من هو (غاليليو)؟
كان (غاليليو غاليلي) عالم فلكٍ ورياضيات وفيزياء وفيلسوفًا، كانت له العديد من الاكتشافات والملاحظات الرائدة في مجال الفلك والفيزياء الفلكية، بَنَى أيضًا تليسكوبًا ليراقب ويرصد السماء من خلاله، دعم (غاليليو) نظرية (كوبرنيكوس) ومركزية الشمس، وقد تم اتهامه مرتين بالهرطقة من الكنيسة لهذه الاعتقادات، كما قام بتأليف العديد من الكتب التي تُبرز أفكاره.
وُلد (غاليليو) في الخامس عشر من فبراير عام 1564م بمدينة بيزا في دوقية فلورنسا في إيطاليا، وتُوفّي في الثامن من يناير عام 1642م.
حياته المُبكرة.
كان (غاليليو) الابن الأكبر بين ستة أطفال، وعمل والده بالموسيقى، وكان موسيقيًا مشهورًا آنذاك، انتقلت عائلته إلى (فلورنسا) عام 1574م، وهناك تلقّى (غاليليو) تعليمه الأساسي، التحق (غاليليو) بجامعة بيزا لدراسة الطب في عام 1583م، أصبح (غاليليو) مُتيمًا بالفيزياء والرياضيات خلال دراسته، ولذكائه وموهبته كان سيصبح أستاذًا جامعيًا، ولكنه لم يُكمل دراسته الجامعية لضيق الظروف المادية، حيث ترك الجامعة في عام 1585م قبل أن يحصل على شهادته، بعد تركه الجامعة قام (غاليليو) بدراسة الرياضيات مُعتمدًا على نفسه، ونشر كتابًا بعنوان (الميزان الصغير) يصف من خلاله المبادئ الهيدروستاتيكية لوزن الكميات الصغيرة، وقد حَظيَ بشهرة بعد نشره لهذا الكتاب حيث حصل على وظيفة بهيئة التدريس بجامعة بيزا عام 1589م.
تليسكوب (غاليليو).
بَنَى (غاليليو) منظارًا لأغراضٍ تجارية، حيث قام بعرضه على أحد التجار الذي رأى مدى أهمية هذا المنظار في السفن والإبحار، وطلب من (غاليليو) الاستمرار في بناء العديد من هذه المناظير مقابل مبلغٍ من المال، ولطموح (غاليليو) قرر أن يستخدم هذا المنظار موجهًا إياه إلى السماء ليراقبها عن كثب، وباستخدامه لهذا التليسكوب البدائي، استطاع أن يراقب القمر والزهرة وتبين أن لكوكب الزهرة أطوارًا كأطوار القمر مما يدل على أن هذا الكوكب يدور حول الشمس، وقد اكتشف أيضًا كوكب المُشترِي ورأى أربعة أقمارٍ تدور حوله والتي تُعرف الآن بـ(الأقمار الغاليلية) نسبةً إلى مُكتشفها، واستنتج من خلال هذه الملاحظات أن هذه الكواكب لا يمكن أن تدور حول الأرض مما ينفي الاعتقاد السائد آن ذاك والذي كان مُعتمَدًا من الكنيسة الكاثوليكية.
(غاليليو) والكنيسة.
بعد أن أصبح اعتقاد (غاليليو) مُعلنًا للعامة بدعمه لأفكار (كوبرنيكوس) بمركزية الشمس ودحضه لآراء الكنيسة والتي كانت تفترض مركزية الأرض، قامت الكنيسة بإصدار أمرًا لـ(غاليليو) بأن يتخلى عن تلك الأفكار ولا يتحدث عنها ولا يقوم بتدريسها، حيث أعلنوا أن تلك الأفكار تُعد أفكارًا مُهرطقة، وفي عام 1623م، تم انتخاب أحد أصدقاء (غاليليو) ليكون قسيسًا وقد سمح له باستمراره في البحث في علم الفلك ليتوصل للحقيقة، كما شجعه أن ينشر أبحاثه، وبالفعل قام (غاليليو) بنشر كتابه (حوار حول النظامين الرئيسيين للكون) عام 1632م، والذي يبين فيه نظرية مركزية الشمس، وكان رد فعل الكنيسة سريعًا حيث أنه تَلقًى استدعاءً إلى روما في محاكم التفتيش، واستمرت محاكمته بين سبتمبر 1632م إلى يوليو 1633م، وكانوا يحاولون معه بكل الطرق اللينة إلى أن قاموا بتهديده بالتعذيب والإعدام حتى اعترف بتأييده لأفكار كوبرنيكوس سرًا، وتم توجيه تهمة الهرطقة إليه وحُكم عليه بالإقامة الجبرية بمنزله إلى أن يموت.
أشهر عشرة أقوال للعالم (غاليليو غاليلي).
«ولكنها تدور».
(مُشيرًا إلى حركة الأرض حول الشمس).
«يُرينا الكتاب المقدس كيف نرتقي إلى السماء، ولكنه لا يشرح لنا كيف تسير الأمور في الفضاء».
«لا يمكننا تعليم الناس كل شيء، ولكن بوسعنا أن نساعدهم على الاكتشاف بأنفسهم».
«لست مُجبرًا على الإيمان بأن الإله الذي أمدنا بالعقل والحجة والمنطق هو نفسه الذي يُطالبنا بعدم استخدامهم».
«جميع الحقائق سهلة الفهم بعد أن تُكتشف، الصعوبة تكمُن في اكتشافها من البداية».
«يزعجني تقييد العلم بنصوص الكتب المقدسة، ثم نجد هذه النصوص غير مُلزمة بتقديم أجوبة قائمة على العقل والتجربة».
«من السيء جدًا أن تتهم ما تم إثباته بالهرطقة».
«درب التبانة ما هي إلا مجموعةٌ لا تعد ولا تُحصى من النجوم المُتجمعة».
«عندما تخذلنا حواسنا، يجب أن يتدخل المنطق».
«إذا عاد بي الزمن حيث كنت أبدأ تعليمي، سأتبع نصيحة (أفلاطون) وأبدأ بدراسة الرياضيات».
- ترجمة: محمد شريف
- تدقيق: محمد قباني
- تحرير: محمد سفنجة
- المصدر الأول
- المصدر الثاني