لا يتضح الفرق دائمًا بين التاريخ والأسطورة عند تعاملنا مع التاريخ القديم، فالحقائق المتعلقة بالعديد من الأشخاص الذين عاشوا منذ اختراع الكتابة حتى سقوط روما سنة 476م شحيحة، خصوصًا في المناطق الواقعة إلى الشرق من اليونان.
أوفيد
شهد التاريخ القديم ولادة الشاعر الروماني خصب الإنتاج أوفيد عام 43 ق.م، هذا الشاعر الذي أثرت كتاباته في تشوسر وشكسبير ودانتي وميلتون، الذين عرفوا أن فهم المدونات الإغريقية-الرومانية يتطلب معرفة كتاب «التحولات» الذي سطره قلم أوفيد المتوفى سنة 17 م.
بارمينيدس
عاش هذا الفيلسوف الإغريقي من التاريخ القديم قبل 510 ق.م، ويرجع أصله إلى مدينة إيليا بإيطاليا. جادل ضد وجود الفراغ، وهي نظرية استخدمها الفلاسفة اللاحقون بقولهم «الطبيعة تكره الفراغ»، فحفزت التجارب لإسقاطها، كذلك رأى بارمينيدس أن التغير والحركة وَهْم لا حقيقة.
بولس
وضع بولس -أو شاؤول- الطرسوسي -نسبةً إلى طرسوس بمنطقة قيليقية- الذي توفي سنة 67 م، معايير الديانة المسيحية كالرهبانية ونظرية النعمة الإلهية والخلاص إضافةً إلى إسقاط فريضة الختان، وهو الذي أطلق تسمية «الإنجيل» -أي البشارة- على دعوة العهد الجديد.
بيركليس
هو أحد شخصيات التاريخ القديم المهمة في بلاد الإغريق. وصل بيركليس (نحو 495-429 ق.م) بمدينة أثينا إلى القمة، محولًا الاتحاد الديلي إلى إمبراطورية أثينا، فأُطلق على العصر الذي عاش فيه اسم «عصر بيركليس». ساعد الفقراء وأقام المستوطنات وبنى الأسوار العالية من أثينا حتى بيرايوس وطور القوات البحرية الأثينية وبنى البانثيون والأوديون ومعبد ألفسينا.
يرتبط اسم بيركليس بالحرب البيلوبونيسية، خلال هذه الحرب أمر شعب أتيكا بترك حقولهم واللجوء إلى المدينة لتحميهم أسوارها، ولم يتوقع -للأسف- تأثير التجمهر والزحام في انتشار المرض، فمات -إلى جانب كثيرين- بالوباء بعد بداية الحرب بقليل.
بندار
يُعد بندار، أحد شعراء التاريخ القديم، أعظم شاعر غنائي إغريقي، تضمن شعره معلومات عن أساطير الإغريق والألعاب الأولمبية والألعاب الوطنية الهيلينية. ولد بندار نحو 522 ق.م في كينوسكيفالاي قرب طيبة.
أفلاطون
يُعد أفلاطون (428\427-347 ق.م) أحد أشهر فلاسفة التاريخ القديم والتاريخ الحديث معًا، ويُنسب إليه ما يُسمى الحب الأفلاطوني. عرفنا الفيلسوف الشهير سقراط عبر حوارات أفلاطون، الذي يُعرف بوصفه أبا الفلسفة المثالية.
كانت أفكاره نخبوية يرى فيها أن أصلح الملوك للحكم هو الملك الفيلسوف، وربما أكثر ما يعرفه الطلاب عن أفلاطون نظرية أو تشبيه الكهف -كهف أفلاطون- من كتابه «الجمهورية».
بلوتارخ
استعمل بلوتارخ أو فلوطرخس (نحو 45-125 م) -وهو كاتب سيرة إغريقي من التاريخ القديم- مخطوطات لم تعد متوفرة لنا لكتابة سيره. عملاه الرئيسيان هما «السير المقارنة» و«الأخلاق»، في العمل الأول يقارن بين شخصيات يونانية ورومانية، مركزًا على كيفية تأثير شخصية الرجل الشهير في حياته، يبلغ عدد المقارنات 19، وكثير منها يتعلق بشخصيات نعدها أسطورية، وقد فقدت بعض المقارنات سيرة إحدى شخصيتيها.
اهتم الرومان بنسخ «السير المقارنة» وأصبحت قراءة بلوتارخ شعبية منذ ذاك التاريخ القديم، حتى أن شكسبير -مثلًا- استعمل ما كتبه بلوتارخ في تأليف مسرحيته التراجيدية أنطونيو وكليوباترا.
رمسيس الثاني
ملك مصري من الأسرة التاسعة عشرة في عهد المملكة الحديثة، اسمه الأصلي «يوزر معات رع سيتي بن رع» (1304-1237 ق.م) عُرف باسم رمسيس العظيم، وعرفه الإغريق باسم أوزايمنديس. حكم هذا الملك من التاريخ القديم نحو 66 سنة وفق مانيتو، ويُعرف بتوقيعه أول معاهدة سلام بين دولتين كبيرتين هما مصر والدولة الحيثية، وكان محاربًا كبيرًا أيضًا اشتهر بقتاله في معركة قادش.
كان لرمسيس 100 طفل من زوجات عديدات منهن نفرتاري، وهو الذي أعاد ديانة مصر القديمة إلى ما كانت عليه قبل أخناتون وحقبة العمارنة. شيد نصبًا ومعالم كثيرة تكريمًا لنفسه، منها مجمع أبو سمبل والرامسيوم (معبد جنائزي)، ودُفن في وادي الملوك، ومومياؤه اليوم في القاهرة.
صافو
لا نعرف متى عاشت صافو لكنها وُلدت -على الأرجح- نحو 610 ق.م في جزيرة لسبوس وماتت نحو 570 ق.م. كتبت صافو متلاعبةً بالأوزان الشعرية المعروفة في ذاك التاريخ القديم شعرًا غنائيًا مؤثرًا وقصائد وجهتها للإلهات -خصوصًا أفروديت، التي لم تصل إلينا كاملةً- وشعرًا غزليًا -منها قصائد الزواج الموجهة إلى العروس- واستعملت في كل ذلك كلمات فخمة ودارجة. وسُمي بحر شعري باسمها.
سرجون العظيم
حكم سرجون العظيم -سرجون الكيشي\الأكدي- بلاد سومر نحو 2334-2279 ق.م، أو بعد ذلك بربع قرن، وتصوره الأساطير أحيانًا حاكم العالم بأسره، لكن في الواقع كانت إمبراطورية سرجون وسلالته تحكم العراق القديم، وتمتد من البحر المتوسط حتى الخليج العربي.
أدرك هذا الملك الذي يذكره التاريخ القديم، أن الدعم الديني مهم لدولته فنصّب ابنته إنخيدوانا كاهنة لإله القمر «نانا»، وهي أول مؤلِّف معروف بالاسم في العالم.
سكيبيو الأفريقي
بابليوس كورنيليوس شيبيون (سكيبيو) الإفريقي هو المنتصر الروماني الكبير في الحرب البونية الثانية ضد هانيبال، إذ هزم الأخير في زاما سنة 202 ق.م.
ولد سكيبيو لعائلة رومانية عريقة هي عائلة كورنيلي، وكان والد كورنيليا الشهيرة، أم المصلح الاجتماعي غراتشي.
نشب الخلاف بين سكيبيو وكاتو الأكبر فاتُهم بالفساد، وأصبح -لاحقًا- شخصية من شخصيات «حلم سكيبيو» الخيالي. في هذا الجزء الذي وصل إلينا من «الجمهورية» لشيشرون، يخبر القائد العسكري الميت الذي شارك في الحرب البونية -أي سكيبيو- حفيده بالتبني بابليوس كورنيليوس سكيبيو إميليانوس (185-129 ق.م) عن مستقبل روما والأبراج الفلكية، وقد تسللت سيرة سكيبيو إلى أساطير العصور الوسطى المتعلقة بالتنجيم.
سينيكا
هو كاتب لاتيني من التاريخ القديم توفي سنة 65 م، كان مهمًا في نهضة العصور الوسطى وما بعدها، وما زالت فلسفته وموضوعاته محل إعجاب إلى الآن، إذ يعُد -تماشيًا مع الفلسفة الرواقية- الفضيلة والمنطق أساس الحياة الجيدة التي يجب أن يقضيها المرء ببساطة وتعايش مع الطبيعة. عمل سينيكا مستشارًا للإمبراطور نيرون، لكنه اضطُر في النهاية إلى الانتحار.
بوذا
كان سيدهارتا غوتاما -بوذا- معلمًا روحيًا يدعو إلى الاستناره، تبعه المئات في الهند فنشأت العقيدة البوذية. نُقلت تعاليم بوذا شفهيًا لقرون قبل أن تُدون في لفائف من جريد النخل. لا نعلم عام ولادة بوذا بالضبط، لكنه أحد أهم الشخصيات في التاريخ القديم، ربما وُلد نحو 538 ق.م للملكة مايا والملك سودهودانا الذي حكم شاكيا في النيبال القديمة. انتشرت البوذية إلى الصين بحلول القرن الثالث ق.م.
سقراط
معاصر أثيني لبيريكليس (نحو 470-399 ق.م) وشخصية أساسية في الفلسفة الإغريقية وفي التاريخ القديم. يُعرف بمنهجه -المنهج السقراطي- وبسخريته وحبه للمعرفة، مثلما يُعرف بقوله إنه لا يعلم شيئًا وأن الحياة بلا تجارب لا تستحق العيش، كانت آراؤه مثيرة للجدل وحُكم عليه بالإعدام بشرب كأس من الشوكران، ومن طلبته المهمين الفيلسوف أفلاطون.
صولون
برز نحو 600 ق.م لمواعظه الوطنية إبان حرب الأثينيين مع ميغارا لحيازة سلاميس، وانتُخب حاكمًا (أرخونًا) سنة 594\593 ق.م فواجه المهمة المهولة المتمثلة بتحسين ظروف الزُراع الغارقين في الديون والعمال الغارمين والطبقات الوسطى المحرومة من التمثيل في الحكومة، فكان عليه مساعدة الفقراء دون أن يُبعد الأرستقراطيين وملّاكي الأراضي ذوي الثروات المتنامية. أطلقت عليه الأجيال اللاحقة لقب «صولون مانح القانون» بسبب إصلاحاته والتشريعات التي وضعها.
سبارتاكوس
وُلد سبارتاكوس (نحو 109-71 ق.م) بتراقيا ودُرِّب في مدرسة المجالدين وقاد ثورة عمادها العبيد كان مصيرها الفشل الذريع.
بسبب مهارة سبارتاكوس العسكرية، تجنبت قواته الهزيمة أمام جيش روما بقيادة كلوديوس ثم موميوس، لكن نال منه كراسوس وبومبي فهُزم جيشه المكون من المجالدين الساخطين والعبيد، وصُلبت جثامينهم على امتداد طريق أبيا.
سوفوكليس
سوفوكليس (نحو 496-406 ق.م) هو ثاني الشعراء التراجيديين العظماء عند الإغريق، وقد كتب أكثر من 100 مسرحية تراجيدية وصلتنا أجزاء من أكثر من 80 منها، لكن لم تصلنا مسرحية كاملة منه إلا سبع هي: أوديب الملك وأوديب في كولونس وأنتيغون وإلكترا ونساء تراخيس وأجاكس وفيلوكتيتس.
من مساهمات سوفوكليس في مجال المسرح التراجيدي تقديم الممثل الثالث، واستعمل فرويد شخصية أوديب التي قدمها سوفوكليس للتعبير عما سُمي عقدة أوديب الشهيرة.
كورنيليوس تاسيتوس
يُعد تاسيتوس (نحو 56-120 ق.م) أحد أعظم المؤرخين القدماء، وقد لاحظ أن على الكتابة التاريخية أن تكون محايدة، وكان تلميذًا للّغوي كونتيليان، ومن أعماله حياة يوليوس أغريكولا، وبلاد الجرمان، وحوارات حول تواريخ الخطابة، والحوليات.
طاليس
أحد الفلاسفة الإغريق قبل سقراط، هو طاليس الأيوني الملطي (نحو 620-546 ق.م) الذي توقع كسوفًا شمسيًا وعدّه الإغريق أحد الحكماء السبعة. قال أرسطو أن طاليس هو مؤسس الفلسفة الطبيعية، وقد طور المنهج العلمي والنظريات التي تشرح سبب تغير الأشياء واقترح مادة أساسية بسيطة تكون كل ما في العالم. أسس طاليس مجال علم الفلك اليوناني وربما نقل الهندسة من مصر إلى بلاده.
ثيميستوكليس
أقنع ثيميستوكليس (نحو 524-459 ق.م) الأثينيين باستعمال الفضة المستخرجة من مناجم الدولة في لوريون حيث اكتشفت عروق فضة جديدة، استعملوها في تمويل بناء ميناء في بيرايوس وإنشاء أسطول حربي، خدع ثيميستوكليس أحشويروش ما أدى إلى هزيمته في معركة سلاميس، المعركة الأهم في الحروب الفارسية، ما يشير إلى كفاءته العسكرية التي خلقت له خصومًا. انتهى أمره بالنفي في ظل النظام الديمقراطي الأثيني.
ثوقيديد
كتب ثوقيديد (وُلد نحو 460-455 ق.م) سجلًا معاصرًا قيمًا لحرب البيلوبونيز «تاريخ الحرب البيلوبونيسية»، وطور من طريقة كتابة التاريخ.
كتب ثوقيديد تاريخه اعتمادًا على المعلومات التي جمعها عن الحرب حين خدم قائدًا عسكريًا أثينيًا، والمعلومات التي جمعها من مقابلاته مع أشخاص من طرفي الحرب. وبخلاف سابقه هيرودوت، لم يعر ثوقيديد اهتمامًا كبيرًا بخلفية الحرب بل سطر الحقائق كما رآها بترتيب زمني. نميز اليوم المنهج التاريخي عند ثوقيديد أكثر مقارنةً بسلفه هيرودوت.
تراجان
ثاني الرجال الخمسة الذين حكموا بين القرنين الأول والثاني للميلاد، الذين يُعرفون بالأباطرة الصالحين، أطلق عليه مجلس الشيوخ لقب «أوبتموس» أي الأفضل. وسع تراجان حدود الإمبراطورية الرومانية لتبلغ مساحتها القصوى، وخلفه على العرش هادريان المعروف بالسور المُسمى باسمه.
فيرجيل
كتب بيوبليوس فيرجيلوس مارو (70-19 ق.م) القصائد الرعوية، لكن عمله الأشهر التحفة الملحمية «الإنيادة» التي خلدت مجد روما وحاكمها أغسطس، وقد كتبها على غرار الإلياذة والأوديسة، عن مغامرات أمير طروداة «إينياس» وتأسيس مدينة روما.
قرأ الناس أعمال فيرجيل طوال العصور الوسطى، وحتى اليوم ما زال مؤثرًا في الشعراء والطلاب لمكانته الكبيرة في الأدب اللاتيني.
أحشويروش الكبير
كان الملك الفارسي الأخميني أحشويروش (540-465 ق.م)، حفيد قورش وابن داريوس. يروي هيرودوت أن أحشويرش غضب بشدة حين دمرت عاصفة جسرًا بناه على الهيليسبونت فأمر بجلد الماء وأنزل العقوبة بمن يرفض.
في التاريخ القديم، عبد الناس البحار والأنهار وعدوها آلهة، لذلك لم يكن أحشويروش مجنونًا إلى الدرجة التي قد نظنها عند قراءة القصة السابقة، بل مجرد واهم يظن في نفسه القدرة على إلحاق الأذى بالآلهة. (أمر الإمبراطور كاليغولا -الذي يُعدُّ، على عكس أحشويروش، مجنونًا حقًا- قواته الرومانية بجمع القواقع بوصفها غنائم حرب يأخذونها من البحر.
حارب أحشويروش الإغريق في الحروب الفارسية وانتصر في معركة ترموبيل لكنه خسر في سلاميس.
زرادشت
كان زرادشت معاصرًا لبوذا، أي في القرن السادس قبل الميلاد، مع أن البعض يرجعه إلى القرن العاشر ق.م. نستقي معلوماتنا عنه من كتاب الأبستاق –الأفيستا- المقدس الذي يحتوي مساهمات زرداشت نفسه، «الغاثا». رأى زرداشت في العالم صراعًا بين الحق والباطل فجعل الدين الذي أسسه –الزرادشتية- دينًا ثنائيًا يمثل فيه الإله الخالق الذي لم يُخلق «أهورامزدا» عنصر الحقيقة. علّم زرادشت أتباعه أن الإنسان يمتلك الإرادة الحرة، فهو مخير لا مسير، وعدّه الإغريق مشعوذًا.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: الحسين الطاهر
تدقيق: أكرم محيي الدين
مراجعة: نغم رابي