تُعدّ طائرة أنتونوف إيه أن-225 أكبر طائرة حلقت في السماء على الإطلاق. لكن للأسف لم تعد تلك الطائرة العملاقة موجودة بعد الآن؛ فقد دُمرت في الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا.

تعرف تلك الطائرة العملاقة باسم مريّا، التي تعني الحلم أو الإلهام باللغة الأوكرانية. بلغ طولها 84 مترًا وارتفاعها 18.2 مترًا، وبلغ امتداد جناحيها نحو 88.40 مترًا.

إضافة إلى كونها أكبر طائرة في العالم حجمًا، تُعد أيضًا أثقل طائرة حلقت على الإطلاق بإجمالي وزن بلغ 629.89 طنًا. وحققت أيضًا أثقل حمولة بضائع قد حملتها طائرة عندما نقلت على متنها قطعة واحدة من الآلات التي تزن 189.980 كيلو جرامًا من ألمانيا إلى أرمينيا.

إن المهارة الأساس لطائرة مريّا المهيبة هي سعتها وقدرتها على نقل حمولات ضخمة مدعومةً بستة محركات نفاثة، وقد طورها الاتحاد السوفييتي بدايةً في ثمانينيات القرن العشرين بهدف إيصال المركبات الفضائية إلى مدارها، على غرار طائرة نقل المكوك الفضائي الأمريكية.

مع أن الاتحاد السوفييتي كان يهدف إلى بناء طائرتين من هذا النوع، لكن طائرة واحدة فقط بُنيت وحلّقت في السماء في رحلتها الأولى في 21 ديسمبر عام 1988 حين أقلعت من مطار المصنع في سفياتوشين، وهو مطار يقع بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عُلق استخدامها، ثم استخدمت بعد ذلك طائرة شحن مستأجرة.

استنادًا إلى ما ذُكر سابقًا، فإن الطائرة العملاقة مريّا دُمرت في فبراير في عام 2022 في غضون الغزو الروسي لأوكرانيا، وسط معركة دارت في مطار أنتونوف.

عندما أرسل الجيش الروسي في 24 من فبراير مئات الجنود في مروحيات إلى مطار بالقرب من مدينة كييف بهدف احتلال المنطقة وجعلها نقطة عسكرية لمهاجمة العاصمة كييف. ومع مواجهة الطرفين نجحت القوات الروسية في النهاية في احتلال المطار، لكن المقاومة الأوكرانية نجحت في إفشال الخطط الروسية للاستيلاء على العاصمة كييف، إضافًة إلى أن المطار قد تضرر بشدة لدرجة أنه خرج عن الخدمة بعد ذلك.

ادّعت أوكرانيا أن الطائرة العملاقة مريّا قد دمرتها القوات الروسية عمدًا، وقالت إن تلك الطائرة الشهيرة يجب إعادة بنائها بالكامل على نفقة روسيا.

لم تكن الطائرة مريّا الأولى من نوعها، فقد أنتج الاتحاد السوفييتي طائرات عملاقة عدة في أوج قوته منها وحش بحر قزوين الذي طُورّ في ستينيات القرن العشرين، بلغ طوله نحو 92 مترًا. على هذا، فإنه يُعد أطول من الطائرة مريّا لكن كلًا من امتداد جناحيه ووزنه عند الإقلاع كانا أقل. لذلك، فإنه يُعد أصغر حجمًا من الطائرة مريّا عمومًا. إضافةً إلى ذلك، عُدّ وحش بحر قزوين إيكرانوبلاين من الناحية التقنية (سفينة طائرة)، وهي مركبة هجينة تجمع بين مزايا الطائرة والسفينة، لكنها لا تستطيع التحليق على ارتفاعات عالية في السماء مثل الطائرات التقليدية أو مثل الطائرة مريّا.

اقرأ أيضًا:

ماغي: طائرة كهربائية عملاقة تخطط ناسا لصنعها للهبوط على المريخ

طائرة المستقبل: تصميم جديد مختلف كليًا للجناح ومزايا أخرى

ترجمة: محمد إسماعيل

تدقيق: ريمي سليمان

مراجعة: باسل حميدي

المصدر