بدأت عمليات المسح على آلاف النجوم البعيدة على أمل العثور على آثار إشارات ليزرية والتي يعتبرها بعض العلماء علامات على حياة فضائية متقدمة، إلا أنهم لم يجدوا شيئًا، ما يمثل خيبة أمل لأولئك الذين يأملون بوجود جيران لهم بين النجوم.
في دراسة جديدة، فحص الباحثون الضوء القادم من 5600 نجم في مجرتنا درب التبانة، أظهر ألفا (2000) نجمٍ منها احتمالات لاستضافة كواكب شبيهة بالأرض، واعتقد الكثير بوجود فرص حقيقية لوجود أدلة على حياة أخرى، إلا أن ذلك لم يحدث.
حسنًا، إما أن الحضارات الفضائية لم تستخدم القوى الليزرية بعد، أو أن وجودهم مجرد وهم.
أخذ فريق من جامعة (كاليفورنيا بيركلي) بعين الاعتبار الفكرة التي اقترحها عليهم زملاؤهم العلماء في SETI (البحث عن الذكاء خارج الأرض Search for Extraterrestrial Intelligence) ألا وهي: أنه إذا كانت هناك حياة ذكية خارج الأرض فإنه من الجيد استخدام مايعرف بالطاقة الموجهة أو تكنولوجيا الليزر.
إلا أننا ما زلنا في بداية اكتشاف هذا النوع من التكنولوجيا، ويعتقد الخبراء بمن فيهم ستيفن هوكينج أن البحث عن البث الليزري في أعماق الفضاء قد يكون السبيل الوحيد لاكتشاف تلك الأنواع المتقدمة من الحياة.
ما لم تكن هناك طريقة أخرى.. أو ربما لا.
كما ذكر الفريق، أنهم لم يجدوا أي انبعاثات ليزرية من أي نجم حتى الآن وعددهم 5600 نجم.
وتستند تلك النتائج إلى تحليل القياسات النجمية التي أجريت بواسطة تلسكوب (كيك – Keck) في هاواي في الفترة مابين عام 2004 والى 2016، ومعالجتها من خلال خوارزمية معينة مصممة للعثور على أي أدلة على اندفاعات ليزرية غير اعتيادية.
طور العلماء تلك الخوارزمية لقطع ضوء الخلفية الصادر من كل نجم ومحاولة العثور على نبضات غير اعتيادية أو مصطنعة يمكن أن تكون علامة على أشعة ليزر، إلا أنهم لم يعثروا إلا على آثار لا تتعدى ما يجدونه عادةً في الأنظمة غير المأهولة.
قليل من الأمل..
لا يمكننا استبعاد وجود حياة متقدمة خارج كوكب الأرض حتى الآن، فإن تلك النتائج تعني أنه في حالة وجود حياة أخرى خارج كوكبنا فإنها لا تستخدم هذا النوع من التكنولوجيا الليزرية في مجال بحثنا الذي يصل إلى 100 بارسيك (حوالي 326 سنة ضوئية) من كوكبنا.
وقال (ناثانيل تليس – Nathaniel Tellis) أحد أعضاء الفريق لـ (جورج دفورسكي – George Dvorsky) من موقع (Gizmodo): «وضعت هذه النتائج وفقًا للحضارات التي تستخدم تكنولوجيا الليزر، وأضاف أنها نوع واحد من التكنولوجيا ولكننا نعتقد أنه بالنسبة إلى الاتصالات فهي ذات كفاءة عالية».
في هذه الصورة يمكنك أن ترى هذا الأمل الكاذب، فبعد الدراسة تبين أن تلك الاشعاعات ناجمة عن غاز ساخن حول نجم.
ربما تطور الفضائيون إلى ما هو أبعد من التكنولوجيا الليزرية، ولكنه كان الطريق الأسهل للإجابة على هذا السؤال وهو ما شجع العلماء على خوض تلك التجربة، فعلى عكس الإشارات الراديوية، إشارات الليزر لا تتحلل كثيرًا خلال الفضاء.
بعد كل ما قيل، ينبغي لك أن تعلم أن الأرض لا تبث أي اتصالات ليزرية لعوالم أخرى.
وبعبارة أخرى، إذا أجري مسح على الأرض من مسافة 325 سنة ضوئية، لن يتم رصد أي علامات على وجودنا.
إذًا، فقد نحتاج فقط إلى تغيير ما نبحث عنه.
قال تليس لمارينا كورين في (ذا أتلانتيك – The Atlantic): «إذا احتوى كل نجم من تلك النجوم على مدينة نيويورك، باريس، لندن، أو حتى القاهرة، فلن يكون لدينا أدنى فكرة بوجودهم».
- ترجمة: يوسف الدسوقي حسان
- تدقيق: جعفر الجزيري
- تحرير: عيسى هزيم
- المصدر