أنهار السماء وآثارها في تهديد بعض الأنواع الحية بالانقراض!
على بُعد عشرات الكيلومترات فوق رؤوسنا، تتلوى وتتعرج الانهار فى السماء، ويمكن لهذه الانهار الفردية، التى تمتد لآلاف الكيلو مترات، أن تتدفق تدفقا أكبر من نهر الأمازون، ويبدو الآن أن لهذه الانهار آثارا مدمرة عندما تفرغ مياهها يتسبب فى دفع بعض الأنواع إلى حافة الإنقراض.
وتلعب هذه الأنهار دورا هاما فى دورة الماء عالميا، وتحرك مائها لمسافات شاسعة، ولكن عندما تطلقها على هيئة أمطار، فبإمكانها أن تفعلها خلال فترة قصيرة للغاية، مما يؤدى إلى عواقب وخيمة للغاية، كالفيضانات الشديدة، فعلى سبيل المثال فى ولاية كاليفورنيا، ، يُعَرَّفُ ان الأنهار الجوية تُفَرِّغُ ما يصل إلى نصف الامدادات السنوية من الأمطار فى غضون 15 يومًا، ورُبِطْتُ بجميع الفيضانات المعلنة فى الولاية خلال الفترة من عامي 1996 و 2007.
ولا تعد عواقب هذه الفيضانات عواقب مؤقتة، حيث يمكن أن تُحَدِثَ تغييرا عميقا فى النظام البيئى بتسببها فى إنقراض بعض الأنواع، حيث استقصت دراسة نُشِرت فى وقائع رويال سوسايتي بي “Proceedings of the Royal Society B ” تأثير نهر جوى واحد غَمَرت مياهه ولاية كاليفورنيا عام 2011 حيث غمرت المياه العذبة خليج سان فرانسسيكو وغيرت درجة ملوحته تغييرًا مفرطًا وتسببت فى حادث وفاة ضخم بعد القضاء على 97 الى 100 % من محار أوليمبيا فى أحد المواقع بعد فشل المحار فى التعامل مع التغييرات المفاجئة.
وأوضح بريان تشنغ ” Brian Cheng” ،من جامعة كاليفورنيا والمؤلف الرئيسى للدراسة ،قائلا” ما حدث يوضح لنا إحدى الطرق التى تؤثر بها الظواهر المناخية المتطرفة على النظم الإيكولوجية الساحلية ، فيساعد المحار على حجز الشواطىء وتعزيز التنوع البيولوجى، ولكن هذا هو إحدى أوجه التغير المناخى التى قد تكون عقبة لجهود استعادة المحار في خليج سان فرانسيسكو”
ورغمًا عن ذلك، يمكن للأمور أن تصبح أسوأ، فالهواء الدافىء يحمل المزيد من بخار الماء، ولذلك فمن المتوقع مع استمرار المناخ الحار، أن تزداد أيضا كميات المياه التى تسبح فى أنهار السماء فوق رؤوسنا، ويمكن أن يكون لهذا تأثيرات كبيرة على العديد من الأحياء، ورُبِطت الأنهار الجوية بأضخم 10 فيضانات أغرقت المملكة المتحدة منذ عام 1970 وتسببت فى حجم أضرار كبير ومكلف.
ترجمة : حنان أحمد
تدقيق : أسمى شعبان
المصدر