في الشهر الماضي، تصدرت عناوين الصحف خبرًا عن دواء جديد يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في الأدوية المضادة للسمنة. ذكر إيلي ليلي أن الأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة فقدوا وسطيًا 24.5 كيلوغرامًا -أي بنسبة تصل إلى 22.5٪ من وزن أجسامهم- في مرحلة متقدمة من التجارب السريرية. بالمقارنة مع أدوية إنقاص الوزن الأخرى، فينتج عنها عمومًا إنقاص الوزن بنسبة 5-10٪ فقط، وهذا الادعاء مثير للإعجاب. لم تُفحص البيانات من قبل إدارة الغذاء والدواء بعد، لذا يجب النظر إليه بحذر، لكن يبدو أن الخبراء الطبيين متحمسون جدًا.
قال الطبيب لي كابلان، خبير السمنة في مستشفى ماساتشوستس العام لصحيفة نيويورك تايمز: «تأثير الدواء يبدو أفضل بكثير من أي دواء آخر مضاد للسمنة من الأدوية المتوفرة حاليًا في الولايات المتحدة».
دواء إنقاص الوزن تيرزيباتيد، كيف يعمل بالضبط؟ كيف يعمل أي دواء لإنقاص الوزن؟
أدوية إنقاص الوزن
هي أدوية مصممة لمساعدة الناس على إنقاص الوزن. ومع ذلك فهي ليست حلًا سريعًا لخسارة بضعة أرطال.
تُوصف من قبل خبراء طبيين لمساعدة أشخاص يعانون مشكلات صحية تتعلق بزيادة الوزن أو السمنة.
يمكن وصف أدوية إنقاص الوزن للبالغين الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 أو 27 على الأقل، لكن بوجود مخاوف صحية ذات صلة مثل ارتفاع ضغط الدم أو النمط الثاني من داء السكري، تكون بشكل عام أكثر فاعلية عندما تُجمع بتغييرات نمط الحياة، وغالبًا ما تُقترح إلى جانب تبني عادات غذائية صحية والتمارين الرياضية.
السمنة مرض مزمن يصيب أكثر من 4 من كل 10 بالغين أمريكيين. في جميع أنحاء العالم، تضاعف انتشاره ثلاث مرات تقريبًا منذ السبعينات، واعتبارًا من عام 2016 كان أكثر من 650 مليون بالغ يعانون السمنة المفرطة.
المصابون بهذه الحالة أكثر عرضة للإصابة بأمراض منهكة وتهدد الحياة في بعض الأحيان بما فيها أمراض القلب والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان، وهي مكلفة ماليًا بشكل لا يصدق، إذ يواجه المصابون بالسمنة فواتير طبية أعلى بمقدار 1429 دولارًا ممن لديهم وزن صحي.
لسوء الحظ يصعب علاج السمنة، ويمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة والأدوية والجراحة، لكن يختلف نجاح العلاج بين الأفراد، ومن هنا تأتي الحاجة إلى بحث مجموعة واسعة من الخيارات العلاجية وإتاحتها لمساعدة المصابين بالسمنة والحالات المرتبطة بالوزن.
توجد حاليًا خمسة أدوية مضادة للسمنة لإنقاص الوزن معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام طويل الأجل (أكثر من 12 أسبوعًا):
لبراجلوتايد، سيماجلوتايد، أورليستات، بوبروبيون ونالتريكسون، فنترمين تومبيراميت.
كيف تعمل أدوية إنقاص الوزن؟
ليس غريبًا أن تعمل الأدوية المختلفة بطرق مختلفة. على سبيل المثال، البعض يحد من الشهية، بينما يزيد البعض الآخر من الشعور بالامتلاء أو يؤدي لصعوبة امتصاص الدهون للجسم.
جوزيف برويتو وهو أستاذ في جامعة ملبورن واختصاصي في مرض السكري والسمنة، قال ل آي إف إل ساينس إن هناك خمسة أنواع لأدوية إنقاص الوزن.
هرمونات الجهاز الهضمي:
ليراجلوتايد، وسيماجلوتايد، وتيرزيباتيد، جميعها تنتمي إلى فئة من الأدوية تسمى الإنكرتينات. وهي هرمونات استقلابية تُطلق في مجرى الدم في غضون دقائق من تناول الطعام ولها أهمية أساسية منها تنظيم الإنسولين ومستويات الجلوكوز في الدم، تحديدًا الهرمونات من فئة ناهضات الإنكترين المزدوج، بينما التيرزيباتيد يحاكي هرمونًا آخرًا وهو الببتيد المثبط المعدي لإبطاء إفراغ المعدة ومقاومة الإنسولين ومُفقد للشهية.
في البداية وافقت إدارة الغذاء والدواء عام 2010 على دواء ليراجلوتايتد لعلاج النمط الثاني من داء السكري ويُعطى بالحقن اليومي، أما لإنقاص الوزن فدت تمت الموافقة عليه عام 2015.
يعمل دواء ليراجلوتايتد بما يشبه هرمون مناهضات محاكيات الإنكرتين وذلك الارتباط بمستقبلات هذا الهرمون ينشطها لتقليل الشعور بالجوع مع زيادة الشعور بالشبع، ما يساعد على تناول كميات أقل من الطعام وتقليل وزن الجسم.
فينترمين مُفقد الشهية:
تمت الموافقة عليه في الولايات المتحدة كدواء قصير الأجل لإنقاص الوزن، ويوصف على المدى الطويل إلى جانب توبيراميت، وهو مضاد للاختلاج يستخدم لعلاج نوبات الصداع النصفي ومرض الصرع، له ايضًا تأثير على الشعور بالجوع.
وهو منشط شبيه بالأمفيتامين، فهو يقطع الشهية بتأثيره على الجهاز العصبي المركزي، وفي عام 2012 تمت الموافقة على دواء فينترمين مع التوبيرامات في الولايات المتحدة الأمريكية.
له حرائك دوائية مشابهة لتلك التي في مركب الأمفيتامين إذ يعمل منبهًا وبالتالي بعد تفعيله في الخلايا العصبية أحادية الأميني يسهل تحررها وإطلاقها داخل المشابك العصبية، ويعمل في المقام الأول على إطلاق الدوبامين والسيروتونين في المشابك العصبية وتحرير الأمينات الأحادية.
الآلية الأساسية للدواء في علاج السمنة عبارة عن خفض معدل الشعور بالجوع، وهي عملية إدراكية تتواسطها منطقة تحت المهاد في الدماغ.
تأثير توبيراميت على نشاط الدماغ:
يعمل توبيراميت على تثبيط النشاط الكهربائي الزائد بالتقليل من نشاط الغلوتومات وزيادة نشاط الناقل العصبي الغاما أمينوتبوتيريك.
أورليستات يقلل امتصاص الدهون:
وهو نوع آخر من أدوية إنقاص الوزن، يعرف باسم مثبط إنزيم ليباز المعدة. تمت الموافقة عليه عام 1999 من قبل إدارة الغذاء والدواء على أنه من ضمن أدوية إنقاص الوزن طويلة المدى، لكن هذا لا يعني أنه ما يزال خيارًا علاجيًا صالحًا لعلاج السمنة.
ففي عام 2007 أصبحت أول حبة إنقاص وزن بدون وصفة طبية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء.
الأورليستات هو أحد الأدوية المستخدمة في إنقاص الوزن ومن أصناف الأدوية المضادة للسمنة التي ينحصر عملها على تقليل إفراز إنزيم البياز من المعدة والبنكرياس الذي يساعد على هضم الدهون فيؤدي أورليستات إلى تقليل امتصاص الدهون دون تثبيط الشهية.
أدوية إنقاص الوزن في المستقبل
مع تصاعد مرض السمنة في العالم، هناك اعتماد متزايد على الأدوية لإنقاص الوزن، لذا يعمل الباحثون باستمرار على أدوية جديدة لتخفيف العبء الملقى على عاتق الأدوية القديمة التي تمت الموافقة عليها بالفعل وتحسين حياة ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
ولتحقيق ذلك، قد تتطلع الاستراتيجيات المقبلة إلى آليات بديلة مثل، تنظيم العديد من هرمونات الأمعاء في وقت واحد وتقليل الآثار الجانبية.
اقرأ أيضًا:
ما الأطعمة ذات السعرات الحرارية السالبة؟ وما دورها في خسارة الوزن؟
تخفيف السعرات الحرارية يساعد في فقدان الوزن، ولا علاقة لموعد تناول الطعام بذلك!
ترجمة: كلوديا قرقوط
تدقيق: بدور مارديني