التقط تلسكوب جيمس ويب الفضائي أول صورة له، وهي فائقة الجمال. وقد نشرت ناسا الصورة بتاريخ 11 فبراير، وهي صورة مركبة تظهر انعكاس الضوء الصادر عن نجم واحد على كل قسم من أقسام مرآة التلسكوب الأساسية المطلية بالذهب.
سيجري المهندسون خلال الشهر التالي لالتقاط الصورة سلسلةً من التعديلات الطفيفة لموائمة الأقسام الثمانية عشر سداسية الشكل المكونة للمرآة.
يرى مايكل مكيلوين العالم في فريق تلسكوب جيمس ويب في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا أن هذه الصورة تمثل معلمًا بالغ الأهمية لمشروعٍ جرى العمل عليه لعقود، فيقول: «مع أن إطلاق تلسكوب جيمس ويب إلى الفضاء كان حدثًا مثيرًا دون شك، ولكنه كان أيضًا لحظةً فارقةً بالنسبة للعلماء ومهندسي البصريات».
ستساعد الصورة المهندسين على رصف أقسام المرآة:
إن موضوع الصورة هو نجم HD 84406، وهو نجم ساطع في كوكبة الدب الأكبر. ويظهر في سماء الليل يمين مجموعة نجوم بنات نعش (Big Dipper). اختار المهندسون هذا النجم لعدم وجود نجوم قريبة يمكنها تلويث الصورة ضوئيًا.
بدأ التلسكوب بالتقاط الصورة في الثاني من فبراير حسب تصريح ناسا، ووفقًا لمارشال بيرين عالم الفلك في معهد مراصد علوم الفضاء، والعالم المساعد في فريق تلسكوب جيمس ويب فقد استهدف التلسكوب على مدى 25 ساعة نحو 156 موقعًا تقع جميعها ضمن رقعة من الفضاء بحجم البدر تقريبًا كما يُرى من الأرض.
التقطت الكواشف العشرة لكاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة 1560 صورة، دُمجت معًا في فسيفساء من نحو ملياري بكسل.
يقول بيرين: «تطلب التقاط هذا الكم من البيانات في اليوم الأول عمل كل أنظمة معالجة البيانات والعمليات العلمية على الأرض بتناغم مع تلسكوب جيمس ويب في الفضاء منذ البداية».
وفقًا لمدير تلسكوب جيمس ويب البصري لي فاينبرغ، فإن كل قسم من المرآة الرئيسية تعمل حاليًا بوصفها تلسكوبًا مستقلًا. ويقول فاينبرغ: «لقد حددنا النقاط الثماني عشرة كلها، وستكون الخطوة التالية تنسيقها»، لتحديد كيفية تعديل كل منها كي تتلاءم جميعها.
أخيرًا، ستُنسق المرايا وتركَّز على نحوٍ يسمح لها بالعمل سوية كمرآة واحدة. وإذا استمر كل شيء بالعمل وفق الخطة، فسيبدأ التلسكوب بالتقاط الصور عالية الدقة لأغراض بحثية بحلول الصيف.
واختتم فاينبرغ بالقول: «لم يفرد التلسكوب المذهل جناحيه فحسب، ولكنه الآن قد فتح عينيه أيضًا».
اقرأ أيضًا:
كم يبلغ عدد النجوم في مجرة درب التبانة ؟
ترجمة: إيهاب عيسى
تدقيق: أسعد الأسعد
مراجعة: حسين جرود