يمكن أن يوقظك ألم الورك الليلي في أثناء الليل أو يجعل النوم مستحيلًا تقريبًا. يأتي الألم من وضعية النوم أو قد يُسببه شيءٌ آخر. على سبيل المثال، أن لا تتحرك كثيرًا في أثناء نومك، لذلك تتورّم مفاصلك، وهذا يمكن أن يقود إلى الصلابة والألم. اقرأ المقال لتتعلّم أكثر حول ما يمكن أن يسبّب لك آلام الورك ليلًا، وكيف يمكن أن تتدبّر تلك الأعراض وتحصل على نومٍ أفضل.
الأسباب الشائعة لألم الورك الليلي:
يمكن أن تحصل آلام الورك الليلي من حالات عدة، أكثرها شيوعًا هي:
- التهاب كيسي.
- التهاب المفاصل التنكّسي.
- التهاب الأوتار.
- متلازمة الكمثرية (الباببسية).
يمكن أن ينتج أيضًا من وضعية النوم، أو الفراش أو الوسائد أو من الحمل.
من الممكن أيضًا أن تمتلك مشكلة أخرى مثل ألم أسفل الظهر، وهي التي تسبّب ألم الورك لديك، هذا يسمى الألم الراجع.
وضعية النوم:
إذا كنت تستيقظ بانتظام في الليل بسبب ألم الورك، فإن طريقة نومك أو فراشك يمكن أن يكون مسؤولًا عن ذلك. قد يثير الفراش الرخو جدًا أو القاسي جدًا نقاط الضغط، وينتج عن ذلك ورك مؤلم.
حاول النوم على ظهرك، أو في حال كنت معتادًا على النوم على الجانب، نم على الجانب الذي لا يؤلمك، وضَعْ وسادةً بين ركبتيك لتبقي وركك منتظمًا.
الالتهاب الكيسي:
يوجد حول عظم الورك والمفاصل الأخرى أكياس صغيرة مملوءة بسائل يسهل حركة المفصل. هذه الأكياس تدعى الأجربة.
يحدث الالتهاب الكيسي عندما تلتهب هذه الأكياس.
الأعراض التي قد ترافقه:
- ألم خارج الورك وأعلى الفخذ.
- ألم يبدأ كألم حاد، يجعلك تصيح إن لمست المنطقة، ثم يتطور إلى ألم متواصل خفيف.
- ألم عندما تقف بعد الجلوس فترة طويلة ويمكن أن يسوء عندما تمشي مسافات طويلة، أو تصعد أدراجًا كثيرة، أو تقرفص فترة قصيرة.
- ألم يسوء في الليل عندما تستلقي أو تنام على الورك المصاب.
لا يعاني المصابون بالالتهاب الكيسي ألمًا عند الوقوف.
التهاب المفاصل التنكسي لعظم الورك وأنواع أخرى من التهاب المفاصل:
التهاب المفاصل التنكسي هو النوع الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل في الورك. ولكن يمكن أن تسبّب الأنواع الأخرى من التهاب المفاصل ألم الورك الليلي أيضًا.
أنواع أخرى:
- التهاب المفاصل الرثوي (RA).
- التهاب المفاصل الصدفي.
- التهاب المفاصل الإنتاني.
إذا كنت تعاني من التهاب مفصل الورك، قد تعاني من:
- ألم في المنطقة الإربية.
- ألم في الأرداف أو الفخذ أو الركبة.
- ألم يسوء خلال الطقس الماطر أو في الصباح أو بعد الراحة أو الجلوس فترة قصيرة.
- ألم الورك الذي يوقظك من النوم.
- ألم عندما تنحني بشكل زائد أو تنهض عن الكرسي أو تمشي مسافة قصيرة.
- صوت صرير أثناء الحركة (يسمى فرقعة)، أو قفل الورك أو الالتصاق.
التهاب أوتار الورك:
تصل الأوتار العضلات بالعظام، لتسمح لها بالحركة. التهاب أوتار الورك يكون عندما يلتهب وتر الورك.
إذا كنت تعاني من التهاب أوتار الورك، قد تشمل الأعراض:
- ألمًا عميقًا وكليلًا في المنطقة الإربية خصوصًا عندما تصعد الأدراج أو عندما تقف.
- ألمًا في أردافك إذا كان الوتر المأبضي ملتهب أيضًا.
المتلازمة الكمثرية (الباببسية):
يكون ألم الورك على شكل تنميل وخدر ينتشر من أسفل الظهر إلى الأرداف وأحيانًا إلى الساق ويصل إلى القدم.
إذا كنت تعاني من المتلازمة الكمثرية، يمكن أن تشعر بإحساس حارق في ربلة ساقك بينما تحاول النوم، أو قد يكون لديك ألم نابض في قدمك يزعجك حتى تستيقظ أو يبقيك يقظًا.
الحمل:
يفرض الحمل ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري والوركين خصوصًا خلال الثلث الأخير من الحمل.
ارتدي أحذية داعمة خلال اليوم وخذي نزهةً مشيًا على الأقدام إذا كنتِ قد أطلتِ الجلوس. هذا يمكن أن يقلّل من خطر تعرّضكِ لحالات، مثل: ألم عرق النسا، الذي يؤدي إلى ألم راجع.
في الليل، اتّبعي ما سبق مطبّقةً اقتراحات تتعلق بجهة النوم.
تستطيعين أيضًا أن تلفي البطانية وتضعيها خلف ظهركِ، فهكذا تستطيعين أن تتكئي على البطانية بينما تبقين نائمةً على جهتك.
تستطيعين استخدام وسادة بدلًا من البطانية إن كنت تفضّلين ذلك، وهذا يمكن أن يقدم دعمًا إضافيًا عندما تنامين.
التعامل مع ألم الورك الليلي:
هناك خيارات متنوعة لعلاج ألم الورك، كما يلي.
علاج مباشر:
إذا أيقظك ألم الورك، تستطيع تجربة هذه الأشياء للعودة إلى النوم:
- غيّرْ وضعية نومك، جرّبْ مرارًا حتى تجدَ الوضعية الأقل ألمًا.
- ضع وسائد بشكل إسفيني تحت وركك لتلطّف الحركة. إن لم تكن لديك وسادة بشكل إسفيني، جرب طي وسادة أو بطانية لتصنع شكلًا إسفينيًا.
- نمْ مع وسادة بين ركبتيك لتقلّل الضغط على الورك.
- ضع وسادة أو أكثر تحت ركبتيك. هذا يمكن أن يهدّئ ألم المتلازمة الكمثرية.
يمكن لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية دون وصفة طبية أن تعالج ألمك، مثل إيبوبروفين (أدفيل، موترين IB) ونابروكسين (Aleve).
تحدّث إلى طبيبك لمعرفة أفضل نوع من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لك وكم مرة يمكن أخذه بأمان.
قد يصف طبيبك أيضًا مضادات التهاب غير ستيرويدية موضعية، مثل ديكلوفيناك جل (سولاراز، فولتارين).
يمكن أن يشفى ألمك أيضًا بالجليد أو الحرارة. اسأل طبيبك أيهما هو الأفضل لك.
إن كان ألمك بسبب التورّم، فإن الجليد أكثر فائدة فهو يمكن أن يقلّل الالتهاب. قد تعالج الحرارة ألم التهاب المفاصل والصلابة أو التشنجات العضلية.
تجنّب وضع الجليد مباشرة على الجلد، بل غلّف رزمة الجليد بمنشفة ثم ضعها على وركك.
يمكنك تطبيق الحرارة بلفافة حرارية، أو وسادة حرارية أو علبة ماء ساخن.
العلاج طويل الأمد:
إذا كنت تعاني من ألم الورك الليلي بانتظام، ربما تحتاج حلولاً من أجل علاج طويل الأمد.
يمكن أن تأخذ بعين الاعتبار تغيير فراشك، فالفراش القاسي جدًا مؤلم خصوصًا للمصابين بالتهاب مفصل الورك.
يمكنك أيضًا أن تجرّبَ وضع وسادة اسفنجية أعلى فراشك، لتساعد على توزيع وزنك.
يمكن أن يكلّمك طبيبك أيضًا عن هذه العلاجات:
- رؤية معالج فيزيائي أو الحصول على تدليك منتظم، أو كليهما.
- إزالة السائل من الجراب.
- جراحة مفصلية تنظيرية لإزالة الجراب.
- حقنات كورتيزون أو ستيرويد داخل الجراب أو مفصل الورك.
- حقنات حمض الهيالورونيك لتزليق مفصل الورك.
- أدوية التهاب المفاصل، من ضمنها الأدوية المضادة للروماتيزم المعدّلة للمرض (DMARDs) والبيولوجية.
- تنظير المفصل، وهي جراحة لإزالة القطع الرخوة من الغضروف أو النتوءات العظمية حول الورك.
- تقشير الورك لإزالة واستبدال العظم المتضرر في تجويف الورك.
- تقويم المفاصل، المعروفة أيضًا بجراحة استبدال الورك بالكامل.
للمساعدة في منع ألم الورك الليلي:
عندما يبقيك ألم الورك مستيقظًا، تستطيع تجربة هذه الأشياء خلال اليوم وقبل وقت النوم:
تمارين منخفضة التأثير:
مثل السباحة، وتمارين الماء أو المشي، يمكن أن تقلّل الألم وتحسّن النوم. يمكن أيضًا أن تجرب اليوغا أو التاي تشي.
يجب أن تتجنّب الجلوس فترة طويلة من الوقت خلال اليوم.
التمدّد:
بالإضافة إلى التمارين منخفضة التأثير خلال النهار، يمكنك محاولة تمديد وركك. يمكنك أن تتمدّد خلال النهار أو في الليل إن كان الألم يبقيك مستيقظًا.
- قف واحمل شيئًا للتوازن إن احتجت لذلك.
- تخطّى ساقيك، وصل إلى لمس أصابع قدميك.
- قاوم 20 إلى 30 ثانية.
- تجاوز ساقيك إلى الناحية الأخرى، وكرر ذلك.
تستطيع أيضًا تجربة هذه التمارين لتساعد في علاج ألم الالتهاب الكيسي للورك أو لتقوّي انثناء وركك.
عادات النوم:
تساعدك ممارسة عادات نوم جيدة. هنا بعض الخطوات المفيدة:
- اذهب إلى النوم واستيقظ في الوقت نفسه كل يوم.
- احصل على روتين (نمط مريح) قبل النوم.
- خذ حمامًا دافئًا لمدة ساعة أو ساعتين قبل النوم لتحرّر مقاوم الألم الطبيعي في جسدك، الذي يسمى الأندروفينات. يرخي الحمام الدافئ العضلات أيضًا حول العصب الوركي. لا تجعل الماء حارًا جدًا، لأنه سيرفع درجة حرارتك ويجعل النوم صعبًا.
- اجعل غرفتك مظلمة وهادئة وابق الحرارة معتدلة لتجنب الاستيقاظ من شدة الحرارة.
- تجنب استخدام الالكترونيات بالقرب من وقت النوم، بما فيما التلفاز والحواسيب والهواتف الذكية.
- تجنب تناول الكافايين قبل 5 ساعات أو أقل من وقت النوم.
عليك أيضًا تجنب تناول الكحول لتساعدك على النوم، يمكن أن تجلب النعاس ولكنك ستستيقظ بعد عدة ساعات فقط من النوم غير المريح.
احذر أيضًا من استخدام الأدوية المساعدة على النوم دون وصفة طبية. ستحتاج في وقت متأخر جرعات عالية لتذهب إلى النوم، وهذه العادة قد تكون صعبة الكسر.
متى يجب أن ترى الطبيب؟
إن كان ألم الورك يبقيك مستيقظًا بانتظام أو يوقظك في الليل، يجب أن ترى طبيبًا.
يمكن أن يفحص الطراوة والتورّم حول وركك، ويقيّم مجال الحركة لوركك، أيضًا، كعلامات على التهاب المفصل والتهاب الوتر. الحركة المنخفضة هي علامة لالتهاب المفصل.
يمكنهم أيضًا أخذ عينات دموية أو سوائل أو طلب صورة شعاعية لاستبعاد حالات متنوّعة.
اذهب إلى مقر العناية المشدّدة أو إلى غرفة الطوارئ (ER) إن كان ألم وركك بسبب أذية.
اطلب أيضًا العناية المباشرة إن كانت لديك أي من هذه الأعراض:
- مفصّل يبدو مشوهًا.
- عدم القدرة على تحريك ساقك أو وركك.
- عدم القدرة على وضع وزن على ساقك مع التهاب الورك.
- ألم حاد أو تورّم مفاجئ في وركك.
- حمى أو قشعريرة أو احمرار أو علامات أخرى للالتهاب.
ملخص:
عدم الحصول على نوم كافٍ قد يجعل ألمك أسوأ، لذا من المهم أن تعمل مع طبيبك لتطوير خطة العلاج.
إجراء بعض التعديلات على نمط حياتك، مثل إضافة تمارين معتدلة وتحسين عادات نومك، يمكن أن يأخذك في مسار طويل لمنع ليالي الألم الطويلة.
اعمل مع طبيبك لإيجاد العلاج الأفضل للحالة التي تسبب لك ألم الورك.
اقرأ أيضًا:
التهاب الورك العارض: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: سلام الونوس
تدقيق: حسين جرود