ما عضلة الربلة؟
توجد مجموعة من العضلات في الجزء الخلفي من أسفل كل ساق يسميها الأطباء عضلات الربلة ، تساهم رئيسيًا في المساعدة على المشي والجري. لكن هناك الكثير من الأشياء التي تؤذيها ابتداءً من الالتواء الخفيف حتى المشاكل الخطيرة والمميتة كخثار الوريد العميق.
التشنج العضلي
عند تمرين عضلات ربلة الساق بإجهاد قد تشعر بألم مفاجئ في ساقك، أو قد يحدث تقلص عضلي في ساقك إذا أخذت وضعية معينة لمدة طويلة دون شرب كمية كافية من الماء.
معظم هذه التقلصات غير خطيرة وتتحسن إذا دلكت قدميك بنفسك أو قمت بتمارين إطالة خفيفة أو وضعت منشفة ووسادة دافئة أسفل ساقك، وإذا لم تشعر بتحسن فعليك التحدث مع طبيبك مباشرة، فقد تكون هذه التقلصات خطيرة وناجمة عن مشاكل صحية أخرى مثل انضغاط الأعصاب مثلًا.
إجهاد العضلات
عند المبالغة في تمارين الإطالة والضغط على عضلة الربلة فإنك ستجهدها وستصاب عندها بألم مزعج يزداد سوءًا عند الحركة، أيضًا من الممكن أن تصاب عضلة الربلة بالتورم أو الاحمرار أو كدمة أو ضررٍ ناتجٍ عن الوقوف على أصابع قدميك.
هناك الكثير من الأمور التي تساعدنا في تخفيف الألم، كالراحة ووضع أكياس الثلج وأيضًا رفع عضلة الربلة المصابة عند الجلوس فوق مستوى الورك. عليك أن تتحلى بالصبر دائمًا لأن الشفاء التام قد يستغرق نحو ستة أسابيع.
التهاب وتر أخيل
يربط وتر أخيل عضلة ربلة الساق بعظم العقب وعند إصابته فأنك ستشعر بألم في الجزء الخلفي من ساقك والذي يزداد سوءًا عند الحركة، وفي الصباح قد تشعر بتيبس صباحي مؤلم.
لكن غالبًا ما يتحسن عند معالجته بالراحة ووضع أكياس الثلج على الوتر المصاب وتطبيق الضغط عليه باستخدام ضمادة مرنة ورفع الساق المصابة فوق مستوى القلب، وهذا يدعى بعلاج «R.I.C.E.»، إذا لم يزل الألم قد يحولك الطبيب إلى العلاج الفيزيائي.
كيسة بيكر
يساعدك السائل الموجود في ركبتك على التحرك بمرونة، ولكن عند تعرضه لإصابة أو التهاب فقد يتراكم في الجزء الخلفي من الركبة ويشكل ما يسمى «كيسة بيكر».
عند الإصابة بكيسة بيكر فإنك ستلاحظ تورمًا وقد لا تتمكن من تقويم ركبتك، ومن الممكن أن يمتد التورم والاحمرار إلى عضلة الربلة.
ولكن لحسن الحظ فإنه في كثير من الأحيان فإن كيسة بيكر ترتشف وتشفى من تلقاء نفسها، وإذا لم يحدث ذلك فإن الطبيب قد يحتاج لمزيد من الاستقصاء عن المسبب والعلاج.
عرق النسا – ألم العصب الوركي
إذا تعرض العصب الوركي في أسفل الظهر للالتهاب والانضغاط فأنك ستشعر بألم حارق في ساق واحدة أو اثنتين وهذا ما يسمى بعرق النسا.
يتميز ألم عرق النسا بأنه متردد (غير مستمر)، قد يزداد سوءًا عند الوقوف أو الجلوس فترة من الزمن.
قد تساعد أكياس الثلج التي توضع مدة عشرين دقيقة ومسكنات الألم على تحمل الألم.
يمكنك تجربة معالجات أخرى قد تساعدك على تخفيف الألم كالتدليك أو الوخز بالإبر أو تمارين الاسترخاء، وفي حال لم يتحسن قد يضطر الطبيب للجوء للمعالجة السترويدية.
متلازمة الحجرات المزمنة
توجد داخل الساق جيوب من الأعصاب والعضلات والأوعية الدموية، التي قد يسبب النشاط المفرط -كالركض لمسافات طويلة مثلًا- نزفًا أو تورمًا داخلها مسببًا متلازمة الحجرات.
عند إصابتك بمتلازمة الحجرات المزمنة، فإن الضغط المرتفع داخل عضلتك يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم ونشاهد تورمًا وانتفاخًا عضليًا فيها، وقد تتعرض عضلات ربلة الساق للتشنج والأذى عند الحركة، لكن الراحة والانقطاع عن النشاط والحركة قد يساعدا على تخفيف الأعراض والألم، وفي حال لم تخف وتتحسن الأعراض نلجأ إلى الجراحة.
توسع الأوردة – الدوالي
عند وقوفك أو مشيك كثيرًا قد يرتفع الضغط داخل الساقين مسببًا توسعًا في الأوردة في عضلة ربلة واحدة أو كلتيهما.
هذه الأوردة المتوسعة السميكة قد تسبب ألمًا حارقًا وتورمًا وحكة، قد تساعد الجوارب الضاغطة والرياضة والحركة المستمرة في ضخ الدم من ربلة الساق والمساهمة في علاج الدوالي، ويمكنك أيضًا إسناد ساقك عند الجلوس، وتجنب الجلوس والوقوف لساعات طويلة.
تمكن معالجة الدوالي جراحيًا بإغلاق الأوردة المتوسعة أو تقليصها.
الخثار الوريدي العميق
أحيانًا تتشكل الخثرة الدموية في عمق ساقك، مسببةً ألمًا في الربلة وشعورًا بالدفء وقد يظهر الجلد باللون الأحمر.
ومن عوامل الخطورة التي تزيد من نسبة التعرض لخثار الأوردة العميق: السمنة والحمل والتدخين وكذلك الجلوس لفترات طويلة دون حركة.
وعند انحلال الخثرة قد تنتقل إلى رئتيك وتسبب مشكلات خطيرة، لذلك إذا لاحظت هذه الأعراض اتصل بطبيبك فورًا.
العرج
قد يكون ألم ربلة الساق دليلًا على ضعف التروية الدموية وهذا ما يسمى بالعرج.
فإذا كنت تعاني من العرج فإن كامل القسم السفلي سيؤلمك عند الحركة (الساق والفخذ والورك والمؤخرة). قد يلجأ الأطباء لإجراء اختبارات لمعرفة كيفية تدفق الدم إلى أطرافك السفلية، وقد تساعد بعض الأدوية لتخفيف الأعراض ومنع تطور مشكلات أخرى.
يجب أن تناقش مع طبيبك أهمية التمارين المنتظمة لتخفيف ألم العرج.
العرج ذو المنشأ العصبي
سبب هذه المشكلة هو تضيق العمود الفقري الذي يضغط على الأعصاب مسببًا الألم والخدر وتشنجات في الساقين والردفين.
قد يزداد الألم عند الوقوف أو المشي لكنه يزول عند الجلوس أو الانحناء إلى الأمام.
فإذا كنت تعاني من عرج عصبي المنشأ فإنك قد تحتاج إلى عملية جراحية لتخفيف الضغط على أعصابك.
اعتلال الأعصاب المحيطي السكري
تقريبًا يعاني نصف مرضى السكري من تلف في الأعصاب يسمى اعتلال الأعصاب المحيطي السكري، وينجم عن ارتفاع السكر المتكرر.
قد يسبب هذا الاعتلال خدرًا وألمًا وضعفًا وشعورًا بالحرق في القدمين.
لا تقتصرُ الإصابة على القدمين فيمكن أن تصاب الذراعان واليدان أيضًا، ونظرًا لأن الإصابة باعتلال الأعصاب تسبب اختلال التوازن أو صعوبة المشي فيلجأ الأطباء لوصف أدوية مسكنة للألم وللعلاج الفيزيائي أحيانًا الذي يرفع قوة الجسم البدنية ويعالج الأعراض.
كسر عظام الساق السفلية
يساعد عظم الساق (الظنبوب) على تحمل وزن الجسم في أسفل الساق ويجاوره إلى الجانب الوحشي عظم الشظية.
وإذا تعرض أي منهما للكسر أو للتشققات فقد تؤدي إلى انتفاخ أو كدمات في عضلة الربلة، ويصبح عندها المشي مؤلمًا، وقد تبدو ساقك السفلية أقصر مما ينبغي.
قد يلجأ الطبيب لربط العظمين معًا برباط ضاغط حتى يلتئم الكسر ويحدث الشفاء التام.
انتان العظام
قد تدخل الجراثيم إلى العظام وتسبب عدوى تعرف بالتهاب العظم والنقي. وعند الإصابة بالعدوى تلاحظ احمرارًا وتورمًا وارتفاع درجة حرارة ربلة الساق، إضافة إلى الشعور بالوهن العام في جسمك والحمى الناتجة عن الالتهاب.
عند تأكيد اختبارات المختبر والتصوير الشعاعي من إصابتك بالإنتان في عظامك فإنك تحتاج إلى استخدام صادات حيوية لإزالة العدوى من عظامك المصابة.
اقرأ أيضًا:
آلام الساق: الأسباب والعلاج والوقاية
التهاب العضلات المشتمل: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: محمد أمين عرار
تدقيق: مازن النفوري