إذا أردت التمتع بذاكرة جيدة فعليك بحمية البحر المتوسط
ربما ستتفاجأ بالأمر، ولكن إذا أردت ذاكرة جيدة فعليك بتناول حمية حوض البحر المتوسط، فهذه الحمية يمكنها أن تقوم بإبطاء عملية تدهور الإدراك لدى الإنسان، فهي تحسّن عقلك وقلبك أيضًا.
فقد أظهرت إحدى الدراسات أنه ومن خلال الالتزام بحمية البحر المتوسط تباطأت معدلات تراجع الإدراك لدى الأشخاص، وخفضت معدل تحول هذا الأمر إلى مرض الزهايمر، وحسنت من الوظائف الإدراكية كذلك.
ويؤكد الباحث روي هاردمان (Roy J. Hardman) من جامعة ملبورن في أستراليا، أن النتيجة الأكثر إثارة كانت الحصول على آثار إيجابية في مختلف بلدان العالم، بغض النظر عن كونها تقع خارج منطقة البحر المتوسط. وكانت التأثيرات الإيجابية على الناحية الإدراكية أعلى عند الالتزام الصارم بحمية البحر المتوسط، وهذا ما ظهر في مختلف الأوراق البحثية.
التركيز والذاكرة واللغة تحسنت جميعها، والذاكرة بشكل رئيسي تحسنت نتيجة الالتزام بحمية البحر المتوسط حيث تحسن كل من: الذاكرة العاملة والوظائف التنفيذية والتراكيب البصرية . حيث أن الالتزام بحمية البحر المتوسط مرتبط بتباطؤ معدل التدهور الإدراكي للإنسان؛ فهي تتيح الفرصة لتغيير بعض عوامل الخطر القابلة للتعديل. فهي تشمل تقليل ردود الفعل التحسسية وزيادة العناصر الغذائية الصغرى، وتحسن من توازن المعادن والفيتامينات، وتغير كذلك من نوعية المادة الدهنية نتيجة تناول زيت الزيتون كمصدر رئيسي للدهون الغذائية، وأيضًا من خلال المحافظة على الوزن والتقليل من السمنة، وتحسين البوليفينولات في الدم وتحسين التمثيل الغذائي، وربما تغيير في الأحياء الدقيقة في الأمعاء؛ على الرغم من عدم إجراء اختبارات كثيرة بهذا الشأن حتى الآن.
ويبدو أيضًا أن فوائد هذه الحمية ليست حكرًا على كبار السن؛ حيث ركزت دراستان على تأثير الحمية على الشبان الصغار والبالغين، وكان هناك تحسنًا ملحوظًا في الوظائف الإدراكية لديهم، ويؤكد الباحثون أن استخدام أنماط غذائية مثل غذاء البحر المتوسط ستكون أساسية للحفاظ على حياة جيدة وتقليل الأعباء الاجتماعية والاقتصادية المحتملة نتيجة تدهور الحالة الإدراكية، مثل الإصابة بالخرف. حيث يوصي هاردمان بعدم تناول اللحوم الحمراء والدجاج والخنزير، وتناول السمك مرتين أسبوعيًا والالتزام بطعام البحر المتوسط.