تعد الرئة من أكثر أعضاء الجسم أهمية، فهي مسؤولة عن التنفس إضافةً لوظائف مناعية وحيوية أخرى، وفي المقال التالي استعراضٌ لأهم العوامل والأسباب التي تلحق أذيات هامة في نسيج الرئة وتسبب خللًا بنيويًا ووظيفيًا فيها.
العفن:
نوع من الفطور ينشر جزيئات صغيرة في الهواء تسمى البويغات، وإذا كان المريض يعاني حساسيةً تجاه العفن، فقد تسبب هذه المشكلة له أمراضًا رئوية مثل التهاب القصبات الانسدادي المزمن أو ضعف الجهاز المناعي.
إذا كنت حساسًا تجاه العثّ حاول التخلص من مصادره في منزلك.
غاز الرادون:
لا يمكنك شم أو لمس أو رؤية هذا الغاز ولكنه يعد السبب الثاني لسرطانات الرئة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد التدخين. يتشكل هذا الغاز عندما يتفكك اليورانيوم الطبيعي الموجود في التربة والصخور والماء، وتنتقل إلى الأبنية عبر شقوق الجدران والأرضية وأنابيب الصرف والوصلات الكهربائية، قد تتلف الجزيئات المشعّة الموجودة في الرادون الرئة عند استنشاقها أو ابتلاعها.
يوجد اختبار بسيط يساعد على تحديد مستويات الرادون في المنزل.
السجاد:
قد يتجمع العفن وفضلات الصراصير والغبار والغازات السامة في السجاد وكل هذه المواد قد تؤذي رئتيك؛ فهي تنتقل إلى الهواء عندما تكنس السجادة أو تمشي عليها، إضافة إلى أن المواد الكيميائية التي تُستخدم في صناعة السجاد قد تسبب مشكلات أيضًا.
استخدم الأرضيات الخشبية أو أي نوع آخر من الأرضيات القاسية، أو استخدم البساط القابل للإزالة لتتمكن من تنظيفه خارج المنزل، نظف السجاد ثلاث مرات بالأسبوع واستخدم التنظيف بالبخار مرة كل سنة.
المبيدات الحشرية:
تُستخدم هذه المواد الكيميائية لإبعاد الحشرات عن المحاصيل الزراعية والحدائق، وقد يسبب أكلها أو شمها أو لمسها مشكلات عصبية أو هرمونية أو أذية عينية أو جلدية أو رئوية.
يُعد المزارعون وكل الأشخاص الذين يستخدمون هذه المواد أكثر عرضة للإصابة بأمراض الرئة مثل الربو والتهاب القصبات الانسدادي المزمن. قد تساعد الأقنعة والنظارات الواقية والألبسة الخاصة على حماية الأشخاص الذين يتعاملون مع هذه المواد.
الألعاب النارية:
تُصنع ألوان الألعاب النارية من أجزاء مختلفة من المعادن التي تنفجر في الهواء مطلقةً غبارًا جميلًا. لكن هذا الغبار قد يسبب مرض الربو أو يزيد حالة مريض الربو سوءًا، وقد يسبب أمراضًا قلبية أو رئوية إذا اسُتنشق. يجب التعامل معها بحذر.
حاول البقاء بعيدًا عن الدخان، ويمكن أيضًا استخدام كمامة لتصفية الجزيئات المؤذية.
الوسائد الهوائية:
تساعد مادة كيميائية بيضاء عديمة الرائحة تسمى أزيد الصوديوم في دفع الوسائد الهوائية للحماية من حوادث السير، وهذا ينتج مسحوقًا ناعمًا قد يسبب الربو و مشكلات تنفسية أخرى، وقد تسبب المستويات العالية من هذه المادة امتلاء الرئتين بالسوائل أو قد تسبب تهيج والتهاب جدران الرئتين.
تكلم مع طبيبك على الفور إذا لاحظت حدوث مشكلات تنفسية لديك بعد انفتاح الوسائد الهوائية.
الدقيق:
قد تلاحظ أن الأشخاص الذين يعملون خبازين يسعلون ويعانون أزيزًا في الصدر وصعوبة في التنفس أكثر من الآخرين، وقد يكون السبب هو استنشاق الطحين أو الدقيق، وهذه الحالة شائعة كثيرًا وتسمى ربو الخبازين، ومع الوقت قد يزيد من مشكلات الرئة مثل الربو وازدياد أذية الرئة، وقد تبين أنها لا تؤذي الخباز فقط بل تؤذي عائلته أيضًا وذلك بسبب الغبار العالق على ملابسه وشعره وجلده الذي يحمله إلى المنزل.
أجهزة الغاز:
قد تكون الأفران والسخانات أسبابًا خفيةً لمشكلات الرئة، فعندما يحترق الغاز يتشكل مركب كيميائي يسمى أكسيد النيتروز الذي قد يسبب الالتهاب الرئوي والسعال وأزيز الصدر والربو. ويحدث ذلك أيضًا عند احتراق الخشب أو الزيت أو الفحم أو الكيروسين (وقود الطائرات).
تأكد من تنظيف أجهزة الطهو وانتبه لكيفية إخراج النواتج الغازية خارج المنزل.
الصراصير:
قد يتحول براز هذه الحشرات وبقايا جسمها إلى غبار ويستقر على الأرضية والأثاث والأغطية، وقد نتنفس هذا الغبار عند التنظيف أو الكنس. قد يسبب ذلك مشكلات تحسسية، وقد يُصاب الأطفال -في عمر ما قبل المدرسة- المعرضون لهذا الغبار بالربو. يساعد إبقاء المنزل نظيفًا وجافًا في الحماية من هذه المشكلات.
الطيور:
قد يسبب التنفس في جو محمل بجزيئات من ريش الطيور وبرازها التهابًا رئويًا قد ينتهي بحدوث تندب في الرئة، قد يشير الطبيب إلى هذا المرض بفرط التحسس الرئوي الالتهابي. تحدّث مع الطبيب إذا لاحظت أعراضًا بعد وجودك قرب الطيور.
الزراعة:
مرض رئة المزارعين هو نوع آخر من التهاب الرئة التحسسي، يتفاعل فيه الجهاز المناعي مع العفن الموجود في الحبوب والأعشاب والقش ويسبب التهاب الرئة، ويكون الوضع أكثر سوءًا في حال العمل بمزارع صناعة الألبان، وفي الأماكن التي يكون فيها الجو رطبًا في موسم حصاد، والأفضل هو الابتعاد عن العفن الذي يسببه. قد تصبح أقل حساسيةً لهذه المواد وذلك باستخدام بعض الأدوية التي تخفف التفاعلات الحساسية.
جهاز الترطيب:
يساعد هذا الجهاز على ترطيب الهواء ليساعد على التنفس بشكل أفضل، ولكنه قد يسبب مشكلات تنفسية أيضًا، لأن الفطور قد تنمو في الجهاز، ثم تنتقل إلى الهواء، وقد تحدث المشكلة نفسها عند استخدام المكيفات الهوائية وأنظمة التحكم بالحرارة، وقد تتحسس بسبب هذه الفطور وتلتهب. لتجنب هذه المشكلات يجب الاهتمام بتنظيف أنظمة التحكم بالحرارة جيدًا.
حوض الاستحمام الساخن:
تنمو الجراثيم في أحواض الاستحمام المنزلية الساخنة، التي قد تدخل إلى الرئتين عند تنفس بخار الماء الحار، وقد يؤدي للإصابة بالتهاب رئوي والحمى والسعال وصعوبة التنفس. يجب التأكد من تنظيف الحمامات وحوض الاستحمام وحوض السباحة وصيانتها. تجب استشارة الطبيب في حال المعاناة من مشكلات تنفسية.
الشموع:
إن أكثر أنواع الشموع شيوعًا هو النوع المصنوع من البارافين البترولي، الذي يُطلق مواد كيميائية في الهواء قد ترفع من خطر الإصابة بالأمراض التحسسية والمشكلات التنفسية مثل الربو والسرطان.
لا بأس من استخدام هذه الشموع في المناسبات فقط، ولكن قد لا يكون إشعالها يوميًا فكرة جيدة على المدى الطويل، هناك خيارات بديلة آمنة مثل استخدام الشموع المصنوعة من شمع العسل وفول الصويا، ويجب التأكد من وجود تيار هوائي جيد عند إشعالها.
اقرأ أيضًا:
انتفاخ الرئة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ذات الرئة الفيروسية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: هديل بلدية
تدقيق: أحمد الحميّد