مريضٌ واحدٌ على الطائرة لن ينقل العدوى لبقية المسافرين!
وأخيرًا، بعض الأخبار الجيّدة حول السفر بالطائرة؛ إذا كنت على متن طائرة مع مسافر آخر مريض، فما زال لديك فرصة بألّا تلتقط العدوى.
هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة بحثت في كيفيّة انتشار فيروسات الجهاز التنفسيّ على متن الطائرات.
توصّل الباحثون إلى أنّ الأشخاص الجالسين على نفس صفّ المصاب بالإنفلونزا على سبيل المثال – أو من يجلس أمامه أو خلفه – هم فقط من يملك خطرًا عاليًا لالتقاط المرض، أمّا بقيّة المسافرين فإنّ احتمال التقاطهم للعدوى ضئيل جدًّا، وذلك وفقًا للنتائج التي نُشِرت قبل فترة قصيرة يوم 19 آذار في مجلة أعمال الأكاديميّة العالميّة للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences.
لم تقدّم تقارير الإعلام بالضرورة أيّ معلومات دقيقة حول خطر انتقال العدوى في الطائرات، هذا ما قاله الدكتور آميش آدالجا Dr.Amesh adalja، الناطق الرسميّ باسم جمعية الأمراض المُعدِية في أمريكا وكبير الباحثين في مركر جونز هوبكنز للأمن الصحي، والذي لم يكن مشاركًا بالدراسة الجديدة.
وعلى أيّة حال، فإنّ هذه النتائج الجديدة يجب أن تُطمئِن مسافري الطائرات، إذ أنّ الأشخاص الجالسين بالمحيط المجاور للشخص المريض هم فقط من لديهم احتمال التعرّض لعدوى تنفسيّة ولن يتأثّر بقيّة الركاب، هذا ما قاله آدالجا لموقع لايف ساينس live science.
وقال الباحثون إنّنا قبل هذه الدراسة الجديدة لم نكن نعلم سوى القليل حول خطر الانتقال المباشر للفيروسات الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي على متن الطائرات، مثل الزكام والإنفلونزا. لذلك، ولتقييم خطر العدوى، فقد سافر فريق الدراسة في 10 رحلات مختلفة داخل الولايات المتّحدة خلال موسم الإنفلونزا.
تراوحت الرحلات بالمدّة الزمنية بين3.5 و5 ساعات، وأغلبها كان بكامل القدرة الاستيعابية، وعلى متن الرحلة تتبع الباحثون سلوك و تحرّكات ركاب وطاقم الدرجة الاقتصادية، وكانت الطائرات من النوع الذي يملك ممرًّا وحيدًا.
إنّ تواتر مغادرة المسافرين لمقاعدهم واتّصالهم مع بقية الركاب كانا المسؤولَين عن انتشار العدوى التنفسية.
جمع الباحثون قبل الرحلة وخلالها وبعدها عيّناتٍ من الطائرة وخاصّة من السطوح التي تُلمَس بشكل متكرّر والتي من الممكن أن تكون ملوّثة بالفيروسات، مثل مشابك أحزمة الأمان وطاولات الصحون ومقابض أبواب المراحيض.
وبعد تحليل العينات نُفيَ وجود 18 فيروس شائع من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي.
-الفيروسات على الطائرة:
استخدم الباحثون البيانات على تحرّكات الركاب والطاقم لخلق نمط محاكاة محوسب لخطر انتقال الإنفلونزا من مسافر مصاب يجلس على مقعد بجوار الممرّ في منتصف الطائرة.
إنّ موقع هذا المقعد لديه أكبر احتمالية لنشر العدوى، لأنّ المسافر الجالس عليه سيكون على اتّصال أكبر مع مسافرين آخرين خلال تحركه داخل المقصورة، والأشخاص الجالسون بجوار الممر سيغادرون مقاعدهم بشكل أكثر تواترًا، وذلك وفقًا للنتائج. (أظهرت الدراسة أنّ 80% ممن يجلسون بجوار الممر و62% ممن يجلسون بالمنتصف و43% من يجلسون بجوار النافذة يغادرون مقاعدهم مرة على الأقل خلال الرحلة).
وأظهرت التحاليل أنّ الأشخاص الجالسين على مسافة مقعدين على كلا الجانبين للشخص المصاب، وكذلك الأشخاص الجالسين على نفس الصف أمامه وخلفه، كان لديهم فرصة بنسبة 80% أن يلتقطوا العدوى، في حين أنّ بعض المسافرين كانوا آمنين بنسبة كبيرة ولم تتعدَّ فرصة التقاطهم للعدوى 3%، وفقًا للنموذج.
و قال آدالجا إنّ الدراسة قد استخدمت قياسات دقيقة وأظهرت نمط الاتصال وتحرّكات المسافرين وأعضاء الطاقم على متن الطائرة، والتي بدورها يمكن أن تسهّل أو تعرقل انتقال الفيروسات التنفسية.
و أضاف أيضًا أنّه خلال السفر في موسم الإنفلونزا، فإنّ الطريقة الأفضل والتي تملك احتمالًا كبيرًا بأن يتجنب المسافرون من خلالها العدوى هي أخذ لقاح الانفلونزا.
وتابع مقترحًا، في حال جلست في الطائرة إلى جانب شخص مريض ولم يكن بإمكانك تغيير مقعدك، فهناك عدّة خطوات يمكنك القيام بها لتقليل فرص التقاطك للعدوى.
إذا كان الشخص بجانبك يسعل ويعطس، فالأفضل أن تدير وجهك بعيدًا عنه إن كان بإمكانك.
ولتقليل تعرّضك للجراثيم، تجنّب لمس وجهك وعينيك، وتجنب قدر الإمكان لمس السطوح المشتركة واستخدم معقّم اليدين.
على العموم، كان هناك بعض المعوقات للدراسة الجديدة؛ إذ لم يشمل التقييم الرحلات الأقصر من ثلاث ساعات ونصف أو الأطول من خمس ساعات، وكانت الدراسة فقط على الطائرات ذات الممرّ الوحيد.
بالإضافة لذلك، فقد بنى الباحثون هذا النموذج باستخدام بيانات من عشر رحلات فقط، واعترف الباحثون أن عدوى الجهاز التنفسي يمكن أن تنتقل خلال فترة الانتظار في المطار أو خلال نزول المسافرين من الطائرة.
- ترجمة : عمر اسماعيل
- تدقيق: ماجدة زيدان
- تحرير: زيد أبو الرب