نمر جميعًا بحالات من القلق بين الحين والآخر، لكن الإصابة باضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder) يحتاج إلى الرعاية الطبية خصوصًا إذا رافقه ارتفاع ضغط الدم، إذ يستطيع الطبيب إيجاد حلول للتحكم بضغط الدم والقلق.

سنناقش في هذا المقال الصلة بين القلق وارتفاع ضغط الدم وكيفية تشخيصهما وعلاجهما.

ما العلاقة بين القلق وارتفاع ضغط الدم؟

يُعد القلق استجابةً طبيعيةً عند التعرّض للضغط أو الخطر، وربما تصاحبه أعراض جسدية مثل التعرق والرعشة والغثيان وتشنج العضلات، وتشتد هذه الأعراض وتستمر إذا كان الشخص مُصابًا باضطراب القلق العام ما قد يؤثر في ضغط الدم.

عندما نواجه موقفًا صعبًا -مثل التحدث أمام الجمهور، أو مكالمة هاتفية غير متوقعة، أو العمل تحت ضغط- يتسبب ذلك في تحفيز استجابة الكر والفر (fight or flight response)، وفيها يعمل الجهاز العصبي الودي ما يؤدي إلى زيادة معدل نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم والتعرق.

يقول مايكل ويتون الأستاذ المساعد في علم النفس في كلية بارنارد: «يزيد الجسم معدل نبضات القلب والإثارة الفيزيولوجية ليتمكن من التحكم في المواقف الخطيرة، والنتيجة الطبيعية في هذه الأثناء هي ارتفاع ضغط الدم، ثم يعود مرة أخرى إلى الحالة الطبيعية عند زوال القلق».

مضاعفات القلق وارتفاع ضغط الدم:

يؤدي عدم التحكم في القلق إلى تأثير سلبي في كثير من وظائف الجسم، مثل الإدراك والجهاز المناعي والجهاز الهضمي والجهاز الدوري.

للأسف، يستخدم بعض الناس طرقًا غير صحية للتعامل مع القلق، مثل التدخين وعادات النوم السيئة وشرب كميات كبيرة من الكحول وتجنب ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة غير الصحية، ما يؤدي إلى تأثير سلبي في الصحة العامة مثل ارتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب والكثير من المضاعفات الخطيرة على الصحة.

تشخيص القلق وارتفاع ضغط الدم:

من الصعب تشخيص ارتفاع ضغط الدم دون زيارة الطبيب أو قياس ضغط الدم بالمنزل، لكن لدى الإصابة بالقلق فأفضل ما يُنصح به هو تحديد أسبابه بدقة ليتمكن المصاب من السيطرة عليها، كأن يسأل نفسه:

هل يشعر بعدم الراحة في العمل؟

هل يشعر بالقلق تجاه بعض الأشخاص؟

هل تسبب ممارسة بعض الأنشطة (كالقيادة أو الذهاب إلى الأماكن المزدحمة) عدم الراحة وتمثل ضغطًا عليه؟

بإجابة هذه الأسئلة وغيرها نستطيع تحديد السبب الرئيسي للمشكلة ومن ثم البدء في علاجها.

ما طرق علاج القلق وارتفاع ضغط الدم؟

يقدم بعض الباحثين طرقًا للعلاج عن طريق الارتجاع البيولوجي (Biofeedback)، إذ تقوم الفكرة على أساس تدريب الأشخاص على السيطرة على استجابة الجسم وتقليل التوتر ومعدل نبضات القلب ما يؤدي إلى الاسترخاء.

يمثل العلاج النفسي مع الأدوية الأعمدة الرئيسية لعلاج مشكلات القلق، وبالوسع أيضًا استخدام أدوية الضغط المرتفع للتحكم في ارتفاع ضغط الدم.

وفيما يلي بعض الإجراءات التي يمكن تجربتها عند التعرف على أعراض القلق للتحكم فيها:

  •  التمرن بانتظام: كالمشي وممارسة اليوجا وقضاء بعض الوقت في قاعة التمرينات.
  •  تناول طعام صحي: مثل الفاكهة والخضراوات، والتقليل من تناول الكثير من الدهون المشبعة.
  •  الحصول على نوم بجودة عالية: بالنوم مبكرًا وترك الهاتف المحمول خارج الغرفة.
  •  التنفس بعمق: وذلك في مكان هادئ بعيدًا عن الأصوات الصاخبة.
  •  استرخاء العضلات: يقترح الدكتور ويتون استخدام تمارين استرخاء العضلات التدريجي (Progressive muscle relaxation)، وهي تقنية تعتمد على التحول التدريجي من انقباض العضلات إلى انبساطها.
  •  ممارسة التأمل الذهني: بالوسع ممارسة ذلك في أي وقت وأي مكان، وذلك بتهدئة التنفس وتبطيئ الأفكار والتركيز على الجسم في هذه اللحظات.
  •  زيارة المعالج النفسي: إذ يستطيع ترشيح خطط علاج شاملة لهذه الحالات.

اقرأ أيضًا:

ما الفرق بين نوبة الهلع ونوبة القلق؟

هل توجد علاقة بين القلق والصداع؟

ترجمة: أحمد نبيل

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر