عندما تفكر بالتمارين الرياضية، قد لا يتبادر إلى ذهنك إلا تلك التمرينات الشاقة مثل الركض وركوب الدراجة، تلك التمارين التي تجعلك تتنفس بصعوبة، ويحمر وجهك وتقطر عرقًا بسببها.
ولكن هذه التمرينات الهوائية هي نوع واحد من أنواع التمارين، وعلى الرغم من أهميتها الكبيرة في تحسين لياقة الجسد؛ إلا أنه يوجد ثلاثة أنواع أخرى من التمرينات الرياضية الهامة، ألا وهي تمرينات القوة، وتمرينات التوازن، وتمرينات المرونة.
يقول الخبراء أن كل من هذه التمرينات هو مهم بطريقته الخاصة، وممارسة الأنواع الأربعة جميعها هي أفضل وسيلة لتحقيق أقصى قدر من اللياقة البدنية وتجنب الإصابات.
د. إدوارد لاسكوفسكي (Edward Laskowski) المدير المساعد لمركز (MAYO) للطب الرياضي في ولاية منيسوتا يقول: «على الرغم من أن التمرينات الهوائية هامة جدًا، إلا أنها غير كافية وفعالة للصحة العامة مقارنة بممارسة الأنواع الأربعة من التمرينات سوية».
ويضيف: «إن كل نوع من الأنواع الأربعة يسير جنبًا إلى جنب بمحاذاة الآخر ويكمله».
فعلى سبيل المثال؛ تمرينات القوة تجعل العضلات أقوى، ما يساعد في تجنب الإصابة أثناء القيام بالتمارين الهوائية.
وفي الوقت عينه، تمرينات التوازن تؤدي إلى استخدام العضلات بطريقة منسقة لتحقيق الاستقرار في تحركاتك، وتقلل أيضًا من احتمال الإصابات كالتواء الكاحل على سبيل المثال، على حدّ قول د. لاسكوفسكي.
«بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أن تكون بارعًا جدًا أثناء قيامك بالتمرينات الهوائية، ولكن إذا لم تكن مرنًا بشكلٍ كافٍ فبالتأكيد سينقصك شيء ما أثناء تمرينك»، هذا ما قالته كيلي درو (KELLY DREW) الفيزيولوجية في الجامعة الأمريكية للطب الرياضي وأضافت أيضًا: «المرونة تساعدك أيضًا على القيام بتمرينات القوة، لأنها تزيد من معدل حركتك خصوصًا في المفاصل، وتضمن تنفيذك للحركات جميعها على نحو فعال».
ولدينا هنا الأنواع الأربعة للتمرينات الرياضية:
1- التمرينات الهوائية (الخفيفة):
مثل الجري أو السباحة أو الرقص، وهي الأنشطة التي تنشط عمل القلب والأوعية الدموية، أي تزيد من معدل ضربات قلبك وتجعلك تتنفس بشكل أصعب قليلًا أثناء ممارستها.
وهذا النوع من التمارين يمكن أن يقلل من أخطار الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم، وحتى أنه قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان أيضًا.
2- تمرينات القوة:
مثل رفع الأثقال، وتمارين الضغط والمعدة، هذه التمارين تقوي عضلاتك باستخدام المقاومة (مثل وزن الأثقال أو وزن جسمك نفسه).
وهذا النوع من التمرينات يقوم بالضغط على العضلات، وهو أمر مهم بشكل خاص من أجل فقدان الوزن، وذلك لأن الضغط على العضلات يحرق سعرات حرارية أكثر من باقي أنواع التمارين.
3- تمرينات التوازن:
تحسّن تمارين التوازن قدرتك على السيطرة والاستقرار المتوازن في عضلات جسدك.
هذا النوع من التمارين مهم بشكل خاص لكبار السن، لأن توازن العضلات يقل مع تقدم العمر.
ولكن تمارين التوازن يمكن أن تكون مفيدة للجميع، بمن فيهم أولئك الأشخاص الذين اكتسبوا أو فقدوا الكثير من الوزن أو حتى النساء الحوامل، وهذه التمارين يمكن أن تجعلك قادرًا على نقل مركز ثقلك وتوزيعه على كافة أنحاء الجسد.
ومن الأمثلة على تمرينات التوازن: نقل جسدك من جانب لآخر، والوقوف على قدم واحدة، وممارسة اليوغا، والتدرب باستخدام لوح التوازن.
4- تمرينات المرونة:
تمدد تمارين المرونة العضلات في جسدك، ويمكنها أيضًا أن توسع من مستوى حركتك وتعزز حركة المفاصل.
ويمكنها أيضًا تحسين مرونتك ولياقتك البدنية، وتقلل من خطر الإصابة خلال الأنشطة الرياضية الأخرى غيرها.
ومن الأمثلة على تمرينات المرونة: رفع الركبة نحو الصدر وتناوب الحركة بالقدمين، والوقوف على رؤوس الأصابع لقدم واحدة مع إبقائها مستقيمة، وضع اليدين على الجانبين والبدء بحركات نصف دائرية جيئة وذهابًا.
كيف نجمع بينها؟
من الناحية المثالية؛ يجب أن تشمل التدريبات الخاصة بك على التمرينات الأربعة جميعها.
ولكن حسب قول كيلي درو هذا لا يعني أنه يجب عليك القيام بأربعة تدريبات منفصلة كل يوم، إذ يمكنك الجمع بين تمرينين أو أكثر معًا، كمثال، يمكنك أن تجمع بين تمريني القوة والتوازن؛ كأن تحمل ثقلًا خفيفًا بيديك بينما أنت واقف على ساقٍ واحدة.
وبعض التدريبات -مثل اليوغا- تتضمن تمارين القوة، والمرونة، وتمارين التوازن سوية.
تدريبات بسيطة قد تتضمن المشي السريع لمدة ثلاثين دقيقة من أجل التمرينات الهوائية (الخفيفة)، وبعدها القيام بتمرينات القوة والتوازن جنبًا إلى جنب، والانتهاء بممارسة بعض تمرينات المرونة لتمديد العضلات.
وختامًا، تقول كيلي درو: «إن تدريباتك يجب أن تتضمن القليل من كل نوع من تلك التمارين الأربعة».
- إعداد: ضياء عكيل
- تدقيق: دانه أبو فرحة
- تحرير: تسنيم المنجّد
- المصدر