يسبب الارتكاس التحسسي عادة طفحًا جلديًا، يتفاوت هذا الطفح بالحدّة والحجم باختلاف العامل المسبب، وتُعد السموم والعطور والأدوية من المواد الشائعة المسببة له.
تمكن معالجة معظم الارتكاسات التحسسية الجلدية في المنزل باستعمال الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية، لكن إذا عانى المريض صعوبةً في التنفس في أثناء الارتكاس التحسسي فهو بالتأكيد بحاجة إلى رعاية طبية.
أسباب الطفح الجلدي التحسسي:
يظهر الارتكاس التحسسي عندما يبدي الجهاز المناعي للإنسان رد فعل شديد تجاه مادة مؤذية أو مؤرجة.
وفقًا للمنظمة العالمية للحساسية، فإن 10 -40% من الأفراد عالميًا عانوا أحد أنماط الارتكاسات التحسسية، وتوجد عدة طرق لدخول العامل المؤرج إلى الجسم:
- التماس المباشر مع الجلد.
- عبر الفم بتناول المواد المؤرجة.
- الحقن.
- الاستنشاق.
يحدث التهاب الجلد التماسي عند تعرض الجلد مرات عدة للعامل المؤرج، ويؤدي هذا التعرض إلى الارتكاس التحسسي ومن ثم إلى ظهور الطفح في أي منطقة من الجسم خلال 24-48 ساعة من التعرض، ويمكن أي مادة من البيئة والوسط المحيط أن تسبب ارتكاسًا تحسسيًا، من هذه المواد:
1. النباتات السامة
وفقًا لمؤسسة الربو والحساسية الأمريكية، فإن النباتات السامة مثل السمّاق والسنديان واللبلاب تُعد من أكثر العوامل المسببة لالتهاب الجلدي التماسي، ويظهر على جلد المصاب خلال عدة أيام من التماس معها انتباجًا صغيرًا وطفحًا جلديًا حاكًا، يتخذ مظهرًا خطيًا على المناطق المعرضة لزيوت هذه النباتات، خاصةً الأيدي والأرجل، ويتطور الطفح بعد عدة أيام مشكلًا بثورًا مملوءة بسائل. ينتقل الطفح إلى مناطق جلدية سليمة عند لمسها مباشرةً بعد لمس المناطق المصابة.
2. مواد كيميائية
قد تسبب العديد من العوامل الكيميائية ارتكاسًا جلديًا تحسسيًا عند ملامستها للجلد، منها:
- المطاط.
- صبغات الشعر.
- بروبيلين غليكول.
- فورمالدهيد.
- العطور.
- المواد اللاصقة والصمغ.
- النيكل والذهب والكوبالت.
يشبه الطفح الجلدي الناجم عن هذه المواد الحروق، إذ يبدو الجلد متقرحًا أو متوذمًا، أو يتخذ مظهر رقعة بيضوية جافة متقشرة، وتوجد هذه التبدلات عادةً في المنطقة الجلدية التي تعرضت مباشرةً للمادة.
3. الأدوية
قد يسبب أي دواء طفحًا جلديًا، ومن أشيع هذه الأدوية:
- الصادات الحيوية مثل السلفا والبنسلين.
- نيومايسين وباسيتراسين.
- الأسبرين.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- كودايين.
- الأدوية الخافضة للضغط.
- مانعات الحمل.
- الحقن الوريدي للمواد الظليلة أو نقل الدم.
بعد مدة قصيرة من تناول الدواء، يظهر الشرى آفات جلدية حمراء مرتفعة عن سطح الجلد، وغالبًا ما يُلاحظ هذا الارتكاس التحسسي الدوائي على الجذع ثم ينتشر إلى الفم والذراعين والساقين وراحتي اليدين وإخمصي القدمين.
قد تظهر ردود فعل تحسسية متأخرة بعد أيام أو أسابيع من تناول الدواء أو حتى بعد التوقف عن تناولها.
4. الأطعمة والإضافات الغذائية
غالبًا ما يترافق الارتكاس التحسسي للأطعمة مع الشرى والتوذم، فيما يلي أكثر الأطعمة المسببة له:
- فول الصويا.
- الحليب.
- المكسرات كالجوز واللوز والصنوبر والفستق.
- القمح.
- البيض.
- السمك والمحار.
- السمسم.
5. المؤرجات التنفسية:
نادرة لكن استنشاق بعض العوامل المؤرجة قد يسبب الشرى، مثل:
- العث والغبار.
- حبات الطلع.
- وبر الحيوانات.
- العفن.
أعراض أخرى:
قد تظهر أعراض أخرى للارتكاس التحسسي، منها:
- الحكة.
- الألم.
- إحساس بالحرق.
- التورم.
- حمى خفيفة.
- أزيز أو ضيق في التنفس.
التشخيص:
يُعد سؤال المريض وأخذ التاريخ المرضي وإجراء فحص سريري شامل يتضمن فحص الطفح الجلدي أساس تشخيص حالة الارتكاس التحسسي والطفح الناجم عنه، وتساعد عدة اختبارات على تحديد العامل المسبب، كالخزعة الجلدية واختبارات التحسس الجلدية، لتجنب التعرض لهذا العامل لاحقًا قدر الإمكان.
العلاج:
يختفي عادةً الطفح الجلدي بعد عدة أيام أو أسابيع عبر تدبيره بالمنزل، لكن في بعض الحالات قد يستغرق زوال الارتكاس التحسسي 14-28 يومًا بعد البدء بالعلاج، وفقًا للأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو وعلم المناعة.
تتضمن العلاجات:
موضعيًا:
- دهانات ستيرويدية.
- دهانات غير ستيرويدية.
- كمادات باردة.
- دهانات مضادة للحكة مثل كالمين.
جهازيًا:
- مضادات الهستامين مثل بينادريل وزيرتك (فمويًا).
- الستيرويدات مثل بريدنيزولون (فمويًا).
- الأدرينالين (حقنًا).
الارتكاسات التحسسية عند الأطفال والرضع
بسبب حساسية الجلد لدى الأطفال، تؤدي العديد من العوامل -متضمنةً الصابون ووبر الحيوانات والنيكل أو الصادات الحيوية أو إدخال أي غذاء جديد- إلى ظهور الطفح، وقد يظهر هذا الطفح في أي منطقة جلدية متخذًا عدة مظاهر:
- مجموعات عنقودية من نتوءات حمراء صغيرة.
- تقشر الجلد وجفافه.
- بقع حمراء في الثنيات الجلدية.
- شرى.
متى تجب استشارة الطبيب
يجب التوجه إلى الطبيب إذا لُوحظ أي مما يلي:
- بدء مفاجئ للطفح وانتشاره السريع.
- ظهور الطفح بعد تناول دواء جديد.
- وجود أعراض مرافقة للطفح كالألم والحكة الشديدة.
- وجود علامات إنتان مثل الحرارة وتقيح المنطقة.
- انتشار الطفح على كامل الجسم.
- عدم الاستجابة للمعالجة.
قد يتفاقم الارتكاس التحسسي ويتطور إلى صدمة تأقية وهي حالة إسعافية تتطلب رعاية فور ظهور أي مما يلي:
- صعوبة بالتنفس والإحساس بانغلاق المجرى التنفسي العلوي.
- تورم بالوجه والشفاه واللسان.
- تشوش الرؤية وفقدان الوعي.
- هبوط الضغط الدموي.
- ازرقاق الجلد.
- الغثيان والإسهال.
- تشنجات بطنية.
- دوار.
- نوبات اختلاجية.
يجب إبقاء حقنة أدرينالين مع الشخص المصاب سابقًا بالصدمة التأقية تجنبًا لأي خطر.
وتُعد الأدوية والأغذية ولسعات الحشرات أشيع محرضاتها.
الوقاية
يُعد تجنب الاحتكاك والتماس مع العوامل المؤرجة المعروفة أهم عوامل الوقاية لتجنب الإصابة بالطفح الارتكاسي التحسسي:
- تجنب استخدام مساحيق الغسيل ومنتجات تنظيف الجسم المعطرة.
- ارتداء القفازات في أثناء التعامل مع الزيوت النباتية والمواد الكيميائية.
- الغسيل جيدًا بعد التماس مع العوامل المؤرجة.
- ارتداء سوار طبي منبه يحدد الحساسية للدواء.
خلاصة
تُعد الارتكاسات التحسسية مشكلة شائعة، أشيع العوامل المسببة:
- الأدوية.
- الطعام.
- وبر الحيوانات.
- سموم النباتات.
وهي في معظم الحالات غير مهددة للحياة، ويمكن علاجها في المنزل باستخدام الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية.
إن استمرار انتشار الطفح الجلدي وترافقه مع حمى وصعوبة في التنفس يستدعي الحصول على رعاية صحية فورية، تمكن الوقاية من الطفح الارتكاسي التحسسي بتجنب العوامل المؤرجة المسببة.
اقرأ أيضًا:
الوردية أو الطفح الوردي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
أكثر المشاكل الجلدية (المشاكل التي تصيب الجلد) شيوعًا
ترجمة: هديل بلدية
تدقيق: يمام بالوش
مراجعة: أكرم محيي الدين