي يُقدّر به عُلماء الفلك أن نسبة المادة المُظلمة تُشكّل حوالي 85% من كل المواد الموجودة في الكون.
عُلماء آخرون يَقترحون أنّ أصل هذه الإشارات قد لا يكون صادر من “النيوترونات العقيمة” قد يكون صادراً من جُسيمات أخرى للمادة المُظلمة مثل (AXION) وهو من الجسيمات الأولية التي سبق وتمّ الكشف عنها.