في حين أن الصحافة الصفراء كانت موجودةً منذ فترةٍ أطول من المصطلح نفسه لصياغة ذلك الوصف، فإن الأحداث الأخيرة مثل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 قد خلقت حماسًا جديدًا لفهم -والأهم من ذلك، تمييز- الأخبار المزيفة من الأخبار الحقيقية.
في النهاية، نحن نعيش في عصرٍ يحصل فيه أكثر من 62% من البالغين في الولايات المتحدة على معلوماتهم من مواقع التواصل الاجتماعيّ، مع تأخر الأخبار الراديوية والمطبوعة بشكلٍ كبير.
برنامج «الأشياء التي لا يريدونكم أن تعرفوها» يستضيف بين بولين ومات فريدريك ونويل براون لكشف الحقائق في برنامجهم التلفزيونيّ.
تكمن المشكلة في الأخبار المزيفة في أن المستخدمين أصبحوا فظيعين جدًا في الاعتراف بزيفها.
إن العديد من المواقع الإخبارية المزيفة لديها ما يكفي من الذكاء لتزوير عناوين URL التي تمثّل مواقع إخبارية موثوقة (على سبيل المثال موقع washingtonpost.com.co)، أو الحرص على أن يكون شكلها مشابهًا بما يكفي لموقعٍ إخباريّ حقيقي، والذي غالبًا ما نغفل أن ننظر إليه عن كثب.
علاوةً على ذلك -كما شرح بن ومات- تستغل هذه المواقع، غريزة العصبية المعرفية الموجودة لدى الإنسان، بالإضافة إلى ظاهرة الانحياز التأكيدي -أو بشكلٍ أساسي- رغبتنا في أن نكون على حق.
الانحياز التأكيدي: تذكُّر المعلومات بطريقةٍ تتوافق مع معتقدات وافتراضات الفرد، بينما لا يولي انتباهًا مماثلًا للمعلومات المناقضة لها.
عندما نقرأ أو نسمع الحقائق المزيفة التي تتفق مع ما نؤمن به بالفعل، فإننا أسرع بكثيرٍ في قبولها على أنها حقيقة.
لكن الأكثر من ذلك، أننا أقل احتمالًا بكثير لأن يتم إقناعنا بأن هذه الحقائق زائفة، على الرغم من تقديم الأدلة الكافية، بدلاً من ذلك، فإننا نؤكد معتقداتنا، لذا حتى لو ثبت أن إحدى المقالات غير صحيحة، فإن الضرر قد تم بالفعل!
هناك عددٌ غير قليلٍ من الأنواع المختلفة من الأخبار المزورة، هناك أخبارٌ كاذبةٌ تمامًا، وهي الأسهل لتسليط الضوء عليها، وعادةً ما تكون متبوعةً بعناوين مثل (روزي جونيل تلد حذاء).
لكن هناك في نفس الوقت أخبارٌ مضللةٌ أيضًا، الأخبار التي قد تبدو حقيقيةً لكنها ليست كذلك فعلًا.
غالبًا ما تكون الأخبار المضللة بسيطةً مثل اقتباسٍ أو صورةٍ خارج السياق مُظلَّلة، كدليلٍ لدعم قصةٍ غير دقيقةٍ إلى حدٍّ كبير.
ثم هناك أخبار مناصرة للغاية تحرّف أو تغفل الحقائق لصالح دعم أجندة معينة، يمكن أن تكون هكذا أخبارٌ سهلةً إلى حد ما أيضًا، ولكن الأصعب من هذا هو تغافل ظاهرة الانحياز التأكيدي لدينا.
مشكلة أخرى مع الأخبار المزيفة هي أن إنتاجها مربحٌ بشكلٍ لا يصدق، تتبع أحدُ تقارير NPR موقعًا إخباريًا كاذبًا مباشرةً حتى عتبة باب مُنشئه، وتبين أنه حقق ما يتراوح بين 10000 و30000 دولار في الشهر.
هذا حافزٌ جميل، وبفضل ذلك، من غير المرجح أن تزول الأخبار المزيفة في أي وقتٍ قريبًا.
لقد قطعت مواقع الويب مثل Google و Facebook خطواتٍ جديةً للحد من كمية الأخبار المزيفة التي نراها على مواقعهم، ولكن هناك الكثير الذي يمكنك فعله لحماية نفسك من الاعتقاد ومشاركة معلوماتٍ خاطئة.
إذا كنت تشعر بنفسك أنك توافق على شيء ببساطةٍ شديدة، فقد يكون من الجيد إلقاء نظرة فاحصة مرة أخرى.
- ترجمة: ليث أديب صليوة
- تدقيق: تسنيم المنجّد
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر