نحن جميعًا سوف نموت يومًا ما، ولكن إذا كنت تظن أن الإرهاب سوف يكون السبب فلا بد أنك قد قرأت العديد من التقارير الإخبارية، إذ يبدو أن هنالك فجوة واسعة بين أكثر أسباب الوفاة شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية وأكثر أسباب الوفاة التي نسمع عنها في الأخبار.
هذا الإنفوغرافك الموضح في الأسفل، والذي أعدّه عالم البيانات أرون بيني، هو تصور للبيانات التي جمعها طلاب العلوم الحسابية من جامعة كالفورنيا في سان دييغو.
هؤلاء الطلاب أرادوا معرفة فيما إذا كانت الدراسة التي نُشرت في عام 1979، والتي وجدت انفصالًا بين أسباب الموت المذكورة في الأخبار والأسباب الحقيقية للموت، ما تزال صحيحة.
وجد مؤلفو هذه الدراسة ودراستين تاليتين، أن جرائم القتل تم تغطيتها عبر الإعلام بشكل غير متناسب مقارنة مع النسبة المئوية للوفيات الناجمة عنها بالفعل.
نظر فريق UC San Diego إلى عدة نقاط من البيانات وكان الأساس هو قاعدة بيانات الصحة العامة لمركز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة بين عامي1999-2016 والتي تضمنت إحصائيات أسباب الوفاة.
ونظر الفريق بشكل خاص إلى الأسباب العشرة الأولى للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى الإرهاب والقتل والجرعة الزائدة من المخدرات، وهي أسباب الوفاة المشاهَدة بشكل متكرر في وسائل الإعلام، ثم قاموا بمقارنة قاعدة البيانات هذه مع اتجاهات البحث في Google لمعرفة أسباب الوفيات التي يبحث عنها الناس في Google.
وقارن الفريق أيضًا النتائج بقاعدة بيانات من مقالات صحف النيويورك تايمز والجارديان لمعرفة فيما إذا كانت التقارير الإعلامية تتطابق مع البيانات الإحصائية.
عند إلقاء نظرة على التصور يمكن القول بأن أهم أسباب الوفاة في أمريكا هو الأمراض القلبية الوعائية ويتبعه بشكل قريب السرطان، في حين يتسبب الإرهاب بوفيات قليلة جدًا لدرجة أننا لم نتمكن من رؤية تمثيله على الرسم البياني الذي أعدّه الفريق لمعدل الوفيات النسبية بالاعتماد على معلومات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
وفيما ظهر الإرهاب بشكل بارز في اتجاهات البحث في غوغل، بالكاد حصلت أمراض القلب على نظرة.
في حين نشرت هاتان الوسيلتان الإعلاميتان (نيويورك تايمز والجارديان) أخبارًا عن القتل أكثر من أي سبب آخر للوفاة في عام 1999 ولكن بحلول عام 2016 فقد تجاوزت تقاريرهما عن الإرهاب تغطية جرائم القتل.
ويقول عضو الفريق أوين شين في مدونة «الإرهاب والسرطان وجرائم القتل هي أسباب الوفاة الأكثر ذكرًا في الصحف».
«على الرغم من أن النسبة التي تحتلها السرطانات متناسبة إلى حد كبير، تبدو الحصة المعطاة لكل من جرائم القتل والإرهاب ممثلة تمثيلًا مبالغًا فيه،بالنظر إلى حصة كل منهما في مجموع الوفيات».
كما وجد الباحثون أنّ كلًا من أمراض الكلية وأمراض القلب ممثلة في الأخبار تمثيلًا أقل بعشر مرات مما تستحقه، بينما جرائم القتل ممثلة أكثر مما تستحق ب31 مرة أما الإرهاب فهو ممثل بشكلٍ مفرط في الأخبار بعامل مضخّم للغاية يبلغ 3900 مرة.
من الواضح أن هذه الأرقام ستختلف تبعًا للمكان الذي تعيش فيه من العالم، ولكن ربما من الآمن أن نقول: إذا كنت في أمريكا، فيجب عليك غالبًا أن تتوقف عن القلق بشأن الهجمات الإرهابية وأن تولي المزيد من الاهتمام بمستويات الكولسترول لديك.
- إعداد: أنس حاج حسن.
- تدقيق: رزان حميدة.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر