عندما تحتاج الشركة إلى إنشاء منتج جديد أو تعزيز عرض قائم، يمكن لمدير المنتجات مساعدتهم في فهم وتمثيل احتياجات المستخدمين، ومراقبة السوق، وتطوير تحليل تنافسي، وتحديد رؤية للمنتج. يقوم مديرو المنتجات بأنشطة مختلفة في مجالات مثل الرعاية الصحية والموارد البشرية والتكنولوجيا، ويفيدون المستخدمين بإنشاء أفضل منتج ممكن. توجه هذه الوظيفة التنظيمية كل خطوات دورة حياة المنتج، من التطوير إلى تحديد موقع السوق وتحديد الأسعار.
لمديري المنتجات دور رئيسي في خلق منتجات أفضل، تُحدث ثورةً في السوق أو تحسن الوصول إلى العملاء. مع التنافس المتزايد وزيادة عدد المستهلكين المتعلمين، يزداد الطلب على مديري المنتجات في مختلف المجالات.
ما دور مدير المنتجات؟
بصرف النظر عن المجال، يحتاج مديرو المنتجات إلى القيام بعدة مهام. تشمل هذه الأعمال التطوير الاستراتيجي وإطلاقات السوق وتغييرات السوق لمنتجات الشركة. عند الحديث عن إدارة المنتجات يتبادر مديرو المشروعات إلى الذهن، لكن تجب معرفة الفرق بين إدارة المشاريع وإدارة المنتجات قبل أن تخطو الخطوة التالية في تطوير مهاراتك.
في حين تركز إدارة المشروع على تنفيذ المشروع من البداية إلى النهاية، تتضمن إدارة المنتج الرؤية المستمرة للعلامات التجارية ومنتجات الشركة. يتضمن تعريف إدارة المنتج العديد من المسؤوليات الإستراتيجية والتكتيكية، للإشراف الكامل على المنتجات الجديدة وعروض منتجات الشركة.
تشمل مسؤوليات مدير المنتج:
- العمل على الدراسات: يكتسب مديرو المنتجات خبرة تتعلق باستخدامات منتجات الشركة، والسوق، والمنافسة.
- التخطيط الإستراتيجي: يضع مديرو المنتجات خططًا إستراتيجية عالية المستوى لتنفيذ الأهداف والغايات، لتطوير المنتج وتحديد موقعه في السوق.
- وضع الخطط: ينشئ مدير المنتج خارطة طريق للمنتج، ويقدمها إلى أصحاب المصلحة، ويضمن التواصل بين جميع الفرق ذات الصلة.
- التطور المستمر: يتابع مديرو المنتجات تنفيذ الخطة الإستراتيجية، والتواصل بين الفرق المعنية للتنفيذ.
- العمل على التعليقات المختلفة: يطلب مدير المنتج التعليقات والمشاركة في تحليل البيانات، لتحديد أفضل مسار لمضي المنتج قدمًا في السوق.
مؤهلات مدير المنتجات:
يأتي مديرو المنتجات من مختلف الخلفيات ويجلبون مجموعة متنوعة من المهارات الفريدة إلى عملهم. في كثير من الحالات، يوفر مديرو المنتجات رؤية إستراتيجية لمنتجات الشركة وتسويقها، ويؤدون دورًا في صناعة التكنولوجيا لا يعتمد بالضرورة على البرمجة والتطوير النشط. تختلف المهارات المطلوبة لإدارة المنتجات من وظيفة إلى أخرى، لكن نذكر فيما يلي بعض المهارات الأكثر طلبًا في إدارة المنتجات.
التعاطف:
التعاطف مهارة رئيسية تمكّن مديري المنتجات من تلبية احتياجات المستخدمين النهائيين. مدير المنتج لا يثبت في مكان، بل يستكشف المنتجات ويجرب المجالات الأخرى، ويفكر في ما يمكن أن يعجب المستخدمين في تلك المنتجات، والتحسينات المحتملة التي قد يرغبون بها. هذه الرؤى مهمة جدًا لنجاح مدير المنتجات.
حل المشكلات:
حل المشكلات مهارة أساسية في مجال إدارة المنتجات. سواء كنت تفكر في كيفية إطلاق منتج بأفضل طريقة ممكنة، أو التفوق على المنافسة، أو تلبية احتياج غير ملبى في حياة المستخدمين، فإن حل المشكلات هو جزء أساسي من نجاح مدير المنتجات.
القيادة:
يجب على مديري المنتجات تطوير رؤية استراتيجية لمستقبل منتجاتهم أو علامتهم التجارية، وفي الوقت ذاته يبثون الطمأنينة في فريق العمل بالتواصل الواضح والتفويض الصحيح. المهارات القيادية ضرورية لخلق التماسك ومساعدة الفريق على تحقيق أهدافه.
التنظيم:
من التواصل إلى التسويق، يعد التنظيم جزءًا أساسيًا من إدارة المنتجات. يجب أن يكون مدير المنتج على دراية بجميع جوانب المنتج والعلامة التجارية والرؤية العامة. تساعد العديد من الأدوات مديري المنتجات على تحقيق مستوى عال من التنظيم.
المؤهل التعليمي لمدير المنتجات:
إدارة المنتجات مجال جديد نسبيًا، لذلك قد يكون لدى مديري المنتجات الحاليين أو الطامحين شهادة متوافقة مع الصناعة التي يرغبون في العمل بها، أو خبرة عمل ذات صلة، ومن ثم الانتقال إلى مجال إدارة المنتجات. مع ذلك، قد تمنح الدورة التدريبية المكثفة والأوراق الاعتمادية الجيدة للمرشحين ميزة تساعدهم، خاصةً للوظائف التي تتطلب مهارات لإدارة المنتجات تعكس التدريب والخبرات.
دور إدارة المنتجات حسب الصناعة:
يعتمد دور مدير المنتجات على المجال الذي يعمل به. تتنوع منتجات بعض الصناعات، حيث يشتري العملاء المنتجات في محال البيع بالتجزئة، مثل المواد الغذائية والأدوات المنزلية والأجهزة المنزلية. أما في مجال التكنولوجيا فيركز مديرو المنتجات على أحدث منتجات البرمجيات.
بفهم أنواع فرص إدارة المنتجات المختلفة، ستتمكن من تحديد الخيارات التي تناسبك لمستقبل وظيفي أفضل. فيما يلي، نشرح مسؤوليات إدارة المنتجات في مختلف المجالات.
إدارة المنتج في مجال التكنولوجيا:
لمديري المنتجات في مجال التكنولوجيا دور ريادي في تحديد رؤية وإستراتيجية منتجاتهم، ويقودون فريقًا متنوعًا من الخبراء لإطلاق المنتجات في السوق. ويطورون خارطة طريق للمنتج، تشمل المتطلبات والميزات النهائية للمنتج ومؤشرات نجاح السوق، ويعملون مباشرةً مع المهندسين ومطوري البرامج لإنشاء المنتج النهائي الذي يحقق تلك المواصفات.
في مجال التكنولوجيا، يكون مديرو المنتجات عادةً خبراء في مجال التطوير والبرمجة، وإن لم يكن ذلك هو مجال عملهم اليومي. توفر المعرفة في البرمجة لمديري المنتجات الفهم الشامل للإمكانيات والجداول الزمنية والعمل التشاركي. مع ذلك، يمكن لغير المبرمجين أيضًا أن يجلبوا نوعًا مختلفًا من الخبرات المتخصصة إلى ذلك المجال، خاصةً فيما يتعلق بتسويق المنتجات.
من المهم التركيز على المنتج من وجهة نظر المستخدم، وليس من زاوية فنية بحتة، يركز مديرو المنتجات على احتياجات المستخدمين وسهولة استخدام المنتج. إذ يدمجون الاحتياجات التجارية والمصطلحات التقنية والخبرة بتجربة المستخدم للحصول على منتج متوازن. يتلقى مديرو المنتجات ملاحظات مستمرة لتحسين البرامج، ويشكلون جزءًا مهمًا من عمليات التطوير السريعة والتعاونية أو غيرها، ما يساعد على ضمان دمج ملاحظات المستخدم في التطوير المستمر والإصدارات المستقبلية.
إدارة المنتج في مجال التسويق:
غالبًا، تُعد إدارة المنتجات في الصناعات التقليدية وظيفةً تسويقية بالدرجة الأولى، ويظل التسويق محل الاهتمام الرئيسي للعديد من مديري المنتجات. يتولى مديرو تسويق المنتجات مسؤولية تطوير استراتيجيات تعزز أهداف المنتجات المطورة بفعالية.
في مجال التسويق، تتضمن إدارة المنتجات عادةً إنشاء رؤية استراتيجية للمنتجات الجديدة والحالية، إضافةً إلى فهم دورة حياة المنتج. يمكن تحديث المنتجات المفضلة منذ فترة طويلة وإطلاق منتجات جديدة، بواسطة إدارة تسويق المنتجات الماهرة التي تجمع بين التسويق والمبيعات والهندسة والإنتاج، لفهم مواصفات المنتج وتمييزه عن المنافسين. يوجه مدير تسويق المنتجات السرد والرؤية لبيع منتج الشركة، ويقدم خطة عامة للمبيعات والإعلان والتسويق.
إدارة المنتج في مجال البرمجيات:
تركز إدارة المنتجات في مجال البرمجيات على بناء وتنفيذ وتطوير المنتجات الرقمية والبرمجيات والخدمات عبر الإنترنت. وتركز على كيف يمكن لتطوير البرمجيات تلبية احتياجات الأعمال، وفي الوقت ذاته تحقيق التوازن مع احتياجات المستخدمين. بواسطة الوعي المستمر بتغيرات احتياجات السوق والاستجابات والتفوق على المنافسين وقياس ملاحظات العملاء، يساعد مديرو المنتجات في مجال البرمجيات على ضمان تحسين المنتج باستمرار.
يعمل مديرو المنتجات في البرمجيات على منتج أو مبادرة معينة من بدايتها إلى أي مرحلة محتملة لإتمام الدعم، بالتعاون مع فرق الهندسة والتطوير والمبيعات والتسويق والمالية لإنشاء منتج ناجح. وعادةً ما يكون مديرو المنتجات في البرمجيات جزءًا من فرق التطوير السريع، إذ يجلبون منظور المستخدم والرؤية الإستراتيجية للخطوات التالية في التطوير.
إدارة المنتج في مجال البيانات:
يوفر مدير المنتجات في مجال البيانات الإشراف والنهج الإستراتيجي لاستخدام البيانات في المؤسسة. ورغم التشابه مع مدير المنتجات العام، يتعامل مديرو منتجات البيانات مع البيانات بوصفها منتجًا، إذ ينظرون إلى كيفية استخدام البيانات –مثل بيانات العملاء والمعلومات الشخصية المميزة- في الشركة، وإنشاء خطة إستراتيجية لكيفية استخدام هذه البيانات وحمايتها وتوسيعها بأفضل طريقة.
بوصفهم خبراء في البيانات، غالبًا ما يكون لدى مديري المنتجات خلفيات في العلوم البيانية والإدارة، ويجمعون فرقًا من المهندسين والمديرين التنفيذيين ومحللي البيانات مع منظور العميل لإنشاء نهج عام لإدارة البيانات. من دون مدير منتجات البيانات، يصبح نهج الشركة مبهمًا لمعالجة البيانات، مع اتخاذ قرارات من قبل فرق مختلفة. يطور مدير المنتجات رؤية تتناسب مع النهج العام للشركة، ويحدد المقاييس لنجاح نهج الشركة، متضمنةً تقييم الاستجابات في السوق وتحسين مستوى الوعي بالبيانات.
إدارة المنتج في مجال الذكاء الاصطناعي:
يركز مدير المنتجات في مجال الذكاء الاصطناعي على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل تعلم الآلة والتعلم العميق، لتحسين المنتجات وتعزيز التركيز على المستخدم وتطوير المنتج. غالبًا ما يكون لدى مديري منتجات الذكاء الاصطناعي خلفية في الإحصاء أو علوم البيانات، التي يجلبونها لتعزيز مهارات إدارة المنتجات والفهم الكامل لإمكانيات تقنيات الذكاء الاصطناعي.
في كثير من الحالات، يعمل مدير منتجات الذكاء الاصطناعي على منتجات مثل مبادرات تعلم الآلة للترجمة ومعالجة الصور، والتوصيات للتسوق عبر الإنترنت، ووسائل النقل المؤتمتة، وتقنيات الأمان، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة الأخرى.
ينظر مديرو المنتجات في الذكاء الاصطناعي إلى كيف يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على تطوير نموذج أعمال جديد وتقدم تطبيقات تعلم الآلة. بتحديد كيفية استخدام البيانات الرئيسية بفعالية، لتصميم منتج مبتكر وصديق للعميل يلبي احتياجات المستخدم، يمكن لمدير منتجات الذكاء الاصطناعي مساعدة شركته على تحديد مساحة جديدة في مجال متنام.
إدارة المنتج في مجال الرعاية الصحية:
قد يبدو مجالا الرعاية الصحية وإدارة المنتجات متباعدين كل البعد، ولكن تعتمد الرعاية الصحية على مجموعة من المنتجات والخدمات، تتضمن التقنيات والأجهزة والأدوية والسياسات التأمينية، وأنواع الرعاية التي يقدمها مستشفى أو مركز طبي معين. قد يجد العديد من الأشخاص الذين لديهم خلفية في الرعاية الصحية، مثل الممرضين والأطباء والإداريين، نهجًا إستراتيجيًا جديدًا لصناعتهم بوصفهم مديري منتجات الرعاية الصحية.
يضطلع مدير المنتجات في مجال الرعاية الصحية بمسؤولية تحديد احتياجات ورغبات المرضى، بواسطة مجموعات التركيز والاستبيانات وغيرها من أشكال البحث السوقي، ومن ثم يستخدم هذه المعرفة لتشكيل المنتجات التي تقدمها الشركة، لضمان تلبية احتياجات المرضى والمستخدمين. وقد يقترح نهجًا جديدًا أفضل لخدمة المستخدمين وينسق جهود الفرق، متضمنةً العلماء والمهنيين الطبيين والتنفيذيين. تتطلب إدارة المنتجات في الرعاية الصحية نهجًا حساسًا للبيانات والمتطلبات القانونية، إذ إنها صناعة تخضع لتنظيمات كثيرة وقواعد رئيسية لحماية خصوصية المرضى.
إدارة المنتج في مجال تعلم الآلة:
تعلم الآلة جزء أساسي من تقنية الذكاء الاصطناعي التي تعيد تشكيل تطوير البرامج. يعمل مدير منتجات تعلم الآلة مع علماء البيانات والمهندسين على تطوير رؤية لكيفية دمج تعلم الآلة في منتجات الشركة وإستراتيجيتها المستقبلية. تتطلب العديد من شركات التكنولوجيا النظر إلى الآفاق القادمة لتعلم الآلة، ويتحلى مدير المنتجات برؤية عامة حتى يساعد هذا التكامل على تلبية احتياجات المستخدمين. قد تساعد خلفية في علوم البيانات والبرمجة والذكاء الاصطناعي على النجاح في هذا المجال، إذ تساعد على طرح الأسئلة اللازمة للوصول إلى الإجابات الإستراتيجية المفيدة للشركة وللعملاء.
نظرًا إلى أن تعلم الآلة ما زال مجالًا وليدًا، يجب على مديري المنتجات في هذا المجال أن يكونوا على استعداد لتغيير خططهم، واستكشاف خيارات جديدة عند وضع خطط للمبادرات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ما إدارة المشاريع المرنة؟
اكتسبت المنهجية الخاصة بإدارة المشاريع المرنة شعبية في تطوير البرامج، وتستخدم إدارة المنتجات الخاصة بالمشاريع المرنة النهج السلس الذي يعتمد على تقبل التغيير، الذي يُستخدم الآن على نطاق واسع في مختلف الصناعات. تركز منهجيات إدارة المشاريع المرنة على التحسين المستمر والإنتاجية القصوى، باستخدام عدة دورات من التطوير للتغيير المستمر، وتقدم فرصًا لمديري المنتجات. تعطي المنهجية المرنة الأولوية للأفراد على العمليات، والبرمجيات على الوثائق، والتعاون مع العملاء على العقود، والاستجابة للتغيير على تنفيذ خطة محددة.
قد لا يركز مديري المنتجات بعد الآن على قوائم الاحتياجات الطويلة. ومع ذلك، قد يستفيد مدير المشاريع المرنة كثيرًا من التركيز على احتياجات المستخدم الفردي، وتطوير القصص، ودمج التعليقات في عملية التطوير التكراري. بدلًا من بناء منتج نهائي ومن ثم إطلاقه في السوق، يركز مدير المنتجات الذي يتبع منهجية المشاريع المرنة على رؤية استراتيجية تشمل التطوير المستمر والتحسين. هذا مناسب خاصةً للاشتراكات والتقنيات الأخرى المستندة إلى السحابة الإلكترونية.
إدارة المنتجات في تجربة المستخدم:
قد يغطي مصممو تجربة المستخدم ومديرو المنتجات نفس المجال، مع أن كل منهما يمثل المستخدم في المحادثة التطويرية، فإن أهدافهم المختلفة ومهاراتهم تخلق توازنًا بين الدورين. يبحث المتخصصون في تجربة المستخدم عن مصلحة العميل النهائي، ويركزون على البحث والاختبارات الخاصة باستخدام منتجهم، ويؤكدون أن التصميم المركز على المستخدم يساهم في بناء أفضل بيئة للمستخدمين.
بالمقابل، يعمل مديرو المنتجات مع مصممي تجربة المستخدم على فهم احتياجات العملاء وتلبيتها، باستخدام خطة المنتج العامة وخارطة الطريق. ويتعاونون مع أعضاء الفريق الآخرين مثل التنفيذيين والمحاسبين والمهندسين، لتطوير رؤية استراتيجية كاملة، لتطوير المنتج وتنفيذه وإطلاقه وتسويقه. مثل إدارة المنتجات، تُعد تجربة المستخدم مجال نمو رئيسيًا في صناعة التكنولوجيا.
اقرأ أيضًا:
كيف تغير أفضل المنتجات توقعاتنا وحالتنا البيولوجية؟
ترجمة: عمرو سيف
تدقيق: رغد أبو الراغب