على الرغم من أن السحب تزن مئات الأطنان، إلا أنها -وحتى الداكنة منها- تطفو عاليًا في السماء.
يوضّح لنا كارل كروسزيلنيكي (Karl Kruszelnicki) في هذا المقال لماذا تقاوم السحب قوة الجاذبية.
لا بدّ أن يكون للسحب وزنًا معينًا نظرًا لأن للمياه وزن أيضًا. إذ تحتوي السحب على قطرات مياه صغيرة للغاية إما سائلة أو متجمدة. ويبلغ قطر قطرة المياه السائلة نحو 0.002 ملليمتر، أي أنها أرفع من سُمك شعرة الإنسان التي يبلغ قطرها نحو 0.050-0.070 ملليمتر.
تبلغ بعض هذه القطيرات من الصغر أن قطرة المطر الواحدة تتشكل من ملايين القطيرات مجتمعة.
تتعدد أنواع السحب وفقًا لكمية المياه التي تحملها؛ كالسحب الرقيقة وسحب السمحاق، وصولًا إلى المزن الركامي. تحمل السحب الركامية نحو 0.50 غرام من المياه في كل متر مكعب.
وقد تمتد سحابة واحدة لعدة كيلومترات ليصل مجموع حمولتها إلى نحو 500 طن من المياه.
فما العوامل التي تساعد على رفع هذه الكميات الكبيرة من المياه إلى الأعلى؟
يحدث هذا بفضل ثلاثة أسباب رئيسة؛ الأولى: تيارات الهواء المتصاعدة بعد سخونة الأرض من أشعة الشمس.
والثانية: الجبهة الهوائية القريبة من الأرض والتي تدفع الهواء المتصاعد إلى الأعلى.
وأخيرًا: الهواء المحمّل ببخار الماء والمتجه نحو الجبال ليرتفع بعدها داعمًا السحب في الأعلى في قابليتها على الطوفان. إذ يمكن للهواء أثناء تحركه بسرعة كبيرة أن يحمل بسهولة طائرة نفاثة تزن نحو 600 طن، لذا فكمية ضخمة من الهواء المتحرك ببطء بإمكانها –بلا شك- حمل سحب يبلغ وزنها نحو 500 طن.
هوامش أخرى
اشتقت تسمية «Cloud» -التي تعني سحبًا في اللغة الإنجليزية- من الكلمة الإنجليزية القديمة التي ترجع للقرن الثالث عشر Clud»» أو Clod»»، والتي تعني كتلة من الصخور أو تلة، لإمكانية تشبيه السحابة الركامية الداكنة بالتلة.
للكواكب الأخرى سحب أيضًا؛ فالسحب على كوكب الزهرة مكونة من ثاني أكسيد الكبريت، بينما تحمل سحب المريخ المياه بحالتها الجليدية.
أما في كوكب المشتري وزحل فالطبقات العليا مكونة من الأمونيوم وكبريتيد الأمونيوم، بينما تحتوي الطبقات السفلى على المياه.
وأخيرًا يعدّ غاز الميثان المكون الأساسي للسحب على كوكب نيبتون وأورانوس وتيتان أحد أقمار زحل.
انطلق «تيروس 1-TIROS 1» أول قمر اصطناعي ناجح لرصد الجو، في الأول من أبريل/نيسان من العام 1960. وعلى الرغم من أنه لم يصمد لأكثر 78 يومًا فقط، إلا أنه أثبت أن الأقمار الاصطناعية يمكن أن تكون مفيدة لغايات رصد الجو.
- ترجمة: آلاء أبو شحوت
- تدقيق: دانه أبو فرحة
- تحرير: أميمة الدريدي
- المصدر