تُعَد آلام المفاصل مشكلةً شائعةً لها أسباب محتملة كثيرة، لكنها تحدث عادةً نتيجة إصابة أو التهاب مفصلي. يعد الألم المفصلي الثابت في الأعمار المتقدمة علامةً على التهاب العظم والمفصل، أو ما يُسمى «الفصال العظمي»، الذي قد يصيب مفصلًا واحدًا أو أكثر. راجع طبيبك إذا عانيت أعراض الفصال العظمي باستمرار.
لا يُنصح باستخدام المعلومات والنصائح الواردة في هذا المقال لتشخيص حالتك ذاتيًا، لكنها قد تعطيك فكرةً أوضح عما يسبب ألمك.
الألم في مفصل واحد فقط:
مفصل الركبة:
يُعد مفصل الركبة أكثر المفاصل تعرضًا للأذى المتكرر كونه يحمل كامل وزن الجسم، لكن ألم الركبة لا يدل دومًا على مشكلة مفصلية.
التهاب بطانة المفصل:
إذا أُصيب مفصلك حديثًا وصار يؤلمك فجأة، فالسبب غالبًا التهاب الطبقة النسيجية الرقيقة المبطنة للمفاصل والأوتار، تُسمى هذه الحالة «التهاب الغشاء الزلالي الرضي»، ولا تسبب عادةً احمرارًا أو حرارة في المفصل.
تمكن السيطرة على التورم التالي للإصابة في المنزل باستخدام الأدوية المضادة للالتهاب، مثل الإيبوبروفين، إضافةً إلى الراحة واستخدام أكياس الثلج.
النقرس أو النقرس الكاذب:
إذا أحسست بارتفاع حرارة الجلد فوق المفصل وتحول لونه إلى الأحمر وتكرر نوبات الألم، فإن التشخيص المحتمل هو النقرس أو تكلس الغضاريف، وكلاهما نوع من التهاب المفاصل.
يصيب النقرس عادةً مفصل إصبع القدم الكبير أولاً قبل أن يؤثر في بقية المفاصل. من المهم تشخيص النقرس تشخيصًا صحيحًا، إذ ستمنع معالجته هجمات الألم المفاجئة وتقي من حدوث العجز المفصلي، أما النقرس الكاذب فهو حالة مشابهة للنقرس، لكنه يصيب عادةً مفصل الركبة أولاً. راجع الطبيب إذا كنت تعتقد أنك مصاب بالنقرس أو النقرس الكاذب.
تضرر الغضروف خلف الرضفة:
إذا أحسست أن ألم ركبتك يزداد سوءًا عندما تصعد الدرج أو تنزل منه، فقد تكون هذه علامةً على تضرر الرضفة. تُسمى هذه الحالة «تلين غضروف الرضفة». لا يجب أن تسبب هذه الحالة أي احمرار أو حرارة حول الركبة.
ما زال سبب هذه الحالة غير مفهوم، لكنه قد يرتبط بفرط استخدام مفصل الركبة.
يمكن علاج هذه المشكلة باستخدام الأدوية المضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفين، إضافةً إلى الراحة وأكياس الثلج.
النزف في المسافة المفصلية:
إذا أُصيبت ركبتك حديثًا بتمزق الأربطة أو كسر عظام المفصل، فقد يسبب هذا نزفًا في المسافة المفصلية، وهي حالة تُسمى «تدمي المفصل». يزداد حدوث النزف عند متعاطي مضادات التخثر كالوارافين.
علامات الإصابة بنزف المسافة الرباطية:
- تورم الركبة.
- حرارة.
- تيبس وكدمات تحدث مباشرةً بعد الإصابة.
راجع قسم الطوارئ مباشرةً عند ظهور تورم شديد في ركبتك بعد الإصابة لتلقي العلاج المناسب.
أسباب أقل شيوعًا:
توجد أسباب أقل شيوعًا للألم المفاجئ في المفاصل، مثل:
- الكسور: مثل كسور الذراع أو الرسغ، وكسور القدم والكاحل، وكسور مفصل الورك.
- التهاب المفصل الارتكاسي: الذي يحدث غالبًا بعد الإصابة بعدوى ويميل لإصابة اليافعين.
- التهاب المفاصل الصدفي: نوع من التهابات المفاصل يصيب شخصًا من كل خمسة مصابين بالصدفية.
- التهاب المفاصل الروماتويدي: الذي قد يبدأ في مفصل واحد فقط مصحوبًا بألم متقطع.
- داء أوزغود شلاتر: يظهر على هيئة تورم وألم فوق الحدبة العظمية الموجودة تمامًا أسفل الرضفة.
أسباب أخرى نادرة:
- التهاب المفاصل الإنتاني: حالة خطيرة تسبب ألمًا وحرارةً وتورمًا في المفصل يحول دون القدرة على تحريكه، يترافق أحيانًا مع ارتفاع درجة الحرارة.
راجع طبيبك إذا شعرت بهذه الأعراض أو توجه إلى قسم الطوارئ.
- الناعور: مرض وراثي يؤثر في قدرة الكريات الحمراء على التخثر.
- عدوى المناطق المدارية.
- السرطان.
- موت العظام (التنخر اللا وعائي): نتيجة عوز التروية الدموية.
- خلع المفصل المتكرر.
الألم في مفاصل متعددة:
التهاب المفاصل الروماتويدي:
يسبب هذا النوع من التهاب المفاصل ألمًا وتورمًا في المفصل، ويصيب عادةً اليدين والقدمين والرسغين.
قد يكون الألم متقطعًا في المراحل الأولى، مع فواصل زمنية طويلة بين هجمات الألم.
قد تسبب هذه الحالة الإحساس بالتعب وسوء الحالة العامة.
التهاب المفاصل الصدفي:
يصيب شخصًا من كل خمسة مصابين بالصدفية. هذا النوع من التهاب المفاصل لا يمكن توقعه، لكن العلاج يسمح بالسيطرة على النوبات الحادة.
كما في الأنواع الأخرى من التهابات المفاصل، تعني الإصابة بهذا المرض أن واحدًا أو أكثر من مفاصلك مُصاب بالالتهاب والتورم والتيبس، وقد تعاني الألم وصعوبة الحركة.
التهاب المفاصل بسبب عدوى فيروسية:
أمثلة لأنواع العدوى الفيروسية الشائعة المسببة للألم المفصلي المترافق مع حمى:
- التهاب الكبد الفيروسي.
- الحصبة: عدوى فيروسية شائعة عند الأطفال.
أمراض النسيج الضام:
قد يكون الألم المفصلي المنتشر علامةً على مرض يصيب جميع أعضاء الجسم، مثل:
- الذئبة الحمامية: يهاجم الجسم الخلايا والأنسجة والأعضاء السليمة بالخطأ.
- تصلب الجلد: إذ يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة الضامة تحت الجلد مسببًا تكون مناطق سميكة وقاسية.
أسباب أقل شيوعًا:
قد يحدث ألم المفاصل المنتشر نادرًا بسبب:
- أنواع نادرة من التهاب المفاصل، مثل التهاب الفقار اللاصق والتهاب المفاصل اليفعي أو التهاب المفاصل الارتكاسي.
- متلازمة بهجت (Behçet’s syndrome): تسبب هذه الحالة النادرة غير المفهومة جيدًا التهاب الأوعية الدموية.
- فرفرية هينوخ شونلاين: تُلاحظ هذه الحالة النادرة عند الأطفال، وتسبب التهاب الأوعية الدموية.
- السرطان.
- بعض العلاجات التي تشمل الستيرويدات والأيزونيازيد والهيدرالايزين.
- الاعتلال المفصلي العظمي الرئوي الضخامي: يُلاحَظ هذا الاعتلال النادر عند المصابين بسرطان الرئة، ويسبب تعجر الأصابع.
- الساركويد: تسبب هذه الحالة النادرة نشوء لطخات نسيجية داخل الأعضاء.
علاج الألم المفصلي:
- تُستخدَم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) التي لا تتطلب وصفة طبية لعلاج الحالات المتوسطة إلى الشديدة من الألم المترافق مع تورم المفصل، ومنها الأسبرين والإيبوبروفين ونابروكسين الصوديوم.
- يُعد الأسيتامينوفين -الباراسيتامول- علاجًا فعالًا في حالات الألم غير المصحوب بتورم، لكن يجب الحذر عند استخدامه لأن الجرعات العالية قد تسبب ضررًا كبديًا، خاصةً إذا كان المريض يتناول الكحول.
- في حالات الألم الشديد الذي لا يستجيب لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية والأدوية المثبطة لإنزيم (COX-2) قد يصف الطبيب أدويةً مخدرةً أقوى.
- العوامل الموضعية: الكابسيسين، وهو مادة موجودة في الفلفل الحار، قد يزيل الألم المفصلي المرافق لالتهاب المفاصل والحالات الطبية الأخرى، بحصر المادة (P) التي تساعد على انتقال إشارات الألم، ويحرض إفراز مواد كيميائية في الجسم تُسمى الإندورفينات التي تثبط الشعور بالألم.
- العلاج الطبيعي: تمكن استشارة اختصاصي العلاج الطبيعي لتقوية العضلات المحيطة بالمفصل، وزيادة ثباته، وتحسين مجال حركته.
اقرأ أيضًا:
التهاب المفصل التنكسي أو الفصال العظمي
الاعتلال المفصلي العظمي الضخامي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: علي ياسر جوهرة
تدقيق: أكرم محيي الدين