ألم الركبة حالة شائعة للغاية، ومع أن ذلك أمر مزعج ومحبط، فمن الجيد أن أكثر أسباب آلام الركبة غالبًا قابلة للعلاج. يتطلب تشخيص آلام الركبة أولًا تاريخًا طبيًّا مفصلًا للمريض، وتوضيح تفاصيل الألم: كيف يبدو؟ هل هو ألم حاد أم حارق؟ وأين موضعه؟ هل هو أعلى الركبة أم أسفل منها؟ وكيف بدأ؟ هل بدأ تدريجيًّا أم مفاجئًا؟ وهل توجد أي إصابة حديثة؟
بعد أخذ التاريخ الطبي، يجري طبيبك فحصًا لمفصل الركبة، ويطلب اختبارات تصوير للتوصل إلى التشخيص أو لتأكيده.
يُعَد فهم السبب الدقيق وراء آلام الركبة أمرًا أساسيًّا لك ولطبيبك، لوضع خطة علاجية فعالة، تعمل على تخفيف الأعراض وتحسين حالة الركبة لتؤدي وظيفتها الطبيعية.
أسباب آلام الركبة
للركبة بنية معقدة، إذ تتكون من 3 عظام مختلفة: أسفل عظم الفخذ، وأعلى عظم الساق (القصبة والظنبوب)، وعظمة الرضفة (عظمة رأس الركبة).
ثم هناك الأربطة والأوتار القوية التي تربط هذه العظام معًا، والغضروف تحت الرضفة وبين العظام لتوسيد الركبة واستقرارها.
قد يؤدي الضرر أو المرض الذي يصيب أي من هذه التراكيب إلى حدوث آلام الركبة.
الأسباب الشائعة
تتضمن بعض الأسباب الشائعة ما يلي:
التهاب مفصل الركبة:
توجد أنواع مختلفة من التهاب المفاصل التي تؤثر في مفصل الركبة، من أكثرها شيوعًا: التهاب المفاصل (الفصال العظمي) والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- التهاب المفاصل (الفصال العظمي): يتطور في الركبة نتيجة تآكل غضروف الركبة وتمزقه، وهو أكثر شيوعًا لدى من تزيد أعمارهم على الخمسين، ويتطور مع تدهور حالة الغضروف إلى ألم حاد يزداد مع الحركة.
- التهاب المفاصل الروماتويدي: هو مرض مناعي ذاتي، إذ يهاجم الجهاز المناعي مفاصل الجسم، إضافةً إلى الألم والتورم والاحمرار والدفء فوق الرضفة. لكن على عكس التهاب المفاصل العظمي، يتحسن ألم الركبة الناتج من التهاب المفاصل الروماتويدي مع النشاط أو الحركة.
إصابات أربطة الركبة:
توجد أربعة أربطة أساسية في الركبة: رباطان جانبيان ورباطان صليبيان.
إصابة الرباط الجانبي:
توجد الأربطة الجانبية على جانبي ركبتك: الأربطة الجانبية الإنسية (الداخلية أو الوسطية) إلى الداخل، والأربطة الجانبية الوحشية (الخارجية أو البعيدة) إلى الخارج، وتربط عظم الفخذ بعظم الساق. غالبًا ما تنجم الإصابة في الرباط الجانبي الإنسي (الداخلي) عن ضربة مباشرة موجهة نحو الجزء الخارجي من الركبة، ما يسبب ألمًا داخل الركبة، وقد تتسبب ضربة داخل الركبة في إصابة الرباط الجانبي (إلى الخارج)، ما يسبب ألمًا بالجزء الخارجي من الركبة.
إصابة الرباط الصليبي:
يتقاطع الرباطان الصليبيان (الأمامي والخلفي) معًا داخل مفصل الركبة، ويربط الصليبي الأمامي عظم الفخذ بعظم القصبة من الأمام، ويربطهما الصليبي الخلفي من الخلف.
تُعَد إصابات الرباط الصليبي الأمامي النوع الأكثر شيوعًا من إصابات الركبة، وتنتج غالبًا من ضربة مباشرة أو تغير مفاجئ في الاتجاه أو السرعة عند الجري. يُسمع عادةً صوت فرقعة، إلى جانب التورم المفاجئ.
أما إصابات الرباط الصليبي الخلفي فهي غير شائعة، وتحدث عمومًا بسبب الاصطدام بشدة في الركبة (مثل اصطدام ركبة مثنية في أثناء حادث سيارة). يُعَد تورم الركبة، إلى جانب الألم في الجزء الخلفي منها وعدم الاستقرار، من الأعراض المرتبطة بإصابة الرباط.
تمزق غضروف الركبة (الغضروف المفصلي):
يوجد غضروفان صلبان على شكل حرف C (يُسمى الغضروف الهلالي) يقعان بين عظم الفخذ وعظم الساق. إن تمزق الغضروف المفصلي سبب شائع لألم الركبة، وقد يحدث عند الشباب (غالبًا في أثناء الرياضة) أو عند كبار السن، إذ يضعف الغضروف مع التقدم في العمر، ما يجعله أكثر عرضةً للتمزق.
إلى جانب الألم، قد يسمع الشخص المصاب صوتًا مفاجئًا منذرًا بتمزق الغضروف، إذ يسمع في البداية صوت فرقعة عند حدوث التمزق، ويتبع ذلك تطور تدريجي في تصلب الركبة وتورمها، إلى جانب فرقعة الركبة أو قفلها.
التهاب أوتار الرضفة وتمزقها:
الوتر الرضفي هو الوتر الكبير الذي يربط الرضفة بأعلى عظم الساق، ويُعَد التهاب الأوتار الرضفية شائعًا لدى ممارسي الرياضة أو الأنشطة التي تتطلب الجري والقفز المتكرر، يصف المصابون بهذه الحالة غالبًا ألمًا خفيفًا ثابتًا، يصبح حادًّا مع النشاط.
قد يضعف الوتر الرضفي أحيانًا، ما يجعله أكثر عرضةً للتمزق، ويسبب تمزق وتر الرضفة ألمًا شديدًا وتورمًا فوق الركبة وإحساسًا بالتمزق والطقطقة (الفرقعة). قد يلاحظ الشخص -حسب درجة التمزق- وجود فجوة أسفل الرضفة، ويواجه صعوبات في المشي بسبب تحرك الركبة من موضعها.
متلازمة الألم الرضفي الفخذي:
هي الأكثر شيوعًا بين المراهقين والشباب، وتنتج عادةً من الأنشطة القوية التي تضغط على الركبة، مثل الركض أو القرفصاء أو تسلق السلالم.
تسبب هذه الحالة ألمًا خفيفًا أسفل الرضفة، يُشار إليه أحيانًا باسم غضروف الرضفة، ما يعني أن الغضروف خلف الرضفة قد لان وبدأ يتآكل، أيضًا قد يسبب الانحراف غير الطبيعي للركبة هذه الحالة.
إضافةً إلى الألم الذي يزداد سوءًا مع الأنشطة التي تتطلب الانحناء المتكرر للركبة أو الجلوس فترات طويلة من الوقت (مثل العمل المكتبي)، قد تُلاحظ أصوات فرقعة في الركبة عند الوقوف بعد الجلوس فترات طويلة أو عند صعود الدرج، ونادرًا ما يظهر قفل الركبة أو تورمها مع هذه المتلازمة.
كيس بيكر
يتورم كيس بيكر في الجزء الخلفي من مفصل الركبة، وقد يكون علامةً لمشكلة أخرى كامنة مثل تمزق الغضروف الهلالي، ومع أن أكياس بيكر عادةً لا تسبب ألمًا، فإنها قد تسبب إحساسًا بالشد في الجزء الخلفي من الركبة، ويرتبط ذلك غالبًا بتصلب الركبة وانتفاخ مرئي يزداد سوءًا مع النشاط.
التهاب كيسي تحت السطح
يقع جراب تحت السطح (كيس مملوء بالسوائل) فوق الرضفة مباشرة، ويلتهب غالبًا لدى من يتطلب عمله الركوع أو ثني الركبة بكثرة، كالبستاني أو مطبق السجاد.
قد تسبب عدوى أو مرض النقرس أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو ضربة مباشرة للركبة التهابًا كيسيًّا في حالات أقل شيوعًا، وإلى جانب ألم الركبة البسيط الذي يمكن الشعور به فقط مع حركة الركبة أو عند لمس المنطقة المصابة، قد يحدث تورم الرضفة سريعًا.
متلازمة الشريط الحرقفي الظنبوبي:
تشير المتلازمة إلى التهاب الشريط الحرقفي، وهي مجموعة سميكة من الألياف تمتد بطول الجزء الخارجي من الفخذ. يحدث الالتهاب عادةً نتيجة الإفراط في الحركة، خاصةً عند العدّائين، ما يسبب ألمًا حارقًا في الجزء الخارجي من مفصل الركبة، وقد ينتقل الألم إلى الفخذ ثم الورك.
تنقسم الأسباب المحتملة لألم الركبة إلى نوعين:
كيفية تخفيف آلام الركبة والتورم
جرب هذه الأشياء في البداية:
- سلّط أقل وزن ممكن على الركبة، وتجنب الوقوف فترةً طويلة.
- استخدم كيس ثلج على ركبتك مدة 20 دقيقة كل ساعتين أو ثلاث.
- تناول مسكن الآلام (باراسيتامول).
متى تجب زيارة الطبيب؟
إذا لم تكن متأكدًا من سبب الأعراض، أو لا تعرف توصيات العلاج المحددة لحالتك، فعليك طلب الرعاية الطبية، لتوجيه العلاج إلى السبب المحدد لمشكلتك.
توجه إلى الطبيب في الحالات الآتية:
- تعجز عن المشي طبيعيًّا على الجانب المصاب.
- إصابة تسبب تشوهًا حول المفصل.
- ألم الركبة في أثناء الليل أو فترة الراحة.
- ألم في الركبة يستمر عدة أيام.
- قفل الركبة (العجز عن ثنيها).
- تورم المفصل أو منطقة ربلة الساق.
- علامات الإصابة بالعدوى، مثل الحمى أو الاحمرار أو سخونة الركبة.
- أي أعراض أخرى غير عادية.
الوقاية
يمكنك القيام بعدة أمور لمنع إصابات الركبة، أو منع تطور الحالة إلى حالات الركبة المزمنة كالفصال العظمي، مثل:
- تخفيف الوزن، إن كنت تعاني زيادة الوزن أو السمنة.
- ممارسة التمارين، لتقوية عضلات الفخذ الرباعية وأوتار الركبة.
- ممارسة التمارين التي تركز على تقوية العضلات دون وضع حمل زائد على الركبة، مثل: السباحة أو ركوب الدراجات.
- ارتد دعامات الركبة إن كان عملك يتضمن الضغط على الركبتين.
اقرأ أيضًا:
ما هي أنواع الإصابات التي قد تتعرض لها الركبة عن ممارسة الرياضة؟
هذا العلاج يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل والإصابات في الركبة
إعداد: منتظر صلاح
تدقيق: محمد الصفتي
مراجعة: أكرم محيي الدين