قبل أسبوعين، تعرضت لتمزق الغضروف المفصلي داخل ركبتي اليمنى عندما انتهيت من تمارين الدراجة الثابتة، لم أشعر بألم الإصابة إلا بعد عدة أيام، أطلقت صرخة ألم عند نهوضي من السرير فور أن وضعت قدمي على الأرض.
في عيادة الجراحة العظمية بزل الطبيب سائلًا من الركبة وحقن كورتيزونًا باستخدام أكبر إبرة رأيتها في حياتي. حمدًا لله، نجح الحقن و تعافيت بعد عدة أيام من الراحة واستخدام الثلج لأعود إلى نشاطاتي المنتظمة.
لكنني لم أعد، بدلًا من العودة إلى روتين التمارين اليومي بقيت ثابتةً مثل دراجتي وأثقال الرمال المجمعة عديمة الفائدة. لم أتمشَ في الخارج ولم أفرش سجادة اليوغا.
لم أترك التمارين فحسب، بل امتنعت عن قياس سكر الدم، وتناسيت سنوات الغذاء الصحي وأعددت ست قطع من الكعك برقائق الشوكولاتة، ووضعت جهاز القياس في الخزانة وتجنبت النظر إلى المرآة.
لقد مللتُ إصابتي بداء السكري والعناية الخاصة به. أُصبت فعليًا بإرهاق السكري.
ما إرهاق السكري؟ عندما يتغلب مللك على عنايتك بداء السكري ولسبب ما تستسلم. في حالتي، كانت إصابة ركبتي هي القشة التي قصمت ظهر البعير، لكن الحقيقة أن الكثير من الأمور الأخرى ساهمت في حدوثها.
أشهُر الجائحة الطويلة التي أبقتنا في الداخل معظم الوقت غير قادرين على زيارة الأصدقاء والأقارب، ووفاة قريبتي في بداية ذلك الأسبوع -امرأة لطيفة حنونة، تعاملت مع إصابتها بداء السكري في وقت متأخر من حياتها بالسماح لنفسها بتناول قطعتين من الشوكولاتة فقط يوميًا- وعجز زوجي وعجزي المحبط عن الحصول على لقاح كوفيد-19 في ولايتنا رغم استحقاقنا، ودرجة الحرارة المنخفضة مع المزيد من الثلوج.
توجد الكثير من أسباب إرهاق السكري، يحدث الإرهاق عند بعض الأشخاص عندما يصابون بمضاعفات داء السكري مع أنهم بذلوا ما بوسعهم من أجل العناية بالمرض، أو لا يتغير القياس رغم بذل كل الجهود الممكنة، أو ترتفع قياسات السكر ولا تهبط. وقد يأخذ عدة أشكال، قد ترفض الذهاب إلى طبيبك أو تتوقف عن مراقبة غذائك أو تنسى تجديد دوائك.
يعاني معظمنا الإرهاق في مرحلة ما. وتتشابه الأعراض والعلامات مع اختلاف الأسباب؛ لقد مللت كونك مريضًا ولا يمكنك تحمل ذلك بعد الآن.
إذن ما الحل؟ وضعت لنفسي بعض القواعد:
- لن أجلد ذاتي: أنا أعطي نفسي حق الضيق من مرضي.
- أعرف أنه لن يستمر إلى الأبد: مع أنه أمر مريح، كنت أعلم أن التظاهر بعدم ضرورة العناية بداء السكري لن يدوم إلى الأبد. قررت أن أعد تلك الفترة عطلةً. ولما كنت لا أتمكن من الحصول على إجازة في أثناء الجائحة، فكرت: قد يكون الهرب قليلًا من داء السكري أفضل ما حصل لي.
- توجد حدود: لم أشترِ أكياسًا من حلوى أوريو أو غالونات آيس كريم، لكنني تهاونت قليلًا: حضّرت معكرونة على العشاء ذات ليلة وأضفت كأسًا من النبيذ. تمرّنت عندما شعرت بالرغبة في ذلك لكنني لم أرغم نفسي على بلوغ مدة معينة، إذ أتوقف عندما أشعر أنني بحاجة إلى الراحة.
- لا تفاوض بشأن الأدوية: تابعت تناولي أدويتي «تنجو بعض العادات من الإرهاق»، لكن تجاهلت قياسات سكر الدم «حقًا، لم أرغب معرفتها».
- طلبت دعمًا: تكلمت مع صديقة عمّا مررت به وطلبت منها أن تذكرني بمدى حرصي سابقًا، وكيف احتجت إلى أن أتوقف قليلًا لأستعيد طاقتي.
بنهاية الأسبوع ازداد وزني عدة أرطال، وعندما أعدت قياس سكر الدم لم تكن القراءة الأولى جيدة، لكنها لم تكن مروعة أيضًا. تخلّصت من الكعك واشتريت أطعمة جديدة صحية قليلة الكربوهيدرات، وخرجت قليلًا عن المألوف بتحضير أطباق جديدة صحية، لأستعيد اهتمامي بالطعام الصحي.
لنكن واضحين: الإرهاق مريع وقد يؤذي صحتك. استمرار العناية بداء السكري وثباته هو الأفضل. إذا وجدت نفسك تعاني إرهاق داء السكري تواصل مع طبيبك أو خبير داء السكري، قد يساعدك على العودة إلى المسار الصحيح بتذكيرك بتطورك السابق أو تشكيل مجموعة دعم منتظم. نحتاج إلى كل المساعدة الممكنة في هذه الأوقات العصيبة.
اقرأ أيضًا:
اثنتا عشرة طريقة لتجنب مضاعفات داء السكري
كل ما عليك أن تعرفه عن فقاعات السكري
ترجمة: نغم سمعان
تدقيق: أكرم محيي الدين